أقلام حرة

لنقارن تجربتنا بالأخرين ولكن ليس باليابان او المانيا

الى ديمقراطيات مباركة  ناهيك ان هذه المجتمعات تتشابه الى حد كبير .

والتجربة الديمقراطية العراقية التي تحققت بعد عقود من الظلم والسجن والاعدام شنقا حتى الموت  نجدها  تنمو بين الاشواك وبين من يريد أرجاعها الى الوراء وعند مقارنتها مع تجارب قريبة  او متشابهة فاننا سندرك اين نحن وديمقراطيتنا من الديمقراطيات الحقيقية  التي ينشدها الجميع  وهل دولنا العربية  قادرة على انتاج هكذا ديمقراطيات ؟ قبل ايام كانت الانتخابات الموريتانية والتي تقول عنها المعارضة انها مهزلة الم يكن هناك مرشحون  وبرامج انتخابية واحزاب وهناك صناديق اقتراع  هي التي تحدد  الفائز والخاسر على الرغم من كل شيئ فلا باس بها من انتخابات اليس افضل من الجنرالات و العسكريين ودباباتهم ... وهناك الانتخابات الكويتية التي هي بالحقيقة سجالاً بين الاسلاميين وخصومهم تارة  وترشيح النساء وفوزهن بمقاعد  البرلمان تارة اخرى .

اما عن ام الدنيا مصر العروبة  ومجلس الشعب الذي هو افضل منصب ممكن ان يحصل عليه المواطن المصري  (طبعا الاغنياء) لان الرئاسة والمناصب الوزارية  الكبيرة  هي محجوزة للحزب الحاكم  ولأسماء معروفة للدولة ...  وعند مرورنا على اليمن الديمقراطي الشقيق والشعب الذي يتظاهر احتجاجاً   على عدم ترشيح علي عبد الله صالح للانتخابات  الرئاسية ولان الشعب يدرك بان من خلق علي عبد الله صالح لم يخلق غيره وعليه فان الرئيس على عبد الله صالح ونزولاً عند رغبة الشعب الطيب فلقد رشح نفسه وفاز بالاغلبية، والاردن وما ادراك ما انتخابات مجلس النواب  والمجالس البلدية التي هي عبارة عن تكرار لاسماء اصبحت جزء من المجلس حتى ان البعض يقول مازحاً هولاء النواب يحتفظون بكراسي المجلس  في بيوتهم  للدورة المقبلة  التي سيكونون فيها بلا ادنى شك .

هل من الضروري ان نعرج على البيعة للاخ قائد  (دولة الله على الارض) ليبيا الخضراء ام نكتب عن ديمقراطية المغرب النموذج الحقيقي  للديمقراطية العالمية   التي ارسى قواعدها الملك الحسن الثاني ... نحن نعيش وسط هذه  الدول  وهذه الديمقراطيات سواءاً كانت ديمقراطية حقيقية ام لا وسواءاً كانت بأنتخابات حقيقية ام هناك تزوير ! وعندما  نريد ان  نقيس تجربتنا فيجب قياسها بهذه الدول وهذه التجارب لعدة اسباب منها قيم هذه المجتمعات التي هي واحد كذلك معاناتها  واحد ناهيك عن كل المشتركات التي تربطها ببعضها، وعلى الرغم من ان التجارب الديمقراطية لهذه الدول (على علاتها) تمتد لعشرات السنين وهي تعاني نفس المشكلات  من خروقات هنا او اتهام بالتزوير هناك فان التجربة العراقية  (على الرغم من كل شيئ) لا بأس بها من حيث انها في دورتها الانتخابية الاولى  كذلك فان الاحزاب السياسية التي تعقد التحالفات والتكتلات من اجل الانتخابات القادمة هي تعرف حقيقية مفادها ان الانتخابات العراقية لن تكون صورة مكررة لبعض دول المنطقة .

واعتقد انه ليس من المعقول ان نقارن التجربة العراقية بدول مثل اليابان او المانيا لعدة اسباب منها الاختلاف الكبير بين هذه المجتمعات  ومكوناتها كذلك الكيفية التي تعامل بها الاخر (الامريكي) معهم اذ دخل الامريكان للعراق فاتحين هم يعتقدوا ذلك  بينما دخلوا اليابان منتصرين بالقنبلة السيئة الصيت  اما في المانيا فان اسم هتلر لا زال يقلقهم  حتى ان هناك قوانين لا زالت تذكره وتذكر النازية لحد الان ... لهذا  يجب مقارنة التجربة العراقية مع دول  المنطقة وليس مع دول تختلف بالكامل معه .

 

صادق العلي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1114  الاثنين 20/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم