أقلام حرة

14 تموز ... و(حدوثة) المصالحة

التفاوض بشأنه بين طرفين احدهما المسيء والاخر المتضرر، اذ يتم  تقديم عروض وتنازلات من المسيء تحظى بقبول الاخر المتضرر مقرونة باعتذار مشفوع وندم حول كل ما سببه من اذى  بشخص او كيان او مجتمع وهكذا . وهناك الكثير من الامثلة عبر مسيرة الشعوب  المتحررة من الدكتاتوريات، الا ما حدث في العراق فقد ظل المسيئون والبعثيون من الصداميين متشبثين بآرائهم وحقهم في السلطة والحكم رغم كل ما اقترفوه من جرائم وما سببوه من الم وارهاصات للشعب العراقي بزجه في حروب وحصارات راح ضحيتها الالآلف من الابرياء اضافة الى قمع كل الافكار الوطنية والتقدمية واعدام قادة الاحزاب المعارضة لفكر حزب السلطة المتمثل بالبعث الصدامي .

 

المشكلة الان ليست بمشروع المصالحة المرفوع من بعض القوى السياسية الداخلية او الجامعة العربية او بعض دول الجوار او حتى الضغوطات الامريكية، المشكلة هنا التصالح مع من .

ففي احد تصريحاته قال عمرو موسى ان لديه اتصالات مع العديد من فصائل المقاومة العراقية كما اسماها، كذلك اتصالات مع قيادات بعثية وانهم على استعداد للعمل من اجل انجاح مشروع المصالحة الوطنية . بدورها السعودية ودول اخرى تؤوي قيادات بعثية تعمل على تسريع العمل بهذا الملف في محاولة لإجهاض العملية السياسية خاصة بعد الانسحاب الامريكي من المدن.

وما يحدث في الموصل وديالى وكركوك ما هو الا دليل واضح على تنفس البعث المتحالف مع الارهاب من اجل زعزعة الامن  والاستقرار، ومن ثم الهيمنة على المحافظات والانطلاق الى الواجهة السياسية من جديد خاصة بعد زرعهم الكثير من البعثيين والموالين لهم في مجالس المحافظات والوزارات الامنية وحتى مجلس النواب من اجل توفير الغطاء السياسي .

ترى الا يكفيهم ما سببوه  للبلد طوال فترة حكمهم سرقوا ونهبوا واباحوا كل المحرمات، تنعموا بخيرات العراق قادوا البلد  الى ناصية النهاية حتى انتهى بتسليمه للامريكان وحلفائهم ، فشلوا  في ادارة البلاد شلوا الاقتصاد،هدموا البنية التحتية للبلد، ارخوا الروابط الاجتماعية بين الناس  بسياستهم التفريقية البائسة افلا يكفيهم كل هذا كي يروموا العودة ؟!.

لذا علينا الاتعاض من الماضي واخذ العبرة من ما فعله البعثيون باغتيال حلم العراقيين بثورة 14 / تموز 1958 بعد ان صفح عنهم الزعيم عبد الكريم قاسم بموقف اشبه ما يكون بالمصالحة، ليغدروا به بعد حين ويرتكبوا ابشع جريمة في تاريخ الشعوب والامم  بمساعدة قوى الاستكبار والاقطاع والقومية العربية وشركات النفط واموال واسلحة اغدقت عليهم من هنا وهناك من كل من يناصب العراقيين وثورتهم العداء.. الغريب في الامر وبعد كل الدمار الذي سببه البعث يطلع احد الابواق البعثية السابقة، والداخل الان ضمن العملية السياسية بصفته رئيساً لكتلة برلمانية  مطالبا بعودة  البعث معللا المطالبة بأنه إذا عاد الى العملية السياسية فسيأخذ اصوات الغالبية من الشعب وهذا هو السبب الذي يقف وراء رفض الجهات السياسية عودة الحزب ورفضهم المصالحة. ياسيادة النائب صاحب الرأي (المطلق) اؤكد لك انه مرفوض شعبياً أولا وآخراً.

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1107  الاثنين  13/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم