أقلام حرة

قتل مروة الشربيني عمل أرهابي ام أستحقاق ديمقراطي؟

وأهم تلك الاسئلة ان المحاكم في هذه الدول الديمقراطية تعتبر اهم من القصور الرئاسية واهم من دور العبادة لانها تحمل دساتير الديمقراطية التي يفتخرون بها , كذلك الازداجية التي تتمتع بها العقلية الغربية من حيث انها تسمع وتشاهد هذا التحريض على المسلمين وتوجيه مشاعر الحقد والكراهية ضد الجاليات العربية والمسلمة وعلى كل المستويات ومع ذلك فهي لا تخجل   اذ تبريرها على انها  الاعمال فردية واستحقاقات  ديمقراطية  كما  حدث في الرسوم المسيئة للرسول (ص) او قتل سيدة مسلمة في محكمة  وانا اركز على هذه النقطة في محكمة  وليس في شارع عام او جامعة أنها  محكمة !.

وفكرة ان الغرب والغربيين هم متحضرون وأنهم  قبلة التحضر في العالم  وان هذا الانسان مثال للتسامح الديني والتعايش المشترك  بينه وبين الاخر (طبعا الاخر من اي جنسية  او وطن  لاباس به ولكن ليس عربي مسلم)  اعتقد انها فكرة مغلوطة بدليل كل هذه الاعمال البشعة ضد العرب والمسلمية  وعندما نطالب بمواقف رسيمة ياتي الجواب الاكثر بلادة وهو انها اعمال فردية ولا دخل لها بمواقف الحكومات او المواقف الرسمية ولا ينبغي على الجميع تعميمها  !!! وانا اقول اجابة جيدة لكن  اذا حسبت على الجميع بمعنى لماذا تعميم فكرة المسلمين ارهابيين  من جراء اعمال البعض المسلمين واسقاطها على الاسلام والمسلمين اليست اعمال فردية فلماذا تعميمها ؟؟؟

وأصرار بعض وسائل الاعلام العالمية وبعض الشخصيات التي تتمتع بشعبية عالمية  دورها مهم جدا من حيث تعميق  الهوة بين المسلمين والغرب وهذا ليس لصالح هذه الدول الديمقراطية ولا لصالح الدول المسلمة لان التكامل الاقتصادي والثقافي والسياسي العالمي لن يتم بوجود هكذا  افكار ولان التقدم  التقني والتكنلوجي يجب ان يخدم هذا التكامل العالمي  وتطويره وليس وضع عراقيل في طريقه من خلال تسطيح اعمال ارهابية بشعة  ضد العرب والمسلمين .

كذلك على الحكومات  (الشبه مسلمة) ان تقوم بدورها كما يجب وان تكف عن شجبها حيناً واستنكارها حيناً اخر وان تترجم اقوالها الى افعال حقيقية تنم عن حرصها على كرامة  وطنها ومواطنيها مثلما حدث في الهند عندما هبطت طائرة الرئيس الفرنسي ساركوزي مع عشيقته الى ارض  المطار  ولم يسمح للرئيس الفرنسي بأصطحاب عشيقته الى  الجناح الرئاسي المخصص له لانها ليست زوجته  ولان هذا الجناح مخصص للروساء وزوجاتهم  وليس الى عشيقاتهم  وكانوا (المسؤولين الهنود) يعنون ما يقولون فما كان من عشيقة  الرئيس الى الرجوع الى فرنسا وعدم الانتظار مع الوفد المرافق للرئيس وكان  موقف كبيرا يدل على التمسك بتقاليد واعراف هذا البلد  حتى وان اختلف معهم في وجهات النظر لكننا نحترم  تمسكهم  بتقاليدهم  وثقافتهم.

يجب ان يكون المسؤول المسلم (ولو بالاسم) يجب ان يحتذي بهذا المثال ويكون دينه ومواطنه اهم ما يحركه اتجاه الاخر وان يكف عن التنديد والشجب وان يكون على مستوى شعبه اذ ليس من المعقول ان تكون  افعال شعبه في وادٍ وتنديداته وشجبه في وادٍ اخر.

 

صادق العلي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1107  الاثنين  13/07/2009)

 

في المثقف اليوم