أقلام حرة

مسكين يافندق الجنوب لأنك نقطة مضيئة يريدوا أن يطفئوك...!!

هذا وذاك غير( الطحين الناعم) ولم تتحسن الكهرباء وتبقى لعنة الأنقطاعات تلاحقنا أين ماحللنا ونزلنا وهو أمرٌ أعتدنا عليه من زمن طويل لاسيما في السنوات التي تلت سقوط صنم البعث.. وهكذا بقت أزمة الكهرباء مرتبطة بآهاتنا كأمراضنا المزمنة .. لكن الغريب في الأمر أن السادة أعضاء مجلس المحافظة أي محافظة ذي قار..حينما لم يجدوا لهم مخرجاً من هذه الأزمة يذهبوا بتفكيرهم النير بأن المشكلة تكمن في الخط الحرج المغذي لفندق الجنوب , هذا الفندق الذي يعد علامة فارقة في الخريطة العمرانية للمحافظة كونه أنشئ على طراز حديث  وهو بموقعه يمثل معلم سياحي مميز ونقطة جذب لكل الزائرين إلى ذي قار لما يمثله هذا الفندق من صورة بهية بموقعه وتصميمه وخدماته (والأتكيت) الراقي في كل الجوانب التي تبرز سمة الضيافة بطريقة عصرية لكون صاحب الفندق قد تأثر بما شاهده في بلدان شتى خلال زياراته المتكررة خارج البلاد وقد أكتسب هذه الرؤية العمرانية والنظرة الفنية الحديثة في البناء وكذلك في تقديم الخدمات وقد التقيت هذا الرجل ووجدت في جعبته الأفكار الكثيرة في هذا المضمار لكن القرارات الإدارية التي تصدرها السلطة في المحافظة تحيل دون ولوج هذه الأفكار إلى مساحة النور, وللحق نقول أن فندق الجنوب يمثل نقطة مضيئة في جسد ذي قار كلها, فمادام يمثل هذا الفندق كل هذا لنا فلم هذه الحملات والهجمات التي تتجه نحوه في كل مناسبة وفي كل حين.. فقد تعرض هذا الفندق إلى إعصار سابق في ظل الحكومة المحلية السابقة لكن تلك الحكومة أقتنعت مؤخرا وتركت الخط الحرج يغذي الفندق بعد أن وجدت الحكومة لامكان لها تستقبل خلاله ضيوفها الأ هذا المكان الجنوبي المطرز بنكهة عصرية حداثوية كلنا نريدها ونطلبها... وما أن أنتهى إعصار الحكومة السابقة جاءت الحكومة الحالية مجددا لتضع على طاولة نقاشها موضوع الخط الحرج لفندق الجنوب وهذه المرة كان القرار يوصي بقطع الخط الحرج عن هذا الفندق وكأن الفندق هو السبب الرئيس في أزمة الكهرباء في العراق كله , وهنا أتساءل وليس لي إغراض من وراء تساؤلاتي بقدر ما ابغي إيصال أمنياتنا ورغبتنا بأن تكون لدينا مؤسسات مثل فندق الجنوب ونقوم بتشجيع مثل هكذا مبادرات وفعاليات لاسيما وأنها تصدر من أبناء المدينة حصريا ًهكذا نريد بدل أن نشدد الخناق عليها ونفرض حصارنا الغير مبرر على مثل هكذا مواقع مهمة... ثم أذا كان المجلس السابق قد أتخذ قرارا ببقاء الخط الحرج فلم هذا القرارالأن برفعه..؟ ولو أمنا بأن القرار صائب فما يضيف من طاقة أو قدرة كهربائية لأبناء المحافظة ..؟ وهل يتغير جدول القطع المبرمج المعمول به حاليا ويصبح أربع ساعات تغذية للتيار بدل الثلاث ساعات الغير متكاملة أصلا..؟ ثم لو كان الأمر حقا يلامس حاجة الناس وهمومهم هل فعل المجلس مثلما فعل من اجتماعات مع خط فندق الجنوب الحرج..؟ أليس من الضروري أن يلتفت مجلس المحافظة إلى قضايا أهم من هذا الموضوع..؟ فبدل أن يشغل المجلس نفسه بمثل هكذا موضوع فعليه إن يكرس وقته لمناقشة واقع مناطق الأهوار والجفاف الذي أخذ يحاصر مناطقهم برفقة الأفاعي السامة..؟ أعتقد النزول إلى الميدان وملامسة هموم الناس بشكل مباشر يكون أجدى وأنفع من أجتماعات وهدر وقت لأشياء لاتخدم الناس أصلا..؟ ثم لم كل هذا التحامل والحنق على فندقنا الموشوم برائحة جنوبنا العطرة..؟ هل هو مثلما يقال( مطربة الحي لاتطرب) أم أنه حسد عيشة أفتونا يرحمكم الله واتركوا فندق الجنوب بحاله ..؟ أتركوه نقطة ضوء دالة على جديدنا.. ولا تتنازعوا على قطع النور عنه... ليس دفاعا عن شخص معين ولا مصلحة معينة حينما نقول لاتطفئوا نور الجنوب لأنه نقطة مضيئة في طريق الأستثمار ياسادة..!!

 

[email protected]

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1123  الاربعاء 29/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم