أقلام حرة

جولي في العراق .. رسالة الى من يهمه الامر

 العراق في 23/7/2009 وهذه الزيارات الثلاث كانت زيارات تفقدية الى مخيمات المهجرين المقامة في مناطق مختلفة من بغداد.

 

جولي تركت وراءها ارثا من النجومية والحياة المرفهة وقدمت الى العراق من اجل رفع شيء من المعاناة عن هذه الشريحة المحرومة والمنسية انها لم تأبه برصاصة طائشة او عبوة ناسفة زرعت على الطريق او ربما حتى سقوط للطائرة التي تقلها نتيجة لسوء الاحوال الجوية!

 

لكنها في ذات الوقت بعثت بمجموعة من الرسائل المهمة للعديد من الاطراف العراقية او الاخرين الذين يتعاطون مع الحالة العراقية بطريقة او باخرى، لقد قدمت جوليا عبر زياراتها الثلاث وبشجاعة منقطعة النظير الى الطبقة السياسية العراقية دعوة على شرف المواطن العراقي المحروم تهدف لضرورة النزول للشارع  والاقتراب اكثر من هموم ومعاناة الناس البسطاء.. وجهت دعوة للعديد من اعضاء البرلمان الذين لم نشاهدهم في جلسات البرلمان منذ انعقاد الجلسة الاولى عام 2006 ! وكذلك للبعض الاخر من اعضاء البرلمان الذين يحرصون كل الحرص على عدم تفويت موسم الحج حتى لو كان العديد منهم  لايؤدي الصلوات اليومية!

 

لقد حضرت جوليا وربما تركت وراءها عروضا لا تحصى من الاعمال السينمائية اوتصوير الاعلانات باجور خيالية، كل ذلك من اجل اداء الاستحقاق الشرفي الذي يتطلبه المنصب الفخري كسفير للنوايا الحسنة، فيما يترك العديد من اعضاء البرلمان ورائهم كما هائلا من القوانين المفصلية الملحة جدا للدولة العراقية ويذهب الى حيث لا يعلم الا الله والراسخون في الكواليس!

 

جولي بعثت برسائل الى اطراف اخرى ممن تتردد في مد الجسور مع العراق خصوصا بالنسبة للبعثات الدبلوماسية، الرياضية والفنية او ماشابه من بلدان المنطقة.. مفاد الرسالة بان العراق ليس سيئا امنيا الى هذا الحد، وان شيئا من الاجراءات الامنية كافية لتلبية المطلوب، فماذا يخاف اذن اخوتنا في الدين او العرق بعد اليوم ؟!

 

زيارة جولي جعلت من يتردد في قبول دعوة العراق فيما يتعلق ببمارسة حقه باللعب على ارضه على الصعيد الرياضي جعلته في موقف لايحسد عليه وبالذات من بعض البلدان العربية التي كانت ولازالت تريد ممارسة دور الاخ الاكبر في المنطقة العربية لكنها تتردد حتى في تطبيق قرار الاتحاد الاسيوي حينما اعلن قبول طلب العراق باستضافة تصفيات المجموعة الثالثة لبطولة شباب اسيا ولوحت بالانسحاب وبالتالي الخروج من البطولة على الحضور الى العراق!

 

ختاما نقولها بملء الفم: شكرا جولي على هذه المبادرات فقد زرعتي من خلالها الابتسامة على شفاه الطفل العراقي .. الذي احس بمعاناته الاخرون فيما يغوص الاشقاء عنه في نوم عميق!!!

 

جمال الخرسان

كاتب عراقي

[email protected]

 

 ............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1118  الجمعة 24/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم