أقلام حرة

يوم اهدى الزعيم صورته الى "كزار حنتوش"

حد الخرافة لما فيها من بساطة وتواضع قلما وجدتا عند اقرانها من الملوك والرؤوساء، حيث توّج كزارمحبته للزعيم بأن وصفه بـ (ناطور الحلم الذهبي) .

 

فمن خلال القصائد الكثيرة ـ غير المنشورة ـ التي احتفظ بها للشاعر " كزار حنتوش" وكذلك دفاتره الخاصة ومسودات قصائده التي اودعتها لدي زوجة الشاعر السيدة الفاضلة الشاعرة "رسمية محيبس زاير "عند اعدادنا لمجموعته الشعرية الكاملة تعرفت على عمق المحبة التي يكنها الشاعر للزعيم،حيث صادفتني الكثير من القصائد والومضات التي تتغنى بزهد وتواضع هذه الشخصية وقربها من قلوب الفقراء ومعاناتهم، وكنت قبل هذا كله اعرف بـقصة كزارمع الزعيم التي حدثني عنها" كزار " انه في الاشهر الاولى للثورة وكان الشاعريومها طالبا في السادس الابتدائي في مدرسة المناهل ـ احد المدارس القديمة والشاخصة الى اليوم في مدينة الديوانية، دفعه حبه الشديد للزعيم ان يكتب له رسالة معبرا فيها عن اعجابه الشديد بشخصه وخطوته الجبارة في تفجير الثورةوبعث بها عن طريق بريد المدينة،مثل بحار يعبأرسالة في قنينة فارغة ويلقي بها في عرض البحر غير واثق من بلوغها الجهة التي كان يتمنى ان تصل لها .يقول كزار "نسيت مغامرتي تلك ولكن ما ان مضت الايام حتى فوجئت بمدير المدرسة وعند العرض الصباحي ينادي علي امام دهشة التلاميذ ويسلمني مظروفا فيه صورة الزعيم وعليها اهداءه وتوقيعه بخط يده ـ الى الطالب كزار حنتوش اشكر لكم عواطفكم مع اعتزازي ـ ".

 

استلم كزار المظروف وسط حفاوة إدارة المدرسة وتصفيق التلاميذ وهو غير مصدق بما كان عليه الزعيم من خلق وتواضع ووفاء الى الدرجة التي لم يهمل رسالة من احد تلاميذ جمهوريته الجديدة.

 

روى لي كزار هذه القصة وكان اسفا على فقدانه تلك الصورة، ذلك ان حبه للزعيم ظل كما هو لم تنل منه السنوات الطوال التي مرت على غيابه .

 

thamer_ameen @yahoo.com   

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1113  الاحد 19/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم