أقلام حرة

اين مصالح الطبقة الكادحة في ظل ما يجري على الساحة العراقية؟

سياسية جديدة استنادا على جرس الانذار الذي دُق من خلال الانتخابات لمجالس المحافظات، ويصرون على ايجاد ما يمكنهم من تحقيق اهدافهم باي ثمن كان ومن خلال التنسيقات والتحالفات والائتلافات والدخول الى الانتخابات بقوة، وهم مصرون على اجتماعاتهم ولقائاتهم المبكرة ويهتمون بعامل الوقت وفي هذا الجو المشحون من الصراعات والقضايا الشائكة وفي ظل الخوف من تغيير المعادلات ونوعية الصراع والتنافس ومجاراة الزمن والوقت القصير المتبقي نسبة الى صعوبة التفاهمات الممكن الوصول اليها بعد الاخذ بنظر الاعتبار الخلافات والمصالحالمتنوعة وماهم عليه من الصراعات المتعددة الاوجه، وما ساروا عليه وما لمسوه من نتائج لما خمنوا وتوقعوا وحصلوا على ما فرزه الواقع بعد الانتخابات الماضية . وبعد التغييرات الحاصلة على ارض الواقع بعد انسحاب القوات الامريكية من المدن وثقل كفة البعض على الاخر، واختلاف الاوضاع السياسية وعدم ثبوتها وتغيرها بين حين واخر واختلال في الامن والاستقرار المتفاوت والذي لم يثبت لحد اليوم وبشكل نهائي وكما نرى ما يجري يوميا، ونشاهد اعادة الكرًة في التدخلات الخارجية في شؤون العراق الداخلية ومن خلال تغير المعادلات في الوضع السياسي الداخلي العام للبلدان وعلاقاته مع العراق، وبعد التغييرات في الظروف الاقليمية بعد انتخابات لبنان والمظاهرات والاعتراضات اليومية في طهران وما يجري بعد ادامته منذ الانتخابات الايرانية من عدم الاستقرار والاهتزاز الكبيرفي كيان الحكومة الاسلامية ولاول مرة بهذا الحجم ومنذ الثورة الايرانية وما يمكن ان تؤول اليه الحال، وكيفية تعامل امريكا مع المنطقة ودور كل دولة والذي يختلف عما سبقها من الحكومية الجمهورية . في خضم كل تلك العوامل المتداخلة العالمية والاقليمية والداخلية، وما تعمل عليه الدول المجاورة للتنفيس من مشاكلها الداخلية من خلال تدخلها في الشان العراقي الداخلي، والتنافس الشديد  لجميع الدول والاقطاب او اصحاب المصالح المشتركة وتاثيراتهم على السياسة الداخلية العراقية واستمرارها على هذه الحال منذ سقوط الدكتاتورية في العراق، يدلنا على ان المؤثرات الخارجية اكثر تفاعلا مع التحالفات والتنسيقات التي يمكن ان تجري في هذه المرحلة .

 

من الملاحظ ان الحماس الحزبي والعقيدي والفكري الذي كان مسيطرا على العمل السياسي العام وميول مكونات الشعب التي كانت منقسمة بين التعاطف المذهبي والعرقي  قد خفف من وطئته وجرت عليه تغييرات واضحة وكبيرة، ولم تتجسد المعادلة النهائية لحد اليوم فيما بين العقائد السائدة والاستيرادات وما يفرضه الواقع والتاريخ العراقي وما يتسم به من الاخلاقيات والصفات،الا ان تاريخ العراق وما مرً به،يمكن ان نقول قد جرف بعض الشواذ من الفكر والاعتقاد والعمل السياسي غير الواقعي والتغيرات التي طرات على حاله وحولها نحو ضفاف  ما هو كامن في الوضع السياسي بشكل عام،و يمكن ان نقول انه قد تهمش من جراء المسيرة الصحيحة للحياة السياسية وان كانت متاثرة هنا وهناك، وعادت بعض من المياه الى مجاريها الطبيعية في الوضع الاجتماعي الاقتصادي الثقافي بعد التقلبات في الاوضاع السياسية والتغيرات التي سحبتها معها  من اختلافات في ميزان القوى وو ظهور النتائج وثمار المؤثرات الداخلية والخارجية المقوٍمة ومن خلال ديمومة الاهتمام المتعدد الاوجه من الجهات المختلفة بالوضع العراقي وبالاخص من المخلصين وان كانوا قليلين في هذا الوقت، وتجاوزت القوى بعضها للبعض من حيث التدرج والتسلسل والثقل والانكفاء وتراجعت الاخرى مع اختفاء من لم يتمكن من مقاومة الوضع والظروف الصعبة .و كما هو المعلوم ان اللاعبين الاساسيين ولحد اليوم هم الاحزاب والتيارات المتنفذة والمدعومة هنا وهناك داخليا وخارجيا وبشكل واضح ومكشوف . لم يبق للشعب العراقي ومكوناته المختلفة الا القليل لوضع الحدود لكل ما يجري على الساحة، غير ان المرحلة المقبلة ستفرض على ابناء الشعب ويجبره على بيان ارائه وتوضيح امره وبيان موقفه بحرية تجاه الامور العامة .

 

اذا ما اهملنا العوامل العديدة الحاسمة في المعادلات السياسية والقينا نظرة فاحصة على ما يخص مكونات الشعب المتعددة من حيث موقع كل فئة او شريحة او طبقة حصريا، سنرى اختلاط الامور والتداخل المتعدد الجوانب في صفات العديد منها والمتقاربة من بعضها بالاخص، غير ان انعدام المؤسساتية والعدالة الاجتماعية بنسبة مقبولة ومقنعة وعدم وجود المساواة المنشود في ظل هامش من الحرية يدعنا ان نبين بشكل صريح بان الطبقة الكادحة هي الاكثر مغدورية ومظلومية في ظل جميع المراحل المتعاقبة القديمو القريبة، وهي التي توسعت في مساحتها وانضمت اليها شرائح ومجموعات في ظل توسع الفجوات الكبيرة بين الفقر والغنى . وما يمر به العراق اليوم مقارنة مع ما هو عليه من الوعي العام والمستوى الثقافي العام لم يدعنا ان نتفائل لمصير هذه الطبقة المهضومة وعلى الاقل في المرحلة القريبة المقبلة، لما نرى من القوى السياسية المسيطرة والتيارات المختلفة واهدافها وشعاراتها وعقائدها ومؤثراتها واثقالها وكيفية عمل كل منها . والملاحظ الاكثر بيانا ان الطبقة هذه لم تنبثق منها لحد اليوم من يمثلها بحق وبشكل فعلي غير من يعتبر نفسه ذلك ولم يثبت ذلك على ارض الواقع، بحيث يمكن ان يستمد القوة والعزيمة منها للدفاع عن مصالحها واهدافها وشعاراتها الواقعية دون غيرها، بل القوى تتسم بالمزايا المثالية الدينية والمذهبية التي لا يمكنها ان تهتم بهذه الطبقة اكثر من غيرها . ومن خلال التداولات العديدة لتاسيس الائتلافات والتحالفات لم يطفو الى السطح من يكون همه الرئيسي المصالح العامة لهذه الطبقة ونابعة من رحمها، والذي يجب ان ينبثق من خضم الصراعات الجارية بين القوى ومن ضمنها هذه الطبقة في هذه المرحلة ليكون خير من يمثلها في السراء والضراء، وكل التحركات تشير الى المشاورات بين القوى الفئوية والدينية والمذهبية والعرقية في هذه المرحلة لضمان ما بعد الانتخابات المقبلة، وما ستنتج وتثمر منها بعيد عن امال هذه الطبقة الواسعة غير المنتظمة بشكل واقعي لحد اليوم . لذا لا يمكن التعويل على القوى الحالية الموجودة لنستبشر بما يمكن ان يضمه البرلمان العراقي المقبل، وان تغير بعض الشيء سيكون نسبيا الى حد سنحتاج الى اصلاحات متتالية لتنتج التغييرالمتكامل في اخر المطاف ومن خلال الدورات البرلمانية المستقبلية، وهذا ما يحتاج الى استراتيجيات وتعاون القوى والنخبة المنتشرة الهشة التكوين،و العمل الدؤوب يفرض نفسه على المخلصين من اجل رفع مستوى الوعي والثقافة العامة لينعكس لصالح الطبقة الكادحة بشكل مباشر .

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1116  الاربعاء 22/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم