أقلام حرة

يا فقراء تحدثوا كثيرا ولا تنتظروا شيئا

برامج طبعا هناك من يقول أنها صوت الفقراء للمسؤولين في الحكومة لكي يعرفوا معاناة الناس واحتياجاتهم ومتطلباتهم ولانهم (الفقراء) لا يستطيعوا ايصال اصواتهم الى المسؤولين او المطالبة بحقوقهم (فقط ايام الانتخابات يمكنهم التحدث الى اصحاب المقام الرفيع) فتكون هذه البرامج هي الوسيلة الوحيدة للتعبير عما بداخلهم وهي متنفسهم الوحيد .

وهناك من يقول ان وجود هذه البرامج تعطي هذه الفضائية او تلك نوع من المصداقية كذلك تعطي للجهة التي تدعمها ... ولاننا جميعا نعرف ان الفقراء هم المقياس لنجاح هذا الحزب او ذاك وحتى في الانتخابات فأن الفقراء المعدمين يكونون القاعدة التي يحتاجها المرشح لنجاحه ولكن بعد الانتخابات يكونوا اثقل من جبل على صدر هذا المرشح. ومن المستغرب ان هذه البرامج التلفزيونية لا تحقق الهدف الذي وجده من اجله وهو ايصال صوت الفقراء الى الحكومة لاننا نشاهد ونسمع نفس المشاكل تتكرر وبوجوه مختلفة وأكثر ماساوية ... ومن المشاكل المتكررة هي مشكلة المتقاعدين هولاء بركة العراق الذين قدموا كل شيئ للعراق وللاجيال المقبلة ولكننا نشاهدهم وهم ينتظرون لساعات وساعات من اجل أستلام رواتبهم التقاعدية تجدهم لا طاقة لهم على الانتظار وهم يتحدثون للمسؤولين او للتلفزيون او للناس هم فقط يطلقون حسراتهم عل احد ما يسمعهم ويخفف من معاناتهم .

 

ناهيك عن مشكلة غاية في الخطورة هي البطالة والضّياع الذي يعاني منه الشباب هولاء الذين لا يعرفون ماذا يفعلوا بمصيرهم ومصير عائلاتهم مع سوداوية المستقبل، ولان القوانين والانظمة تنتفي مع عدم توفر لقمة العيش اذ ليس من المعقول ان يلازم الفقر هولاء الشرفاء ايام الطاغية وايام ديمقراطية رامسفيلد وهم الذين حرموا من القانون الالهي بتوفير لقمة العيش لهم ولعيالهم ... مع انهم استبشروا خيرا بوصول الاحزاب الاسلامية الى السلطة مع بعض الاحزاب الاخرى ولكن ومع الاسف الشديد فلقد انشغلوا قادة هذه الاحزاب الاسلامية بالكراسي والسلطة مع تدهور حالة البلد يوماً بعد اخر ولا احد يسمع ولا احد يستجيب فقط عندما يخرج علينا احد المسؤولين في الحكومة وهو يتحدث عن العراق عام 2003 والعراق في عام 2009 والتطور التقدم التقني والتكنلوجي الهائل الذي يتمتع به المواطن العراقي ... واود ان اطرح سؤال مهم لهولاء المسؤولين هل تتحدثون عن العراق ام عن دولة اخرى؟! وهل الذي يسمعكم هم العراقيين ام مواطنيين المريخ ؟ لانكم تتكلمون وكأن الفقراء يشربون مياه معدنية ! وتتكلمون وكأن الشرفاء في العراق يأخذون دورهم في العمل والدراسة ! وتتكلمون وكأن الاشارات الضوئية خلت من الاطفال الذين تركوا مدارسهم ويلهثون وراء لقمة العيش لهم ولذويهم ! يجب ان يعرف المواطن البسيط اين تذهب اموال الشعب وبأي طريق واين كل هذه المليارات وان يكون هو الرقيب على كل فاسد ولا ينتظر قرارات من ( فوق) لان محاربة الفساد تحتاج الى شرفاء وليس الى فاسدين كذلك يجب ان لا يهمش دور الطبقات الفقيرة وان يشاركوا في بناء بلدهم وحتى لا يشعروا انهم عبء على الحكومة وعلى الاحزاب التي بداءت تضيق ذرعا بالفقراء والدليل على ذلك مطالبة الفقراء بالصبر على الفقر والمرض والعوز وانتظار العراق الجديد بكل خيراته التي سينعم بها الفقراء لانه ستكون لكل مواطن سيارة حديثة هناك حدائق عامة للعائلات ورياض اطفال ورواتب شهرية وتأمين صحي ونظام في مراجعة الدوائر الرسمية واستقبال الموظفين الحكوميين للمراجعين بابتسامة على وجوههم كل هذا للفقراء فهل تريدون المزيد اطلبوا ولا تستحوا ... فقط انتظرونا في الحلقة القادمة من برنامج (الموازنة القادمة بين فاسد ولص بعيدا عن الفقراء) .

 

صادق العلي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1108  الثلاثاء  14/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم