أقلام حرة

ما كانوا يوما ...ولن يكونوا

من مراكز المدن العراقية في أل 30 من حزيران 2009 وفق ما أتفق عليه بين الحكومة الأمريكية والحكومة العراقية إن صح الوصف في مثل  هذا الظرف الذي يمر به وطننا العراق، هذه الاتفاقية التي كانت مشروطة التنفيذ والإلزام والقبول والنفاذ بعد أن يستفتى عليها الشعب العراقي ولكن..........

هذه الاتفاقية التي كان مطلوب منها أن تخرج العراق من هيمنة البند السابع وهو المبرر الاقوى الذي كان  تبرر به الأطراف  المؤيدة للاتفاقية قبولها للاتفاقية الأمنية فإما البند السابع وإما الاتفاقية ولكن......

لا نريد أن نقول انم احدث من حركة للقوات الأمريكية ووضع بعض الضوابط على هذه الحركة المطلقة لا تشكل شيئا ولكننا نريد أن نشير إلى تهافت أفراح  وهيجان وردح وردس العديد من القوى السياسية والإفراد   وكأنهم يحتفلون بتشييع   أخر جندي أمريكي محتل من على ارض العراق الحر الديمقراطي الموحد وهم يرجمونه بحجراتهم السبعة، غير مدركين  انم احدث لم يكن أكثر من خروج (البسطال) الأمريكي من باحة الدار وغرفه الداخلية بعد ثبت فيها كاميراته  وعيونه الموثوقة ومديري أعماله  ومنفذي رغباته   خرج من ساحة الدار ليربض عند الباب ناهيك عن سيطرته على سطح الدار وفضاءها، ولم يكتفي بذلك  بل أسرع بجلب (14) ألف خبير ولا نعرف أي خبير هل خبير بالطب ومكافحة  الايدز والسرطان وأنفلونزا الخنازير أو مهندس بناء  ليعمل على إبدال الأكواخ والصرائف وبيوت التنك  بالقصور وعمارات السكن أو خبير كهرباء أتى ليبدل الظلام نورا  فتدخل البهجة والحياة في  شوارعنا وبيوتنا والحياة في معاملنا ومزارعنا أو خبير في الري لتتدفق المياه من الآبار والعيون وتهطل الأمطار  مدرارا من سماء  الغيوم المحمول هاو خبير تعليم ليقضي على أميتنا الأبجدية والالكترونية والتقنية أو انه خبراء من نوع آخر يدربون على  المداهمات والملاحقات ..و...و..و الخ أتوا هؤلاء الخبراء ليحلوا بمحل من غادر مراكز المدن، هذه المغادرة التي أثبتت الأيام  الماضية  زيفها على ارض الواقع ومثال ذلك ما حدث في كربلاء قبل أيام وبقية المدن العراقية الأخرى. فلم يزد الأمر على توفير مزيدا من الراحة والحماية  والعمليات المنتقاة  للقوات الأمريكية (الصديقة) لتسرح وتمرح وتنقب في فضاء أوسع.

وسط كل  دخان التعمية هذا وذر الرماد في العيون نسمع كثيرا من قبل وكالات الأنباء وتصريحات وتلميحات المحللين  والمظللين إن ما يجري من أعمال إرهابية وعنف في المدن  العراقية واستهداف إخواننا الأعزاء المسيحيين كأنه نتيجة لهذا (الانسحاب) الأمريكي، مستبعدين ومتغافلين  ومموهين أن  يكون هناك احتمال أن تكون هذا الأفعال تجري  بالتخادم وتبادل  المصلحة بين  قوات الاحتلال وما يدعون  أنهم  مقاومة،   يتحدثون وكان المدن العراقية كانت تغفوا أمنة مطمئنة فيظل حماية الهمر الأمريكي الوديع وهو يوزع الهدايا  وتطبع القبل النارية الحميمة  على جباه وصدور  العراقيين في شوارع وأزقة وساحات وحارات المدن العراقية.

تخفي هذه الأصوات  دعوة إلى عودة وتأبيد بقاء القوات (الصديقة) وهي محملة بطلاسم السلام والأعمار والهناء والرفاه.

ولا يسعنا  إلا أن نقول:- أن لا كانت ولا ستكون القوات الأجنبية مهما بلغ عددها وعدديها ضامنة للأمن والأمان في أي بلد من بلدان العالم ومهما كانت الصفة والذريعة التي بررت  وجودها وتواجدها فالوطن لا يحميه ولا يبنيه غير أبناءه.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1118  الجمعة 24/07/2009)

 

في المثقف اليوم