أقلام حرة

محاولة يائسة

والوقوف بوجه الارهاب وقوى الشر والظلام، لكن الذي نلمسه شيء اخر ففي  واحدة من ابرز وأخطر تداعيات الوضع الامني ، شهدت العاصمة بغداد، ستة تفجيرات ارهابية استهدفت المصلين في عدد من الحسينيات والمساجد، اذ كانت الحصيلة الاولية لضحايا هذه التفجيرات  29 شهيدا وعشرات الجرحى .

هذه التفجيرات اكدت وجود قدرة كبيرة على تنفيذ العمليات الارهابية مع حركة تنقل سهلة في ارجاء العاصمة مع وجود العشرات لا بل المئات من السيطرات والمفارز الامنية، كما انها تؤكد عمل  قيادات هذه التنظيمات الارهابية  على تحدى كل الاجهزة  الامنية التي فشلت ان تصيب هذه القيادات  بشلل او عجز، او حتى العمل على تنشيف منابع التمويل الداخلي او الخارجي، اضافة الى اختراق الاجهزة الامنية مثلما اشرنا في اكثر من مرة الى ضرورة تنظيف هذا الاجهزة من بقايا البعث واجهزته القمعية التي تحين الفرص واندست في عمق قواتنا الامنية . هذا الاعمال الاجرامية وما يرافقها من عمليات سطو وسرقة  يضع مصداقية  الادعاءات الحكومية بتحقيق نجاحات  امنية، موضع شك وتساؤل .

ومن خلال البحث في التفجيرات الاخيرة فالتقارير اكدت رصد اموالا طائلة من قبل بعض الجهات الخارجية لدعم بقايا النظام المباد والمجموعات المتطرفة لااثار اعمال عنف، خاصة قبل الانتخابات البرلمانية  المقبلة، مع محاولة التاثير على الاتفاقية الامنية، ورسم مشهد سياسي جديد، كذلك استفزاز الاخرين من اجل  العودة الى فترة مظلمة مرت على العراقيين، هذا احد العوامل، العامل الاخر قضية الصحوات وما شاب هذا المشروع من اشكالات عدة في دمجهم مع القوات الامنية او عدمه الامر الذي حدث شرخا اخر في المشهد السياسي العراقي، كذلك حالة الاسترخاء عند بعض عناصر الاجهزة الامنية ، مع بقاء قياداتها بعيدة عن الشارع حيث اختارت المكاتب والوزرات المكيفة من دون التفكير  حتى لو بزيارة ميدانية الى احد القواطع والاطلاع على استعدادتهم لكل طارئ، وحثهم معنويا وتوضيح المشهد السياسي والامني والتحديات الى تواجهم .

اذن على الاجهزة والوزرات الامنية وضع خطط بديلة في حالة عدم جدوئ الخالية كذلك النزول الى الشارع ومتابعة سير عمل الوحدات الامنية من مفارز وسيطرات خاصة الاخيرة التي بدات حالة الاسترخاء بادية عليها بشكل كبير، مع اهتمام بعض  من هذه السيطرات بامور اخرى بعيد عن الجانب، الشيء الاخر تفعيل الجهد الاستخباراتي بشكل جيد حتى يمكن التوصل الى خيوط الجريمة قبل وقوعها من اجل تفادي سقوط ضحايا من الابرياء وحتى نفوت الفرصة على كل الاشرار من زعزعة امن واستقرار البلد، كذلك لا نريد ان يكون الاستنفار الامني اوقات الزيارات الدينية فقط !.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1128  الاثنين 03/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم