أقلام حرة

هل يصح رفض ما هو المنجزمن اجل اهداف سياسية بحتة؟

من براثن الدكتاتورية بقوة وامكانية شعبه المناضلالذي قدم الكثير من اجل ذلك طيل فترة كفاحه الطويل وتحمله الكثير وتضحياته الغفيرة وما تحمله من الظلم والغدر .

 

رغم السلبيات الكثيرة التي فُرزت خلال هذه الفترة وكثرة الفجوات التي بنيت في كيان الاقليم ، الا ان المنجزات واضحة للعيان وليست بمقدار طموح الشعب وما قدمه من اجل الوصول الى امنياته . ونقطة ضعفه يكمن في سيطرة عاطفته العقلانية في العمل والتفكير ، ولهذا كلما وصل هذا الشعب الى ضفاف البحر لم يرسي على البر بشكل نهائي ولم يستقر وضعه ولم تستحسن احواله لكي يطمئن عليه المواطن في المراحل التالية. والمؤسف عدم اتعاض الملمين والمهتمين بهذا الشعب من التجارب التي مرت به الشعب الكوردستاني ، وعليه تتكرر المآسي ويعود المجتمع الى نقطة البداية بعد كل مرحلة .

 

اليوم يحس ابناء الشعب الكوردستاني بقدر من الحرية وهامش من الديموقراطية وشيء من التنمية والازدهار ، غير ان الوضع السياسي القلق وعدم غلبة العقلانية على سلوك وصفات المعنيين لم يدع اي متمعن في شؤونه ان يطمئن على مستقبله بشكل كامل .

 

للاسف ان السياسة المتبعة لحد اليوم ، تعتبر من مخلفات الماضي ولم نحسن ما نحن فيه من الصفات المترسبة التي مر عليها الزمن بكمية مرضية من الحداثة والتمدن والعصرنة في الصراعات السياسية والحزبية ، وكما هو الحال في الوقت الراهن من حملات الترويج والتراشقات والتلاسنات الاعلامية بين الفرقاء من اجل مكاسب سياسية انية مؤقتة دون ان يلفتوا الى الاستراتيجية المطلوبة في ظل الظروف العالمية والاقليمية والداخلية لهذه البقعة من العالم .

 

ان الناتج الصحي للصراع والتنافس الطبيعي يجب ان يكون مثمر وايجابي ومن اجل الصالح العام ، ويجب ان  لا يخرج الصراع العملي من الاطار المعين والخطوط الحمر الواجب وجودها في ضمان المصالح العليا والامن القومي للشعب .

 

عند القائنا لنظرة بحيادية بعيدا عن الفكر والفلسفة والعقائد التي نؤمن بها على ما هو عليه اقليم كوردستان من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية . في ظل انقشاع غيوم المتسلطين العنصريين بعد ظلم وغدر دام عقود ، نحس اليوم بالتغييرات الملحوظة من كافة الاتجاهات ، الا ان هناك تخبط وفوضى وعدم السيطرة للمؤسساتية على نظام الحكم والسلطة الاقليمية في كوردستان .  العامل الايجابي في سيرة القافلة التي في طريقها الى الامان والاستقرار ،سيطرة متطلبات الوضع العالمي الجديد والمنتجات القليلة للعولمة التي تمس الشعب ووضعه العام ، غير ان السلبيات المفرزة منها والتي تضر به لم تعمل المكونات السياسية على صدها والتخفيف من حدتها وتاثيراتها ، وهذه هي نقطة ضعف الشعوب الواقعة في الهوامش .

 

ان ما يهمنا هنا وهو محل النقاش هو اصرار البعض على رفض اي منجز والعمل على التغيير الجذري قبل الاصلاح المطلوب وان كان يعلم او يغفل عن ان هذا يمثل ثورة شاملة ، والتي تعيد الكرًة بكاملها وتضر بالواقع السياسي العام اكثر من ان تفيده ، ويمكن استغلاله من قبل المتربصين ، والدافع الوحيد لما وراء هذه الشعارات اهداف سياسية بحتة فقط ومن اجل مصالح سياسية حزبية وشخصية وما ورائها حسابات قديمة جديدة بين المتصارعين من القادة التاريخيين والمخضرمين في الساحة الكوردستانية . وعليه يجب العمل على ازالة اثار تلك السلبيات وانهاء العمل في هذا المضمار من اجل الاصلاح الطبيعي العلمي المراد في المراحل المتعاقبة ومن ثم التغيير الصحي المزمع اجراؤه في الوضع السياسي العام . 

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1115  الثلاثاء 21/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم