أقلام حرة

هل حصل الاصلاح لكي يتم التغيير في اقليم كوردستان؟

او الجذري المفاجيء عن طريق الثورة والتي مرً عليها الزمن ولم يزكيها الواقع والفكر والعصرنة والعقلانية لاضرارها وسلبياتها الطاغية على ابجابياتها وعدم تلائمها مع متطلبات الزمن والحداثة .

 

بعد ما يقارب من العقدين من الزمن من سلطة الحزبين المتنفذين في كوردستان العراق وما شابت هذه المرحلة من النكسات وخلقت الثغرات، فنشا خلالها جيلان متحضران في جو من الامان النسبي مع القلق الدائم على ضمان الحياة والمعيشة، وهذا ما يتطلب تغييرا وواقعا جديدا بحيث يتلائم مع اماني وطموحات الشباب  وما يتناسق مع اساليب حياتهم وظروفهم الاجتماعية ونظرتهم الى الحياة والمعيشة وما يدور في خلدهم وما يؤمنون به من الافكار والعقائد . مع ثبوت الركائز العامة وبقائها لهذه المدة الطويلة على حالها، وعدم التحرك في اسلوب العمل السياسي في ظل الوضع الاقتصادي المعلوم وازدياد الفجوة بين الغني والفقير والتخبط في بناء البنى التحتية وانعدام التخطيط العلمي المستقبلي الصحيح في كافة مجالات الحياة وسط الفوضى النسبي، لابد من بروز التناقضات مما تسبب الاهتزاز والتهيج وانسداد الطريق السوي الصحيح لاتباعها في الوصول الى ما يمكن البدء في الاصلاح الذي يجب ان يفرض نفسه ومن ثم التغييرات ان نجح الاصلاح خلال الفترة المطلوبة .

 

و عندما نلقي النظرة الفاحصة على واقع كوردستان الحالي وما هو في طريقها اليه، نحس بان المستجدات تفرض العديد من المستوجباتو الضرورات وتوفر العوامل المؤدية الى خلق واقع مغاير في الفترة القريبة والمرحلة المقبلة، ومنها، ظهور التعددية السياسية الاصيلة الواقعية المولودة طبيعيا من رحم الوضع الاجتماعي السياسي المستجد، ويبرز على الساحة اللاعبون الجدد المؤثرين على مجرى الامور ويكون لهم ثقلهم المؤثر الفعال، ويزيلون نسبة معقولة من الاحتكار الدائم للسياسة والسلطة في كوردستان ويسحبون شيئا ما من ايدي الكبار المسيطرين لحد اليوم على زمام الامور، ويمكن الخروج قليلا من اطار هذه الظروف المفروضة، وعندئذ تعلى الاصوات المختلفة وتؤثر بدورها على عمل وعقلية الجهات والاطراف السياسية وعلى افراد المجتمع نسبيا، وبداياتها ظهرت في الافق وهذا ما نشاهده من الاعتدال في افكار ومواقف كافة القوى ونرى ونلمس التضحيات العديدة بعدد من الشعارات والاهداف التي اعتبرت حتى الامس القريب من الثوابت الايديولوجية من قبل الكثير من الاطراف، ونحس بالتواضع وعدم التطرف وخفة في التشدد .

 

يمكن ان نقيٍم هذا الواقع الجديد على انه تحصيل حاصل لما يجري على الساحة بعد حصول شيء من الاصلاح في بنية المجتمع،و يحتاج التغيير الى العمل والتعاون والتكاتف من قبل الجميع ومن اجل الاهداف السياسية والفكرية العصرية، والتغيير الحقيقي المطلوب الملائم في المجتمع  الذي يخص جميع  المكونات وليس من قبل طرف واحد ومن اجل اهداف سياسية وايديولوجية بحتة ونابعة من الصراعات الداخلية الحزبية ومن اجل المصالح الشخصية الذاتية اكثر من مصالح الشعب وما يهمه .

 

اي الاهم هو تخصيب الارضية المناسبة من جوهر ولب المجتمع وتوفير الارادة المطلوبة للاصلاح الحقيقي وعدم الارتداد، وهذه هي الخطوة الاولى التي يمكن ان يعتمد عليها الشعب في عملية التنغيير الواسعة المبنية على الاعمدة الاساسية السياسية والاقتصادية والاجتمماعية والثاقفية المتعددة الجوانب والاطراف . وهذا يحتاج الى العقليات المنفتحة المحايدة البعيدة عن الاهداف السياسية والايديولوجية والحزبية البحتة، ويبرز هنا دور المثقف والنخبة المخلصة لنجاح الانتقال السلس من مرحلة لاخرى في حال حصول الاصلاح الحقيقي الجوهري، وليس الاداعئات السياسية من قبل السياسيين المحترفين،و من هنا يبدا التغيير المامول الحقيقي في معيشة المجتمع والعصرنة في الفكر والعمل، وهذا ما تتطلبه التقدمية والعلمية في التخطيط والتنفيذ والمؤسساتية في العمل .

  

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1105  السبت  11/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم