أقلام حرة

مرشدان في ايران

(ان رفسنجاني له قلب محافظ ويتنفس برئة اصلاحية) فالرجل ومنذ تأسيس الثورة الايرانية كان ولا يزال يسوّق نفسه تيارا وسطيا مهما تبادلت الكثير من الشخصيات المعروفة للثورة مراكزها بين هذا التيار السياسي او ذاك.

 

لقد اراد رفسنجاني في خطبة صلاة الجمعة الاخيرة ان يتبوأ دور المرشد اكثر من اي وقت اخر، خصوصا بعد انحياز المرشد علي خامنئي الى صف الرئيس احمدي نجاد الذي يعتبر خصما لدودا ليس لموسوي وجبهة الاصلاحيين فحسب بل اضافة الى ذلك يعتبر خصما بامتياز لثعلب السياسة الايرانية رفسنجاني الذي هزم امام نجاد في الانتخابات الرئاسية عام 2005 من جهة ومن جهة ثانية تعرض رفسنجاني الى هجوم كاسح من قبل احمدي نجاد في المناظرات التلفزيونية التي اجريت قبيل الانتخابات الايرانية الاخيرة.

 

غياب رفسنجاني المثير للجدل عن صلاة الجمعة والذي قارب الخمسين يوما اراد ان يحقق فيه هدفين:

 

الاول ـ ان يبدي امتعاضه الشديد للجميع واولهم المرشد نتيجة لما حصل من تلاعب في الانتخابات قبل كل شيء وايضا لما تعرض له شخصيا من اتهامات بالفساد المالي والاداري من قبل احمدي نجاد.

 

الثاني ـ اراد ان يقرأ الساحة جيدا ويستقرأ ردود الافعال وبوصلة الشارع الايراني ولا يأتي الا وفي جعبته حل يعيد عجلة الحياة السياسية الايرانية للدوران من جديد ويثبت للجميع مرة اخرى انه الرقم الاصعب في مجمل المعادلة السياسية الايرانية مهما كان الموقع الذي يشغله.

 

رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام ورئيس مجلس الخبراء رفسنجاني قدم حزمة من الاقتراحات تستهدف الطرفين.. ابتداءا من ضرورة الالتزام بالقانون مرورا برفض فكرة حمل السلاح تحسبا ربما لتصعيد عسكري متوقع من المعسكرين او من قبل الدخلاء عليهم ثم دعوته لاطلاق سراح المعتقلين واحتضانهم من جديد بل وتعويضهم لانهم ابناء الثورة وليسوا من الغوغاء كما ردد نجاد واخرون.

 

طالب رفسنجاني باعادة النظر في طريقة التعاطي مع وسائل الاعلام وعدم منعها بهذا الشكل الفاضح حيث اكد باننا تعاملنا مع وسائل الاعلام بطريقة تسيء لايران.

 

استصرخ المعنيين بان الازمة كبيرة والشعب الايراني فقد ثقته بالنظام لذلك علينا مد الجسور والتعامل بطريقة جديدة داخل البيت الايراني.

 

مطالبات كثيرة جاءت على لسان المرشد الجديد الشيخ هاشمي رفسنجاني ليس من بينها اعادة الانتخابات لان ذلك مطلب اراد به اسكات المحافظين ومن ورائهم المرشد علي خامنئي فهذا الاخير اصبح خصما سياسيا بامتياز لرفسنجاني اثر المواقف التي صدرت اخيرا من الطرفين خصوصا وان الكثير مما جاء في خطبة رفسنجاني يقف على الضد تماما مما جاء في خبطة المرشد علي خامنئي بُعيد الانتخابات الرئاسية وما بين الخطبتين متغير كبير وضع الدولة الايرانية بكاملها في موقف لا تحسد عليه.

 

جمال الخرسان

كاتب عراقي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1112  السبت 18/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم