أقلام حرة

المعارضة المتشائمة وقصر نظرها تجاه المنجزات والاحداث والمستقبل

وطرحها للبدائل المناسبة واتخاذها للقرارات حال استلامها السلطة،يتاكد بان المعارضة من الضرورات الواجبة وجودها كاحد الاعمدة الاساسية لنجاح العملية السياسية وتحقيق الاهداف والتقدم والتنمية في اي بلد كان، وهي عامل مساعد ومقوم ومرشد هام لبيان الطريق الصحيحة لمسيرة الحكم وليس اعاقته . ظهور وانبثاق المعارضة يتوقف على ضرورات الاوضاع العامة ومرتبط بشكل خاص بمراقبة السلطة وتشدد وتصر على تقويم الوضع المتازم من التضخم والازمات الاقتصادية وانخفاض مستوى المعيشة وعدم تحقيق الاهداف السياسية وانعدام الجدية في اداء الواجبات التي تمس الشعب بشكل خاص من قبل السلطة ويتم ذلك بشكل غير مرضي من قبل ابناء الشعب .اي الواقع والظروف الذاتية والموضوعية من العوامل الهامة لتخصيب الارضية المناسبة لانبثاق المعارضة الايجابية المطلوبة . والاوضاع العامةهي التي تجبر وتفرض ايجاد القوى المعارضة وليس الامنيات والامال وطرح البرامج والنظريات المختلفة . ويجب ان تكون هناك قراءة دقيقة لما هو موجود من السلطة والوضع الاجتماعي والاقتصادي والخطط التي تعتمد عليها في تنفيذ الاهداف المتعددة الاوجه، ومن ثم الاعتماد على البحوث والدراسات والنظرة الشاملة من قبل السلطة والمعارضة ايضا لايجاد الحلول المناسبة للمسائل العالقة، وهذا ما يساعد السلطة والشعب على حد سواء، والا لم تنجح المعارضة في اطروحاتها وتلقى ردود افعال سلبية من قبل المجتمع . وكيف يقتنع الشعب بالادعائات والخطابات التي تقيٍم الاوضاع وتنتقد السلطة والحكم بشكل عام ويجتمع حول القوى المعارضة، والمعارضة الايجابية تعتمد في اكثر الاحيان على العوامل الضرورية لايجاد البدائل الملائمة وتقدم اكثر واحسن وافضل من ماكان قبلها في الحكم .اما لو كانت السلطة تقدم ما لديها ويحس الشعب بمقدار التنمية وتوفير الخدمات الضرورية ووجود احتمال قوي للانتقال من مرحلة لاخرى، مهما صرخت المعارضة فان الشعب لن يختار البديل بقناعة . وعندئذ يمكن ان تظهر معارضة مصلحية متشائمة لا تهمها سوى الوصول الى السلطة فقط، وان لم يكن لديها اكثر من السلطة لتقديمها الى الشعب، وتتجه الى التضليل وعدم طرح ما لديها بشكل ملائم وواقعي وكل همها هو الانتقاد وان تمكنت ستعمل على توسيع الفجوات والهوة بين الشعب والسلطة ويسهل التدخل من قبل الاخرين في اي وقت كان، ولا تكون لديها قراءة واقعية للاحداث ومصابة بقصر النظر لما موجود على الارض وغير مبصرة للمستقبل ولم تحس بما انجزت خلال فترة حكم السلطة الموجودة، وهمها الوحيد تحقير الاخر وتشويه ما اقدمت عليه السلطة من اجل تقديس الذات وفرضه، وهذا ما نشاهده كثيرا في الشرق الاوسط بالذات لعدم ولادة المعارضات بشكل طبيعي واعتمادها على العنف والقوة في اكثر الاحيان ومن ضمنه الانقلابات، وبعيدا عن المباديء الاساسية للديموقراطية وتداول السلطة باسترضاء الجميع والسب يكمن في السلطة والعارضة على حد سواء. حينئذ يمكن ان نميز المعارضة التي ترفض ما تقدم عليه السلطة مهما كانت نتائجها وان كانت للصالح العام عن المعارضة التي تهمها مصالح الشعب قبل التفكير فقط في الوصول الى السلطة باي ثمن كان،و تكون الاخيرمعارضة متشائمة لما انجز ولمستقبل الموقع الذي انبثقت منه وتعمل على رفض الاخر وعدم التحاور والغائه بشكل قاطع ان تمكن من ذلك، وفي هذا الجو لا يمكن انتظار التنمية والتقدم، وانما الفوضى والهيجان واستمرار في الكبح لما يقدم عليه المخلصون لفترات دون اي تغير يسيطر على الوضع، وبه يمكن ان يُنتج نظام دكتاتوري شمولي رافض لابسط انواع المعارضة، وهذا ما يضر بالمعارضة والشعب على حد سواء .

 

 

 

 

في المثقف اليوم