أقلام حرة

هل اعطت امريكا للمالكي الضوء الاخضر لحل المواضيع العالقة؟

مع الاخذ بنظر الاعتبار الظروف الاقليمية وما تخص مصالح الاطراف والاتجاهات الداخلية العراقية وضرورة الحوارات والنقاشات المتواصلة للتوصل الى التوافق في القضيا الشائكة .

 

و لم يمر وقت طويل على عودة رئيس الوزراء العراقي من امريكا واقتحمت القوات العراقية منافذ مدينة اشرف التي تتواجد فيه قوات وعوائل ومناصري مجاهدي خلق الايرانية والتي تحاول السلطة العراقية منذ مدة طويلة السيطرة عليها لكي تكون تحت رحمتها وتستفيد منها في العلاقات المتواصلة مع ايران وتحاول تطويرها اكثر، وهي من اهم شروط ماقبل كل المباحثات العراقية الايرانية، ولكن عدم فسح المجال والعقبات السياسية والاراء والمواقف المتعددة حالت دون اعادة السيطرة عليها منذ سقوط الدكتاتورية، الا ان التوقيت المعلوم لبدء تلك الاقتحامات وبعد تلك الزيارة الى امريكا بالذات مباشرة يدلنا على ان اتفاقا وان كان سريا او ضمنيا لحزمة من الاتفاقات قد حصل لايجاد الحلول لتلك القضايا، وتاكدنا من ذلك بعد سماع موقف امريكا اللين والمعتدل والمتواضع من هذه الحادثة والتي تدخل من الباب الانساني اكثر من السياسي، وهذا ما يبين موقف الحكومة الديموقرايطة الامريكية واختلافها في النظر الى القضايا العالمية عن سابقتها الجمهورية .و في نفس الوقت نسمع ونرى ما يبرز من الاخبار عن الجلسات الامريكية مع القوى المسلحة المعادية للحكومة العراقية وهم من القوى المتشددة والعاملة على اسقاط الحكومة العراقية منذ سقوط الدكتاتور وايجاد البديل المعلوم للجميع، ويتزامن هذا مع اخبار عن الاجتماعات الثلاثية الامريكية العراقية التركية حول العلاقات الثلاثية والقضية الكوردية في كوردستان تركيا بالذات وايجاد الحلول المناسبة لها،وكيفية التعامل مع الحزب العمال الكوردستاني pkk، وهناك اشارات واضحة عن تغيير مواقف تركيا الايجابي وما تؤكدها تصريحات اوجلان من امرالي وموقفه الجديد من اعتزاله السياسة، وكذلك ما نسمع من مواقف واراء قيادات pkk  فانها تسير الى التقارب الملحوظ بين الاطراف، ونتاكد من ذلك عند عدم سماع اي رفض للاجتماعات والحلول المقترحة في تلك الاجتمناعات .

 

اما من الناحية الداخلية لما يخص الاطراف في العراق سمعنا  اعلان قرب زيارة المالكي لكوردستان وبدء الاجتماعات الكثيفة حول القضايا العالقة بين الاقليم والمركز، بعد زيارة روبرت غيتس وزير الدفاع الامريكي وتدخله المباشر وطرح افكارو مواقف امريكا  حول القضيا العالقة في كوردستان مباشرة وبعد الاعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية لاقليم كوردستان، وهذا دليل على اصرار الاطراف للوصول الى النقاط المشتركة بوجود القوى العالمية لكون القضايا معقدة وذات جذور عميقة وابعاد مختلفة، وكانت المآسي والالام نتيجة طبيعية لما وصلت اليها هذه القضايا الى الطريق المسدود، ووصلت الحال الى ما نعلمها من السلسلة المتتالية من الخلافات والحروب الداخلية والخارجية، ولم تثمر منها الا الويلات والتخلف للشعوب العراقية والتدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية .

 

 وان قرانا الظروف الاقليمية، فان الزمن وما فيه دول الاقليم من الاوضاع الداخلية ومن العلاقات مع البعض ومن التقارب مع الجانب الامريكي في ظل الحكومة الديموقراطية، تدلنا على العوامل المساعدة للتقدم في طريق الحلول للقضايا المصيرية الموجودة في المنطقة وفي داخل العراق او ما تخصه مع جيرانه .

 

و هنا نريد ان نؤكد على ان اسنقرار وامن المنطقة الحيوية مستند ومتوقف على ايجاد الحلول المقنعة للقضايا والاطراف اصحاب الشان، لانها طالت في مراحلها التاريخية وفي ازمانها وتعقدت نتيجة الترسبات التاريخية التي نتجت منها، مع وجود القضايا الانية التي هي سهلة الوصول الى الحل نسبة الى القضايا الشائكة العالقة لفترة طويلة .

 

 

 

 

في المثقف اليوم