أقلام حرة

معسكر اشرف والآخرون

اكثر من عشرين عاما ،لم يكن حدثا عاديا ، فالقوات عراقية والارض عراقية والعملية امنية وسلمية في محاولة لفتح مركز للشرطة يدير شؤون المعسكر الداخلية وهذا ما اعلنته الحكومة بصورة رسمية.

 الامر الذي لم يعجب قيادة وعناصر المنظمة فعملوا على اثارة المشاكل مع القوات الامنية التي عملت بكل تحضر اذ لم تحمل غير هراوات وهذا ما نراه في اكثر دول العالم تحضرا وتقدما حين تكون هناك اعمال شغب.

لكن تطور الموقف من قبل عناصر خلق وغلقها الابواب ورميها عناصر الامن بالحجارة والقناني الزجاجية وحسب تسرب المعلومات كانت القناني مملوءة «بالبنزين« الامر الذي تسبب باصابة بعض المنتسبين الامنيين، ماجعل الامور تاخذ طابعا اخر اكثر حزما وقوة ليسود الهدوء والسيطرة الحكومية على المعسكر ويرفع العلم العراقي في المشهد الاخير من الاحداث.

واذا ما عدنا الى ردة الفعل في الوسطين السياسي والاعلامي على المستويين الداخلي والخارجي نجد ان السياسيين والمحللين انفسهم الذين تباكوا على سقوط الصنم وحشدوا اصواتهم مع ما يسمى «المقاومة الوطنية»، وقفوا بالضد من العملية وهم انفسهم الذين اشاروا باصابع الاتهام الى عمل الحكومة والقائمين على تنفيذ الامور، ولم يكتفوا بذلك بل ذهبوا ابعد بكثير حين شجبوا وادانوا واستنكروا على طريقتهم المعهودة بكيل التهم الى هذا وذاك، اما الوسط الاعلامي فلا يختلف الحال معه كثيرا نفس القنوات والفضائيات المسمومة والمعروفة بخطاباتها التحريضية تباكت على جرح المنظمة غافلة بكل صلافة عن المصابين من قوات الامن العراقية.

اما الشأن المحلي في محافظة ديالى فقد اشار المحافظ الى ان القنابل المسيلة للدموع التي اطلقتها قوات الامن كانت سببا في اصابة البعض منهم بسبب الرياح التي كانت معاكسة، الى هذا الحد يستهان بهذه القوات التي حفظت الامن والاستقرار وقدمت التضحيات طوال السنين الماضية، ياسيادة المحافظ.

الذي يبدو ان هذا التصرف الحكومي بفرض السلطة والسيادة على ارض عراقية  لم يعجب البعض خاصة خصوم الحكومة من بعض الاطراف السياسية، التي تندد بالتدخل الايراني في العراق والتي لا تؤمن بالتدوال السلمي للسلطة، والعاملة على تهميش الاخرين فالخروج من حكم شمولي ذي طابع فردي الى حكم دستوري ديمقراطي يبنى على العمل المشترك في بناء الدولة، يحتاج بعض الوقت لتقبل الجميع للتغييرالجديد.

دعونا نعمل كباقي الشعوب المتحضرة ونهتم بكيفية توفيروظائف للناس ، خدمات اعمار بناء مستشفيات ومدارس، الخ.. ان نبتعد عن التشكيك ببعضنا ونترك المزايدات العلنية والسرية والمؤتمرات والاجتماعات تحت وصاية الاخرين ،والتي لافائدة منها غير التفرقة والتخاصم، ونعمل على طرد كل الغرباء مهما كانوا لأن الدول مصالح فهل من المعقول أن لا تتدخل ايران في شؤوننا ونحن نحتضن آلاف المعارضين الايرانيين وهل من مصلحة العراق اليوم إستعداء دول الجوار.؟

وختاما لانريد الاشارة الى افعال وجرائم منظمة خلق في اذى الشعب العراقي ايام الانتفاضة الشعبانية في الشمال والجنوب ومساهمتها في التصعيد الارهابي في ديالى والكثير الكثير.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1126  السبت 01/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم