أقلام حرة

افاق زيارة المالكي وذوبان ثلج حاجز العلاقات بين الاقليم والمركز

الا انه لا يمكن ان يذهب الى التغيير الجذري ولا يمكن للسلطة ان تذهب الى المعارضة البديلة في هذه المرحلة ايضا، وستبقى الظروف السياسية العامة مشابهة لما كانت من قبل الى حد كبير، وبالاخص فيما يخص العلاقات الثنائية بين حكومة الاقليم والحكومة الفدرالية، فان اللاعبين الاساسيين لا يزالون كما هم وسيبقون خلال المرحلة المقبلة هم في الصف الامامي ولم ينضج بعد البديل المتوقع من قبل العديد من الاطراف العراقية والعالمية،و منهم من عمل من اجل ذلك، اضافة الى ما سمعه السيد رئيس الوزراء العراقي من الاراء والمواقف والتي تسربت منها الكثير من واشنطن، وتفهم الامور والبرامج والخط العريض الذي تعتمده امريكا في الدورة التي يُديرها الحزب الديموقراطي مع الاخذ بنظر الاعتبار قمة المؤسساتية والديموقراطية المتجسدة هناك وكيفية انعكاسهاعلى العلاقات الخارجية والطرق العلمية الهامة للمحافظة على المصالح العليا لشعوبهم قبل اي شيء اخر .

 

اليوم وما لمسناه من خلال التصريحات وبرامج عمل الزيارة التي يقوم بها المالكي وما اثمرت منها من تشكيل اللجان والية عملها والتفاؤل المسيطر والزائد عن اللزوم للمسؤولين من الجانبين، لا يدعنا نحن الواقعيين وما نفكر فيه بالدقة ومافي القضايا من التعقيد وان فكرنا محايدين وبعيدين عن التحزب ومصالحها وما في الامر من القضايا المتشابكة والعالقة مع قراءة الجوانب العديدة المتعلقة بها ان نعتقد بان العصا السحري قد فعل فعلته ان كان ما نسمع صحيحا، وهذا بعيد في عالم السياسة، ولذلك علينا ان لا نتفائل  نحن  كثيرا كما يفعل هؤلاء وان لانبالغ كما يفرط المهتمين من الجانبين ولاسباب سياسية مرحلية فقط، بل يجب ان نحلل الوضع والقضايا وكيفية العمل عليها كما هي وما موجود في جوهرها والمسائل المتعلقة بها بشكل عام . ان الانتخابات البرلمانية الكوردستانية انتهت، وشاهدنا ما جلبت معها واُعلن نتائجها الاولية، وتكون لها تداعياتها ومعطياتها وستشهد المرحلة المقبلة من تاريخ الاقليم تحركات وتحالفات بين القوى وسترسو الحكومة الكوردستانية المقبلة على مجموعة من الوعود والتعهدات التي قطعتها على نفسها والتي لا يمكن اهمالها كما فعلت من قبل لوجود معارضة فعالة ونشطة والتي تكون لها ثقلها وامكانياتها وقدرتها على تهيج الوسط والضغط على السلطة، وهناك من الانتخابات البرلمانية العراقية في الطريق من جانب اخر، والاطراف منعكفة على كيفية امرارها والتحالفات التي تفرض نفسها والتي من الضروري عقدها من اجل المصالح التي تعين الطرق في كيفية اتباع الوسائل ودراسة الاحتمالات لما ستاتي بعد الانتخابات البرلمانية العراقية العامة وما تسحب معها  من جانب اخر .اي المرحلة المقبلة للطرفين الاقليم الكوردستاني والعراق بشكل عام لا تكون سهلة، ولم تبق على حالها، وهذا ما يستوجب اهتمام الاطراف للحصول على الاصوات وبقاء ادوارها واثقالها، وتكون ما تثمر منها هي العوامل الاساسية للاداء السياسي لجميع الاطراف في المرحلة المقبلة . فحمولة الجانب الاقليمي والتحالفات الكوردستانية لا تكون اثقل من الاطراف العراقية المركزية، بل هذه الانتخابات البرلمانية في الاقليم بيًن واوضح للجميع كيفية التعامل مع الاحداث مستقبلا من خلال ما انبت في الارض . اي ، توقيت زيارة الرئيس الوزراء العراقي ومضمونها تتحمل الكثير وستفرز العديد من الاراء وعلى الجانبينو تحتاج الى الحساب الدقيق لها، ولكن المصالح الحزبية ستكون طاغية  ايضا الى ان ننتقل الى المرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية العراقية وظهور الخارطة السياسية الجديدة المتوقعة بعدها حتما، وكما تشير كافة التعوقعات والتحليلات السياسية الواقعية الدقيقية .

 

القوى المؤثرة على الساحة السياسية العراقية ووفق ما تنتجها التركيبة الاساسية للمجتمع العراقي وجوهره وما يميزه وخصائصه لا تدلنا لحد هذه الساعة على التغيير الجذري المؤمل، كما هو الحال في اقليم كوردستان، سيكون التغيير نسبيا فب العراق ويشمل تحركا نسبيا ربما ستطفو منه الخارطة السياسية الجديدة، ويجب ان تكون في الحسبان دائما فيما يخص عموم العراق، ان هناك تدخلات خارجية وصراعات اقليمية ومصالح دول الاقليم المنعكسة على ارض العراق ومكوناته، ناهيك ما تفكر فيه امريكا والدول الاخرى المؤثرة في الاقليم الشرق الاوسطي وفيما يخص العراق وما ستؤول اليه الاوضاع في كل مرحلة .

 

و كل المؤشرات تشير الى انه من مصلحة الجانبين الحكومة الفدرالية والاقليمية الكوردستانية ان تؤديا دورهما التاريخي في التقارب والتقرب من حلول القضايا المصيرية الكبيرة والتي ترتبط بها المصالح العالمية قبل الداخلية، وهذه مهمة انسانية وسياسية وسيدونها التاريخ ان تراضى الجانبان وعموم الشعب واخذ كل ذي حق حقه بالكامل والتمام دون المساس بحقوق الاخر وبعدم التعرض للمصالح المستحقة للشعب، وان تجتمع الارباح وتتراكم الثمار لصالح الفرد العراقي بجميع فئاته . اي زيارة المالكي يمكن ان تنتج ما يكون له البعد الكبير وتكون متعددة الاوجه ولابد من استغلالها ليس من اجل الوجوه والاشخاص والاحزاب ولكن كمواقع ومناصب وصلاحيات وشخصيات معنوية من اجل انهاء المشاكل والحالة القلقة بين الاطراف وحل القضايا وضمان المستقبل وعدم اضاعة الفرص المتاحة اكثر مما سبق .

 

 ............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1128  الاثنين 03/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم