أقلام حرة

جميع دور العبادة تتعرض للارهاب فلماذا تتظلم الكنائس؟!

تقف على مسافة واحدة من جميع المكونات الاخرى، كما يفتخر بلد مثل العراق باحتضانه لهذا للوجود المسيحي بطيفه الواسع وتاريخه العريق على ارض السواد.

 

كل ما تقدم ذكره لاغبار عليه في اطار ملامح الدولة العراقية الجديدة التي يراد لها ان تتنفس برئة ديمقراطية، لكن ما يثير الانتباه والاستغراب هو ذلك الاستنفار الاعلامي والرسمي من قبل العديد من الجهات المسيحية العراقية وكذلك الكثير من المؤسسات الدولية بمجرد حدوث انفجار سيارة مفخخة او عبوة ناسفة بقرب احدى الكنائس! علما ان الداء مستشري بين الجميع. 

 

وفي هذا الاطار لانضيف جديدا اذا قلنا ان الكل يستنكر تلك الفعلات الشنيعة سرا وعلانية من العراقيين سواء على الصعيد الرسمي او الشعبي، اضف الى ذلك ان المسيحيين جز مهم من الحالة العراقية التي تعاني وجع الارهاب الذي استهدف المساجد قبل الكنائس وقتل المسلمين قبل المسيحيين! ولا توجد ثمة سياسة متّبعة من قبل الجهات الرسمية في العراق لاستهداف المسيحيين ! وبناءا على ذلك فان هذه الصيحات العالية جدا قد تكون في كثير من الاحيان تتاجر بتضحيات المسيحيين وربما تحاول فرزهم بهذا الشكل المثير للاستغراب عن بقية المكونات العراقية التي طالما استنزفها الارهاب المشؤوم.

 

ان المطلوب منطقيا على هذا الصعيد المطالبة من الجهات المعنية في الدولة بتامين دور العبادة المسيحية لاسيما ايام الاحد وكذلك في بعض المناسبات الدينية الاخرى اسوة بالاجراءات الامنية التي تنفذ اثناء صلوات الجمعة على سبيل المثال، فهذا حق طبيعي جدا وكذلك المطلوب من الرموز المسيحية في العراق الحث على رص الصفوف وتفويت الفرصة كما فعل الاخرون وان لا يكتفوا بدور المتحيّر امام وسائل الاعلام!

 

نتمنى من الجهات الامنية حفظ الدماء العراقية ومنع الظلامات التي ربما تطال بعض الاقليات عمدا او سهوا من قبل هذا الطرف او ذاك ونتمنى من المكون المسيحي العراقي ان يبقى مرابطا قويا متسامحا كما عهدناه في السابق فالمرحلة صعبة ولكنها ليست اصعب مما مضى من ايام.

 

جمال الخرسان

كاتب عراقي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1115  الثلاثاء 21/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم