أقلام حرة

لتكن المصارحة اولا

الذاتية وغير الذاتية التي ادت الى وقوع الضرر على احد الاطراف، من ثم الاعتراف بالذنب وتحمل نتائج العمل السئ مهما تكن كبيرة ووخيمة . وهذا ما موجود في مجتمعنا العراقي، اذ تتدخل بعض الاطراف في حل نزاع بين عائلتين او قبيلتين او بلدتين وما الى ذلك، وغالبا ما يكون هذا التدخل محاولة لانهاء حالة من الشد قد تتطور الى ما لا تحمد عقباه . الان وبعد مرور  ست سنوات على سقوط النظام البعثي، ومع تعاقب الحكومات، والقيادات السياسية، على ادارة شؤون البلد ظلت نغمة المصالحة الوطنية تعزف هنا وهناك بالداخل والخارج بتصريحات اعلامية او في مؤتمرات وندوات واجتماعات بعضها مشبوه جملة وتفصيلا ودعما ماديا ومعنويا، وذلك في محاولة لاعادة بعض اقطاب البعث الى الواجهة السياسية العراقية .

سأكون هذه المرة من الداعين الى المصالحة لكن لنجلس قليلا ونتصارح مع من يريدون المصالحة ومع  من يراد المتصالح معهم، ونناقش الخلاف من ثم اسباب المصالحة، وبما ان اسباب الخلاف معروفة بصورة واضحة للجميع لما ارتكبه  البعث من جرائم بحق العراقين، من حروب خاسرة نجم عنها حصار وتشرد، مع قمع الحريات الفكرية والسياسية وتصفية المعارضين بشتى الطرق الاجرامية، المقابر الجماعية، امتلاء السجون، تغييب الآلالف من الشباب، تاخير عجلة التقدم في البلد، الخراب الاقتصادي، والكثير الكثير مما اعلن ومما لم يعلن بعد.

من هنا نطرح سوأل الى كل الجهات الداعية للمصالحة مع البعثيين، ماذا تخبئون في جعبكم وفي دهاليز دوائر المخابرات الخارجية واية جرائم جديدة تخفون واية مؤامرات تحاك باموال دول مجاورة واموال العراقين المنهوبة لعقد اجتماعات مع الامريكان من اجل تمهيد الطريق من جديد نحو التسلط على رقاب الناس . ان ما احدثه نظام البعث من قلق وعبث في البلد خاصة والمنطقة عامة يجعل كل الشرفاء يقفون بالضد مع كل دعوات التصالح والتراضي قبل ان ينال المجرومون عقابهم العادل ويكشفوا عن الدوافع والاغراض والمصالح التي كانت تدفع بهم الى تلك الافعال الشريرة التي قاموا بها على مدار سنين حكمهم  الدكتاتوري. كذلك حال الداعين الى تفعيل ملف المصالحة ما الغاية من التاكيد على هذا الموضوع ؟ بينوا دوافعكم واهدأفكم بوضوح .

انهم ينادون بمقارعة المحتل حسب زعمهم ويتناسون كيف وصلوا الى الحكم بقطاره، ينادون بنسف العملية السياسية وعدم شرعيتها بحجة وجود قوات اجنبية ويتفاوضون، غاضين البصر عمن جاء بالامريكان ليس الى العراق فقط بل الى المنطقة عموما، ينعتون الساسة والاحزاب بالعمالة، وهم يعقدون الاجتماعات والمؤتمرات مع الاعداء قبل الاصدقاء، ينادون بالدفاع عن الشعب العراقي وهم المتعاونون مع الارهاب والقاعدة والمتشددين والظلاميين .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1121  الاثنين 27/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم