أقلام حرة

هل الوطنية والشرف للفقراء فقط؟

 المفاهيم وتلك القيم اذ لم يتناولوها منذ زمن بعيد لانهم اناس عمليون .

وعندما تسمع حديثاً عن الوطن او عن اخلاقيات المجتمع او الفرد تجد الكثير من المصداقية في هذا الحديث لو كان محدثك فقيرا وتزداد مصداقيته كلما تحدث بصيغة الجماعة ولانه لا يملك الا هذه القيم وهذه المفاهيم عندها ستتفق معه بالتأكيد وان كان يختلف عنك بدينه او مذهبه او حتى قوميته ففقره هو بالحقيقة جواز مرور الى قلوب الشرفاء الذين لديهم القدرة على التمييز بين الاحاديث الصحيحة وغيرها .. بينما يأخذ الحديث بعدا اخر لو كان محدثك متسلطاً يملك منصبا او غيره ولكنه يفقد مصداقيته كلما استرسل في حديثه طبعا كل الذي يقوله غش وكذب حتى وان كان ابن جلدتك انت تختلف معه جملة وتفصيلاً .

ومقياس الوطنية عند الفقراء هي كيفية العطاء للوطن بينما تجدها عند غيرهم كيفية النهب مع عدم وجود ما يخاف عليه الفقير لان العوز والقلة صارت مفاهيم يمكن ان يتصرف معها وفي احيان كثير يتحايل عليها ولكن مع الوطن لا يوجد اي مبرر في التحايل او التخاذل هكذا يقول الفقراء وهكذا يفعلون كذلك عدم وجود بصيص امل للخروج من هذا المأزق الازلي (الفقر) لان الاخر لا يعطي فرصة للفقير ان يتنفس خوفا من ان ياخذ دوره الطبيعي في المجتمع وعليه فان التضحية بكل شيئ (طبعا الفقير لا يملك الا نفسه واطفاله) تهون امام الوطن اذ هو بغير وطن كمن يمشي عاريا لان الوطن قيمة عليا بالنسبة له.

بينما تجد اولئك الوصوليون الانتهازيون وقد تحول لديهم الوطن واصبح اما بضاعة تدخل له او تخرج منه استثمار حتى مفهوم الوطن ! او الوطن عبارة عن نقود مجهولة مالك ويجب اخذها فهو اذن تكليف شرعي ( هم يعتقدون ذلك ) وهكذا تبدء رحلة الالف مليون دولار وهنا تتناقص هذه المفاهيم وتلك الشعارات حتى يصبح الانسان مسخا ولكن كان ببدلة انيقة ويصبح كا..... ولكن بعطر فرنسي ! طبعا هو يعتقد انه امتلك الحقيقة المطلقة وانه منقذ هذه البشرية وهذا الوطن واليه يرجع الامر كله ! .

نرجع الى احباب الله (عز وجل) الفقراء ولا اعرف لماذا يعتقدون ان الاخلاق والمبادئ ستاخذ دورها في هذه الحياة وكأن الحياة قامت على الفضيلة وهم دائما ينتظرون الافضل والاحسن ولكن متى ياتي هذا الافضل ومتى ياتي هذا الاحسن (الله يعلم) وعليه سيبقون على انتظارهم هذا، ممكن ان تكون امنية او رجاء ولكن لا حلول لديهم غير قيمهم وشعاراتهم ووطنيتهم التي يزعجون الاخر بها وقد صارت مملة حتى انهم صاروا متهمين بانهم اصحاب شعارات والبعض يقول بانهم اهل الشعارات ولا يوجد ما يقدموه لانفسهم غير تلك الشعارات الرنانة .

صادق العلي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1125  الجمعة 31/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم