تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

قطار 1968 الانكلو- أمريكي يتأهب لإنقلاب بغداد 2010

 لاغتياله فأصابوه اثناء عملية غدر سهلة خلال مروره وهو يستقل سيارته بشارع الرشيد متوجها الى مقر عمله في وزارة الدفاع بعيدا عن الحمايات ومن دون موكب جرار كما هو ديدن اباطرة الحكم المعاصر في بلداننا العربية، فراح في العملية الغادرة سائقه واصيب الزعيم بجروح طفيفة، فخطب خطبته الشهيرة التي شفعها بعفا الله عما سلف ليثبت للجميع بما فيهم اؤلئك الارجاس حسن نواياه وانه قد سامحهم وعفا عن جريمتهم. الا انه لم يدرك انهم سيستغلون هذه الطيبة وحسن نيته فيطيحوا برأسه في 8 شباط عام 1963 بليلة الغيلة قدمت بهم بقطار انكلو- اميركي ومن ثم ليطحنوا الشعب العراقي في طاحونة الموت على مدى اربعين سنة.!

 لم يندمل جرح العراقيين بعد، ولم ينس أهلونا وكل ابناء العراق ممن اصيبوا بسهام السخط والنهج الدموي الفاشستي لحزب البعث العراقي وفق خطة نجح بها وبامتياز التوافق الاميريكي-البريطاني عام 1968 حينما اوفدوا المجرمين كأنقلابيين عفالقة بعد ان فروا من بغداد اثر اخفاقهم وهزيمتهم الكبرى وهيمنة الحكم العارفي على مقاليد الحكم في العراق من بعد فرط عقد تحالف الطرفين الغادر الذي طال رأس الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم والاطاحة بحكومته عام 1963.

 عاد العفالقة يومئذ بنفس القطار الذي يستعد اليوم أيضا للتحرك مجددا تجاه بغداد وهو يحمل شرذمة الانهزاميين العفالقة الذي صبغوا العراق حمرة لم تفرق بين الشمال وجنوب العراق او شرق العراق وغربه نحو اربعة عقود من زمن الارهاب الذي حكم العراق.

 حفنة الاجرام هذه تتأمل تكرار نتيجة عودتها فقد احزموا حقائبهم الان صوب بغداد بمباركة دولية وبرعاية اميركا، ومناصرة اقليمية تباركها السعودية وبعض الجوار. فان كان الشعب قد رزئ عام 68 بدبابات جابت شوارع العاصمة لتقذف بوقها الى مبنى الاذاعة والتلفزيون في الصالحية ومنها تم اعلان البيان رقم واحد وتشكيل مجلس قيادة الانقلابيين العفالقة وترحيل الرئيس الهزيل عبد الرحمان عارف ومجموعة القومجيين، فلا اظن ان شعبنا سيرتضي اليوم اعادة هذه التجربة المرة المأساة. خاصة وان الشعب قد عبّر بكلمته للعالم عن موقفه في يوم التاسع من نيسان عام 2003 حينما هب يلتقط البعثيين المجرمين ويستخرجهم من جحورهم ليقتص منهم، اؤلئك الذين تلطخت اياديهم بالجريمة.

 عليه لا اظن ان السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي المحترم سينجر الى الرغبة الاميركية والقبول بالتفاوض مع هذه الشراذم التي نبذها العراقيون وهم مطلوبون للعدالة ىوان قدمت اميركا للمالكي الف الف ضامن وضمان بان لا يصدر من هؤلاء العفالقة اي متاعب مستقبلية للعراق.

 الى هذا ايضا سبق لي ان حذرت المعنيين من هذه العودة ومحاولات هؤلاء القتلة المستمرة للنفوذ الى العمق العراقي لاجل التربص وتحين الفرصة ومن ثم ممارسة الانقضاض ثانية واعادة المأساة العفلقية للعراقيين. فالى ذلك نشرت مقالا قبل اربعة شهور بعنوان [عقلية الحكومة الديموقراطية حيال البعث من اجتثاثه الى اجتبائه] نبهت فيه حكومتنا الوطنية الحالية من مخاطر التسامح في عودة البعثيين مجددا واشراكهم في العملية السياسية تحت اي اسم كان او عنوان.

انظر الروابط:

 http://www.alrabetta.ae/Read3920.html

و http://www.kurdistan-times.com/content/view/8623/56/

و http://alhakaek.com/news.php?action=view&id=1018

 

 اكثر ما كنا نخشاه من عملية انسحاب القوات الاجنبية من المدن العراقية هو تفكير قيادة هذه القوى بتمرير لعبتها بعودة البعثيين والضغط على حكومة السيد المالكي للقبول بها كشرط من شروط سياسة الانسحاب. وان صدقت الاخبار التي تسربت من واشطن بان الرئيس الاميركي اوباما صرح للسيد نوري المالكي اثناء زيارة الاخير الحالية لواشنطن: [سنأخذ على العائدين (كبار البعثيين من ساسة وعسكر يتسكعون اليوم في ملاهي استانبول وعمان وبعض الجوار) عهودا بنبذ العنف والقبول بالعملية السياسية] فهي الطامة الكبرى التي سيصطلي بها الشعب مجددا دون ادنى شك.

 فلو عاد هؤلاء- لا قدر الله- فانهم سيشاركون في انتخابات العراق التشريعية المقبلة المقررة مطلع العام 2010 وهذا بدوره يعني ان عنصر المفاجأة سيباغت الشعب مجددا على حين غفلة منه، اذ ستجشع عملية ظهور اي عفلقي او قيادي سابق في حكم نظام صدام إحصين التكريتي المقبور كل من اختفى في الاوكار والجحور خاصة الاقليمية منها الى الظهور والاسهام بنسج مؤامرة التمكين ثانية.!

 فلو قبلت حكومة العراق الحالية بهذه العودة الظالمة، اذن على ماذا قامت دولة العراق وقدمت كل هذه الجهود؟

 لماذا وقع المالكي على اعدام صدام؟

 لماذا يحاكم العفالقة في قضاء الدولة اليوم؟

 بكلمة: لا يمكن اعادة غلطة الزعيم عبد الكريم بعفا الله عما سلف!

 تلك الغلطة التي دمرته شخصيا وسحقت العراقيين من بعده!

ملبورن شتاء2009

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1122  الثلاثاء 28/07/2009)

 

في المثقف اليوم