أقلام حرة

واقع الطفولة العراقية اليوم

 الاحتلال الأمريكي، وهؤلاء الأطفال هم من عائلات فقيرة طبعا إذا علمنا أن نسبتها في ازدياد مضطرد لاتنفع فيه إعانات شبكة الحماية الاجتماعية (مبلغها لايسد تكاليف مصروف يوم واحد) التي كانت تذهب إلى جيوب عدد كبير من الموظفين الفاسدين فيها بعد كشفهم من مكتب المفتش العام في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية .

 

أما التغذية المدرسية فواقعها مرير هو الآخر وقد تشكلت مؤخرا حسب الأنباء التي اطلعنا عليها عبر الصحف اليومية لمعالجتها، ولا ننسى أن معظم هؤلاء الأطفال هم أيتام لم ينالوا الرعاية الكافية لامن الحكومة الحالية ولامن الحكومات السابقة ولذلك عانوا من التهميش والإهمال شأنهم شأن بقية شرائح المجتمع العراقي في ظل انعدام الخدمات والرعاية الصحية والاجتماعية .

 

لقد أصبحت مكبات النفايات اليوم مصدر عيشة عائلات هؤلاء الأطفال بينما ينعم السياسيون في العراق بالكثير من الامتيازات وعلى شاشات الفضائيات يتحدثون عن معاناة هذا الشعب الجريح من باب الاستهلاك الإعلامي وتجميل صورتهم لدى الآخرين بينما صورتهم الحقيقية كما هي لم تتغير لدى الأسرة العراقية الفقيرة التي لم تشبع جوعها هذه التصريحات المنمقة التي لاتفوح إلا بالكثير من الكذب والخداع، أما أطفال الشوارع أو كما يسمونهم المشردين فهم حكاية مأساوية أخرى عن الطفولة العراقية .

 

أن واقع الطفولة العراقية هو مرآة عاكسة للواقع العراقي الذي يرى البعض انه في تحسن مستمر ونقول نعم هذا في الجانب الأمني والذي يشهد خروقات بين حين وآخر، آما بقية الصعد فهي لاتزال في تدهور مستمر ينذر بواقع كارثي يهدد حياة العراقيين جميعا .

 

إن الطفولة التي نراها في المهرجانات أو الاحتفالات الرسمية هي صورة مغايرة تماما لواقع بائس لطفولة تعاني الإهمال والحرمان والفاقة في بلد ينعم بالكثير من الخيرات ولااقول يعوم عليها، ولكن الفساد السياسي دمر كل شيء بما فيها الشخصية العراقية التي تبدأ بالطفل، فالطفل في نظر المجتمعات المتقدة هو الركيزة الأساس في بناء المستقبل، ومن هنا ندرك جيدا أن مستقبل الطفولة العراقية غامض إن لم يكن مجهولا أصلا .

 

إن أي طفل في العالم يحتاج إلى تربية صالحة في ظل واقع اقتصادي مزدهر ورعاية صحية وتعليمية واجتماعية تأخذ بيده إلى مستقبل خال من الأمراض ينعم فيه الإنسان بالأمن والأمان، حقه مكفول بموجب الدستور وكرامته مصانة يمتلك حرية التعبير في مجتمع ديمقراطي تسوده العدالة الاجتماعية، ولكن الطفل العراقي يفتح عينيه اليوم على واقع معقد لايحصل فيه على مايشعره بكيانه كانسان له حقوق وعليه واجبات يؤديها من خلال دوره في صنع الحياة .

 

صحفي وكاتب عراقي

رئيس المنتدى العراقي للتنمية الاجتماعية والإنسانية

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1116  الاربعاء 22/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم