أقلام حرة

المصالحة العامة من ضرورات العصر في المنطقة باجمعها

البلدان التي تتمتع بموزائيكية التركيب الاجتماعي في المنطقة ومع خارجها، وان ما نشاهده غير ما تلمسناه وعشناه قبل عقدين او اقل من الزمن، وان الطبيعة السياسية والتداخلات الاجتماعية ومستويات الثقافة والعلوم والنظرات المغايرة للحياة والمفاهيم في هذا الوقت وبروز عقائد واختفاء اخرى وتخفيف في التشدد والالتصاق الى حدما بما مرتبط بالحداثة والتجديد في اكثر المناطق، والايمان بالسلم والامان كشرط ضروري للتقدم والتنمية في كافة المجالات من الصفات العامة التي يمكن ان نعتبرها ايجابية وملازمة للعصرنة في هذه المنطقة والعالم اجمع، بعد انتشار وسيطرة الاثار والعوامل الايجابية للتقدم التكنولوجي والاتصالات كاحد معالم العولمة في جميع بقاع العالم رغم سعة الهوة بين الطبقات وعدم الخطو ولو بمديات قصيرة نحو العدالة الاجتماعية والمساواة التي تتطلبها حياة البشرية وتفرض نفسها على النظم والمفاهيم مهما طال الزمن،وهذا الذي يعتبر من اكبر سلبيات النظام العالمي الجديد الذي تصر الدول المتنفذة على تطبيقها رغم العوائق الكبيرة والتريثات المتكررة في سلك ما يتطلبها هذا النظام من فترة لاخرى .

 

 ان ما يلاحظ بعد الهيجانات والتخبطات الحاصلة في العلاقات الاجتماعية نتيجة المؤثرات السياسية والفكرية والعقيدية التي لازالت تسيطر على اذهان بعض الفئات، جعلت الارتباط والعلاقات على غير ما كانت عليه قبل هذا العصر المفعم بالحيوية والحاوي على مجموعات متنقضة من الافكار والمفاهيم والصراعات الدائمة بين الثقافات والحضارات وابعادها وو تداعيات الافعال والاعمال الصادرة من وراء تلك التناقضات من اجل تحقيق الاستراتيجيات المتعددة المتصلة بكل جهة مقارنة مع الازمنة الاخرى . وكلما ازدادت الفترة لبقاء الاوضاع على هذه الحال ستتعمق الخلافات وتنشرخ صفوف المجتمعات وتبتعد الطبقات عن بعضها وبالتالي تتعقد الامور وتصعب الحلول . وعليه يجب الالحاح على اتباع الطريقةالعلمية الدقيقة المناسبة لهذا العصر واتباع الخطوات السريعة في  ايجاد الاساليب والسلوك المناسبة لتوحيد الصفوف واعادة الارتباط بين الشرائح والفئات والطبقات بالسبل العقلانية الحديثة والاعتماد على حقوق الانسان وضمان حقوق الجميع دون تمييز كعامل وفاصل عام من اجل تقبل واحترام الاخر وعدم الغائه . اذن الواقع الحالي في المنطقة بشكل عام يحتاج الى اعادة النظر في طريقة واسلوب ادارة الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية استنادا على الثقافة العامة المتعددة الجوانب المستندة على متطلبات حياة الانسان كانسان بحد ذاته دون اية صفات اخرى التي تلاصقه وفرضها التاريخ والترسبات العامة المختلفة من مكان لاخر نتيجة ما مرت به المنطقة دون اخرى من جميع النواحي، ولذلك فان المنطقة باكملها وليس العراق ولبنان وسوريا واسرائيل وايران وتركيا وافغانستان وباكستان ودول الخليج، بحاجة الى المصالحة واعادة التنظيم، المنطقة بما فيها وبمجملها بحاجة ماسة الى اعادة الترتيب في الوضع السياسي والعلاقات الدبلوماسية والاعتماد على الروابط الراسخة والخاصة بواقع المنطقة واهتماماتها وما تربطها بالعالم اجمع ومع ذاتها .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1108  الثلاثاء  14/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم