أقلام حرة

لايحتمل التأجيل...!!

 لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن... ويبدو أن المعادلة اكبر من إن يخوض أبناء الداخل هذه التجربة الصعبة المنال والقيام بعملية تغيير الحكم القائم آنذاك لأسباب كثيرة متفرعة كخيوط الغزل لا أريد إن أخوض في غمار تفاصيلها والغوص في بحار إسرارها لما يحتويه جوفها المظلم من ملفات المؤامرات الدولية والإقليمية الخبيثة التي تحاك بخيوط سوداء خلف كواليس البيت الأبيض للنيل من العراق وشعبه والسيطرة على ثرواته الطبيعية واستعباد طاقاته البشرية ؟ إن كل هذه العوامل وغيرها قد جيرتها قوى الاستكبار العالمي من اجل إضعاف وتحطيم قدرات الشعب العراقي نفسيا وسياسيا وفكريا واقتصاديا وجعلهُ عاجزاً و يائس من مجردِ التفكير! في عملية تغيير واقعه المرير وتطويقه بأسوار قسوة النظام الفاشي وتكبيل معاصمه وتغيب أفكاره وتجفيف أقلامه وفرض سياسات الإفساد عليه لا الفساد بشتى الطرق والسبل المتاحة إلا أن الشعب العراقي ظلَ صامداً كالطوِد بوجهِ سيل المؤامرات الارتدادية الشرقية والغربية.التي طالما تبددت وذهبت إدراج الرياح على صخرة العراق الأشم. رغم بث شتى السموم في كل ِ إرجاءه... ِ

 .لان عامة المجتمع العراقي مجتمع محافظ يتحلى بقيم وسمو أخلاق رفيعة دون سواه من شعوب العالم لما له من تاريخ مشرف وعادات وتقاليد ضاربة في جذورها إلى أعماق الأرض. ومن جملة تلك الأدبيات والعادات خلو ساحة العراق من تفشي ظاهرة الإدمان أو تعاطي المخدرات أو المتاجرة بها أو الترويج لها. بينما محيطه من دول الجوار ظل يعاني والى اليوم الأمرين من تفشي هذه الظاهرة التي استفحلت بين مواطنيه لا سيما الشباب في سنن مبكر. حتى باتت ظاهرة استشراء المخدرات وترويجها بين المراهقين الشغل الشاغل لتلك الحكومات التي ما برحت حتى عملت بشتى السبل لصدها والسيطرة على متعاطيها والحيلولة من تعاظمها بين إفراد مجتمعاتهم وبلدانهم.في حين إن ديمقراطية أمريكا (المسلفنة) التي جاءت بها إلى العراق قد جلبت معها أنواع وإشكال من الأوبئة والإمراض وسموم شتى. منها المخدرات بأنواعها وأسمائها لكي تجعل من ارض العراق مرتع خصب لتجارة وترويج وتعاطي المخدرات. الغاية من ذلك تفتيت الأواصر المتينة لأبناء الشعب والشروع في حراثة الأرض لإنبات الرذيلة بكل أصنافها وفتح الأبواب على مصا ريعها إمام ذوي النفوس الضعيفة والمتاجرين بأرواح الأبرياء دون إن يكون هناك رادع أو عقاب من قبل السلطات المختصة في الحكومة المتحججة بالوضع الأمني والمنشغلة بخطة فرض القانون تاركةًً آفة إرهاب تجار المخدرات تفتك بجسدنا المنخور أصلا وتاركة أيضا المتاجرون بأرواحنا وصحتنا يعيثون في ارض العراق فسادا. ويبثون سمومهم بين أبنائنا كالأفاعي الرقط مما جعل هذه الظاهرة تنتشر بسرعة البرق بين الشباب وبالأخص الذين في سن المراهقة ليصبحوا لقمة سائغة بعد مرحلة الإدمان يتلقفهم المروجين للقاعدة وغيرها من عصابات الجريمة المنظمة وزجهم في إعمال السرقة والسلب وإعمال العنف وحتى في الأعمال الإرهابية لذلك يجب إن تلتفت الحكومة إلى هذه الآفة الخطيرة والوقف عليها بجدية ومواجهتها بقوة وحزم ولا ستكون العواقب وخيمة وبعدها لا ينفع الندم أو قول (ياريت ألجره ما صار) لكن وأقولها بحرقة وحسرة إن كل المعطيات تشير وللأسف الشديد إلى إن حكومتنا الحكيمة لا تحرك ساكن بل لم تعطي أي أهمية للموضوع وكان الذي يجري ليس في بلدهم العراق بل في دولة كوبا ولا اعرف ماذا ينتظر المعنيون في الحكومة هل ينتظرون إن يصبح وضع العراق على غرار وضع كولومبيا ليتداركوا الموقف في نهاية المطاف أم إن الموقف لا يعنيهم لأنهم مجرد موظفون برتبة الشرف عينهم البيت الأسود في المنطقة الخضراء ورسم لهم الخطوط الحمراء والبنفسجية التي يسيرون عليا بانتظام ولا يحق لهم التدخل في هكذا أمور لان صلاحياتهم محدودة لاتمكنهم على التدخل في احتواء موضوع مواجهة ومكافحة تفشي ظاهرة المخدرات في العراق. أذن أنتبهوا وعوا فالموضوع لايحتمل التأجيل....!!

 

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1059  الثلاثاء 26/05/2009)

في المثقف اليوم