أقلام حرة

السياسي شاعراً وفارساً ومحللاً .. وماذا بعد؟

واذا ما اخذنا نموذجا لهذا الحالة والتي تناولها بعض الزملاء هو وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد هذا الاسم الذي تقشعر الابدان عند سماعه او عند مشاهدة صورته على التلفاز وهو الذي ارتبط بكل موبقة وبكل جريمة مرت على العراق ... في بلده يسموه القاتل ويتعرض دائما للسب والقذف بابشع اللفاظ هذا كله وغيره الكثير من الجرائم التي لم تُعلن ولكن سنعرفها اجلا ام عاجلا ...من الغريب ان يقول البعض ان هذا الرجل يكتب الشعر واعتقد انه من المستحيل ان يكون ذو القلب الصلب كالحجر الاصم شاعراً او ان يكتب سطرا واحدا الا اذا كان مذكراته في الحرب ربما ! وهل يمتلك من رهافة الحس ما يجعلنا نقول انه شاعر ؟ وهل نقاء سريرته الطاهرة تجعلة يرى بعين الرأفة ما حل بالعراق من مصائب منذ الاحتلال والى (ما شاء المحتل)؟ ثم هل عندما يكتب الشعر يتذكر ابو غريب ام سجن بوكة ام تراه يتذكر حالات الاغتصاب وقتل المدنيين العراقيين ام تراه يكتب على فقراء القرى الافغانستانية الذين ذهبوا ضحية بين القاعدة والجيش الامريكي بقيادة رامسفيلد .

فالسياسي كما هو معروف ممكن ان يراوغ في اقواله وافعاله وممكن ان يكذب وممكن ان يكون صديقا اليوم وعدوا غدا هو متقلب هذا حال السياسة لا يوجد فيها شيئ دائم ناهيك عن القسوة التي يتمتع بها السياسي بحيث نحن نبكي عندما نشاهد صور الفقراء في العراق والعوز والامراض التي تغزوهم من حين الى اخر في حين نجد السياسي بكامل أناقته وبكل ارصدته في بنوك العالم وهو يحلل الوضع الاقتصادي المزري وان الخطط الاستثمارية للسنوات العشرة المقبلة ستكون ناجحة وهو طبعا يوزع الابتسامات لكامرات المصورين كجزء من عمله (طبعا هذا غيض من فيض) بينما الفقراء يشاهدوه ويلعنون الساعة التي استلم بها هذا السياسي منصبه .

ومجتمعنا العربي مليئ بهولاء السياسيين الذين يتحولون الى كتاب روايات كما فعلها الطاغية وكتاباته التي توزع في المدارس وذاك فارس العرب الذي يمتلك عشرات الشهادات وكلها دكتوراه طبعا ومن ارقى الجامعات في العالم وغيره صاحب الكتاب ....... الذي لا يعرف ماذا يفعل بوجهه فالقبح داهمه وهو لازال متمسك بالكرسي ! وصولاً الى من ينجح بالانتخابات ويمتسك ويغير الدستور عنوة ليبقى الى ما شاء الله على الكرسي .

اعتقد انه من المستحيل ان يكون السياسي شاعراً وان نظم شعرا او اشتراه من احدهم فلا اجد مبرر لكي اكتب من هو الشاعر وما هي مواصفاته كذلك من المستحيل ان يكون الشاعر ظالم او قاسي او صاحب نفوذ كما نشاهد من وقت لأخر الامير السعودي لا اعرف اسمه وهو يتغنى بالنفط تارة وبالملايين تارة اخرى وفي افضل حالاته فانه يتغزل بالقصور حجما وارتفاعا ! فهل ستنتقل هذه الافة الى السياسيين العراقيين وعندها سنشاهد المعلقات العراقية من الاحزاب الحاكمة لكل حزب معلقة عصماء تعلق بجانب نصب الحرية وتكتب بماء الذهب كذلك يكتب اسم الحزب واسم كاتبها .

 

صادق العلي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1121  الاثنين 27/07/2009)

 

في المثقف اليوم