أقلام حرة

تعلموا من الزعيم

وشباب سمعوا من ابائهم عن الثورة والزعيم وأطفال انصتوا لحكايات جداتهم عن ما اوجده الزعيم والثورة غنوا ورقصوا ومجدوا العراق والثورة وقادتها.  وكسائر الاعوام لم تخل هذه الذكرى من تباين الاراء بشانها بين  من عدها انقلابا  اوثورة لكن رغم كل اللغط والحديث واللف والدوران حولها، ومحاولات التزييف والتحريف لحقائق وأهداف الثورة فقد ظلت خالدة بأعين وقلوب الكثير من العراقيين لما قدمت من إنجازات عجزت عنها حكومات متعاقبة  منذ انقلاب 8 شباط وحتى يومنا هذا.

 

ان ما يميز الثورة انها التصقت بحياة الشعب وخاصة الطبقات الفقيرة التي كانت تمثل نسبة عالية من البنية الاجتماعية العراقية فكان قانون الإصلاح ضربة قاسية للإقطاع ومن يقف خلفه، كذلك قانون رقم 80  الخاص بشركات النفط، وقانون الأحوال الشخصية الذي اقتبست الكثير من الدول فقراته التشريعة ضمن قوانينها الخاصة لما كان يمثله من رفعة وسمو،هذه القوانين وغيرها لم يميز فيها الزعيم بين فئة وأخرى او دين وأخر او مذهب ومذهب فكان الكل مواطنين عراقيين، يربطهم الانتماء الوطني للبلد من غير أية ميزة أخرى او تسمية يراد منها تصنيف وتفضيل جهة على أخرى مثلما  كان سائدا في العهد الملكي فكان هناك  تمييز مذهبي في التعيين  مثل اختيار الضباط والقادة العسكريين، كذلك القومية الكردية حرمت من الكثير من حقوقها، وتهمة التبعية الإيرانية ظلت  تلاحق الأكراد الفيلية، كذلك الطعن بانتماء الكثير من اليساريين والتقدميين العراقيين والزج بهم في السجون والمعتقلات الملكية، ألا أن المثير للجدل أن الكثير من هذه الأفعال والأعمال عادت تمارس في عهد سلطة البعث بعد أن اغتالت الحلم التموزي ببناء دولة المؤسسات.

  ان نجاح الثورة كان يكمن في شموليتها وجمعها كل أطياف الشعب تحت خيمة العراق فالزعيم لم يعين اخا له او ابن عم او ابن خال او حتى أي احد من اقربائه او احتضانه حزبا او كتلة كان يبحث عن الكفاءة والنزاهة والمصداقية والإخلاص في العمل، وربما يكون تشييد أول جامعة عراقية، في زمن الثورة وتعيين المرحوم العالم عبد الجبار عبد الله، عميدا لها خير دليل على ذلك اذ كان من الصابئة المندائيين، وهذا يدل على مدى انفتاح الزعيم.

فضلا ًعن اهتمامه بالطبقات الفقيرة التي كانت تسكن الصرائف شرقي بغداد وانشاؤه (مدينة الثورة) التي لم يسمها باسمه مثلما فعل الآخرون، عنايته بالجوانب الخدمية والإنشائية والعمرانية والاقتصادية والثقافية ففي عام الثورة الاول أسس جمع من كبار الأدباء في العراق اتحادهم العريق . رغم كل ما كان يحاك ضده وضد الثورة في دهاليز اجهزة مخابرات دول جارة وعربية، إضافة الى ما صدر من تحريضات ضد مناصري الثورة ومؤيديها حتى وئدت بمؤامرة مكشوفة لكنها ظلت ثورة العراقيين في كل وقت وزمان لذا هي دعوة لكل القادة والساسيين الجدد أن ينهلوا من عبد الكريم قاسم كيف كان وكيف عاش وكيف خلده التاريخ ؟؟.

  

 

 

 

في المثقف اليوم