أقلام حرة

يحيى ولميس وميرنا وخليل مصادر تقافنتا بعد مهند ونور

الانساني تقوم على ضبط وتنظيم سلوك الانسان وهي تصقل وتهذب با لثقافه ولكي نفهم ما المقصود با الثقافه لابد من تحديد مفهوم لها لتقريب المعنى وبما ان للثقافه عده تعاريف ومن الصعب ايجازها الان فدعونا نعتمد تعريف الموسوعه الحره لها فالثقافه هى مجموعه من الاشكال والمظاهر لمجتمع معين تشمل عادات . تقاليد ممارسات. قواعد. ومعايير كيفيه العيش والوجود من ملابس .دين. طقوس وقواعد السلوك والمعتقدات ومصطلح الثقافه يقابله مصطلح: cultur في اللغات الاوربيه ومعناه مجموعه العادات والقيم والتقاليد التي تعيش وفقها جماعه او مجتمع بشري بغض النظرعن مدى تطور العلوم لديه ومستوى حضارته او عمرانه وهنا تصبح لدينا اشكاليه فى تعريف الثقافه عند العرب بأعتبار ان هناك فرق بين مفهوم المثقف والمتعلم والمتحضر فالمثقف هو الذي يتعدى احساسه الذاتي للاحساس بالاخر والمفروض من بينهم الصحفي اي المثقف هوالذي يمكن ان يجد لكل مشكله حل حسب التخصص ويؤثر في الاخر والمتحضر هو الذي يسلك سلوكا يلائم البيئه الذي يعيش فيها اي الذي يندمج بسرعه مع التطورات الحياتيه ويتفاعل معها بشكل او بأخر اما الشخص المتعلم هو الشخص الخازن للمعلومات فقط وبا الطبع هذه المعلومات هي مفتاح ودافع لان يكون الشخص مثقفا في نهايه المطاف اذن المسأله مترابطه جدليا يعني لاجل ان يكون الفرد مثقفا لابد ان يكون متعلما ومتحضرا بنفس الوقت اما الاخلاق هي شكل من اشكال الوعي الانساني يقوم على ضبط وتنظيم سلوك الانسان فى كافه مجالات الحياه حسب القيم التي يستوعبها الفرد من خلال تاريخ الارث الانساني وحسب المفهوم الفرويدي تتكون الذات من الانا العليا والانا الوسطى والانا السفلى فا الانا السفلى هى الخازنه لكل المعلومات جيده كانت ام رديئه اما الانا الوسطى هى مصدر الاخلاق لان الفرد ياخذ الاشياء الجيده ويبعد السيئه يعني مصدر ذات الفرد العادي والانا العليا فهى مرحله تسامي الفرد وتخص رجال الدين اي الذات البعيده عن الشبهات النقيه من كل الموبقات اذن من خلال هذه النظره السريعه نفهم ان المثقف هو المطلوب وهو الشخص الواعي المدرك لامور الحياه لحل المشاكل وتذليل الصعاب والسؤال هنا هو ماهي مصادر الثقافه ومنابعها المتاحه في الوقت الحاضر لكل الناس؟ بما ان التعليم متوفر وهو بدايه المعرفه والمدنيه وهي مفردات من حضارات متتاليه اتاحت لنا وسائل متعدده لننهل من الثقافه عبر هذه الوسائل وهي وسائل الاتصال الاعلامي وتعتبر من اغنى منابع الثقافه واكثرها وفره وسهوله كالصحف والمجلات والاذاعه والتلفزه الارضيه والفضائيه والمواقع الالكترونيه وكل ما يخص الشبكه العنقوديه الالكترونيه وهنا تكمن المشكله والاشكاليه بنفس الوقت فمئات المواقع الالكترونيه والملاين من المقالات واسماء لا تعد ولا تحصى من الكتاب والكثير من الاصدارات اليوميه والاسبوعيه الشهريه والسنويه ومئات القنوات الارضيه والفضائيه وكلها تدلو بدلوها وتنظر حسب هواها ولكن للاسف ثقافه شبابنا اليوم مصدرها يحيى ولميس وميرنا وخليل والموسوعه المعرفيه مهند ونور ما شاء الله ولكن لماذا يعزف شبابنا عن الثقافه بمفهوها الصح ولكي نحصل على الاجابه فا لنتعرف على مايطرح في مصادر ثقافتنا الحاليه بعمق قمت بجوله ميدانيه في عده اماكن تعليمه وتحدثت مع مجموعه من الشباب الواعد وطرحت عده اسئله وفي كل الميادين ومجالات الحياه على شكل دردشه وكانت الردود مخيبه للامال لا يفقه الجيل الجديد شي لا عن الماضي ولا الحاضر اما المستقبل فبالنسبتي لهم عالم مجهول ومهجور وكل ما يرونه في مجمل مصادر الثقافه من خلال الاعلام هو مجرد مهاترات ومجاملات بين اغلب اصحاب الاقلام واصحاب المراكز الاداريه والحكوميه وما ينشر من خلال الصحف فهي مجرد سطور تكتب لا تسمن ولا تغني من جوع وكلها تموت بزوال اليوم وهلم جر كل ما نقرأه لا يشفي غليلنا ولا نجد ضالتنا فيه فالثقافه الاعلاميه اليوم اصبحت كنشر الغسيل

فالجغرافيه سرقة الانبار لصحراء كربلاء والسياسه كتابه دستور كردستان مخالف لدستور العراق

والتشريع بحصول النواب مكاسب على حساب الصالح العام

والتعليم كيف لي ان اغش لاحصل على درجه اعلى لا استحقها

والتكنلوجيا اخر رنه في المبايل

والاعلام تصريح النائب الفلاني بأدانه وتجريم الوزير العلاني والمحاكم الحكم ضد مجهول او تأجله لاشعار اخر

الحقوق نريد كهربا وماء وحياه مرفهه

والواجبات تفجير كل المنجزات

والدين تحزب وعنصريه ومسيرات وخطب لخطباء وكأنهم انزلوا من السماء

والعدل اقرء عليه السلام والتربيه لا حوله ولا قوه الابالله العلي العظيم فالشباب متسكع والاطفال المتشرده ملئ الشوارع

والبناء والعمران لم نلمس شي ونكته العصر

والدبلماسيه عقد مؤتمرات في ارقى فنادق عمان

والحاله الاجتماعيه بطاله جرت الشباب للشيشه والحشيشه والانتقام

 

والشعراء لا حظت برجيله ولا خذت سيد على

اما القنوات الفضائيه نبدأ بأول الاشياء وننتهي بموعد على العشاء

ونحلي بحديث الطرشان ونتعلل بالمايكروفون المفتوح والكل صداع وغثيان وضحك على الذقون والعاقل يفهم

اما المسلسلات اكل الدهر عليها وشرب وفعلا الحكوها تحتضرت لانها لا تمت لا للعراق ولا لواقع الحال لكنها تعبر عن حال الشرقيه وهو من عاده المذبوح يركص على الكاع

الاخبار ثور هائج في كل وقت وزمان لا مصداقيه ولا حقائق عدا العنوان

واذا قرأت مقاله وانت تعبان للصبح تنعل الشيطان على الواقع الجربان

اما رساله من تحت المال نميمه والعياذ بالله

واذا ردت تنقد مسؤل سعران لازم اتسمي اسمك بأسم مهان حتى لا جرذ ولا ذئب يعرف العنوان

واذا ردت اتغير وتتفرج على فضائيات العربان تصبح بصناعه الموت وتنتهي تماما على الاتجاه المعاكس مشمئز قرفان

وكلام نواعم اجباري يجرك للغثيان

واذا اتريد اتحلي فالبيت بيتك ما انزل الله به من سلطان

وباب الحاره عيني عينك جهل وتهميش للمرأه وعنتريات اكل الدهر عليها وشرب من زمان

وهذا ملخص الكلام وجد الشباب المتنفس الوحيد في دراما الجيران من ضغط الواقع وخطب الوعاظ لا ممنوع ولا حرام والمسلم هو المسلم في كل زمان ومكان وهو السائد والمرجح عند كل الشبان

فكل يريد ان يعيش بأمان دون غلو او نقصان يعني حياه طبيعيه تعليم زواج وبمساعده الدوله والاهل والجيران فوجد ضالته في دراما التركمان (الدراما التركيه) لانها تطرح الواقع المعاش بصراحه وبدون خوف لا من حاكم ولا سلطان ولاترغيب ولا ترهيب لا من واعظ ولا خطيب وايجاد ابسط الحلول بعد التعقيد لكل مشكله في الحياه

نعم هذا هو واقعنا الثقافي الان اما ما تبقى منه فهو تقليد لما يطرح بالغرب ولكن بصوره هزيله لانه دخيل فيعطي عكس الاهداف والنتائج ولابد من وقفه جاده قبل فوات الاوان اين نحن من ثقافتنا العربيه اين نحن من عدم الاكره والابتعاد عن الغلو في الاشياء اين نحن من التسامح والتعاون والتفاهم وايجاد الحلول لاغلب المشاكل الحياتيه وتذليلها امام الشباب كفانا لعب دور المصلح والواعظ وضل الله على الارض دعونا نتقرب من الشباب ونستمع لمشاكلهم وتلبيه حاجاتهم وهذا اضعف الايمان وهو دور وواجب على كل وسائل الاعلام وعلى كل مثقف يقف وراء هذا الصرح والمنبع للثقافه للتكاتف وجعل الحياه افضل وهو الهدف بالعمل المبرمج وليس العشوائي لوضع الخطط الرصينه والمستقات من الارث الثقافي الانساني المنتقى لخدمه الاجيال القادمه وترك بصمه لا تمحى على مر العصور بفسح المجال للاصلح فالمثقفين كثر ورجال الاعلام الكفئ في كل مكان وهذه دعوه لكل من يقرء كلماتي هذه المسؤوليه تقع على عاتقكم اينما كنتم لان الاعلام الان لا ينحصر بيد شخص ولا حكومه ولا مؤسسه وانما متاح للجميع ولكل الاقلام المثقفه وبأبسط السبل لكي نسمو باخلاقنا واخلاق مجتمعاتنا وننجو من السقوط في الهاويه وننقذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان

 

د. اقبال المؤمن

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1111  الجمعة 17/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم