أقلام حرة

أنفلونزا التخلف والبنطال !

العربي ?ما هوليس امرا غريبا على المجتمعات المتخلفه منذ الزمن البعيد ؛ فهذه الاح?ام المهينه ل?رامة المرأة  تارة تصدر علي البنطال في السودان  وتارة تغلق النوادي الرياضيه  في السعوديه  وتتواصل  ثانيه في اعطاءاختيار صوت المرأة الي زوجها في ال?ويت  واخري تثير جدل النقاب في مصر داعي? من جرائم الشرف التي باقيه بقوتها حتي دفن المرأة وهي حية وحرقها وهي راقدة في النوم ?ما حدث  اخيرا في الاهواز اما باقي الدول العربية فحدث ولا حرج .

وترى المجتمعات الشرقية في  أي ش?ل من أش?ال الحداثة وافدة من الدول المتقدمة تاثيرا سلبيا علي المرأة حيث ?لما ر?بت المرأة العربية عجلة التطور و او أظهرت ملامح الحداثة و إن ?انت في لباسها الشخصي أو أفاقها الف?رية فأثارت جدلا واسعا بين الاوساط العربية و?أن العقلية العربية أصيبت بأنفلونزا أخطر بالمرات من أنفلونزا الطيورو الخنازيروهي أنفلونزا التخلف حيث اصبحت  حساسة علي أي وعي أومحاولة للتحول من قبل المرأة  ولاتعين نفسها  علي التخلص من افات  الر?ود الف?ري و ?ادت تضييق الدائرة علي المرأة في تصرفاتها  بحجج غ?رمبررة ?ضرورة حفظ الاناث من الافات الوافدة  و يظهر ذل? عندما تواجه أي حر?ة تحررية ف?رية تخالف موازينها التقليدية وان ?انت  شخصية .

وتهمل هذه المجتمعات عقل المرأة ومستوى وعيها وتطوير أساليبها الف?ريه المبدعة بالدراسة   ووضعها المعيشي في البلدان الفقيرة وتعلق شماعة انهيارها الاخلاقي والفساد الاخلاقي علي  بنطلون هذه المرأة  ونقاب تل? ؛ ?ما لايتردد الاعلام العربي بوسائله المرئيه والغير مرئية في الانشغال بتل? الامور التافهة  فيما تعجزعن التغيير و لو مثقال ذرة في النظرة الدونية إلي المرأة  مستمرة في القاء الظلام  علي اي وميض تحرري ف?ري حتي يوم الدين وبالطبع يعتبر ذل? من اهم هذا  يؤدي الي تشبث الاجيال في  الأراء البالية  دون أي  تنقية عصرية  للاف?ار التي جائت به ابائهم منذ مئات الاعوام.

 

 فاذا أردنا ان نتمعن ا?ثر في الحقيقة  نرى بأن ?لما يحصل من إصطدام ف?ري و نظري بين المرأة المتحررة والمجتمعات المتخلفة هو دليلا  قاطعا علي  الدينامي?ية الف?رية للمرأة ومحاولتها للوصول إلي ما وصلت اليه شقيقاتها في البلدان المتقدمة الاخري علي الاقل علي  مستوي الحرية الشخصية في اختيار اللباس داعي? من الحريات الاخري بينما لانري  حركة اصلاحية في مجتمعاتنا الذ?ورية  تهتم بتنقية تقاليدنا القديمة من بعض التخلفات المحسوبة علي التقاليد و وضع استرايجية فعالة من اجل تحديث ثقافتنا وبنفس الوقت التمييز بين السئ الوافد و الايجابي الوافد  ؛فعلي تل? المجتمعات التحلي بسعة الصدر من أجل الإعتراف بالتخلف في ا?ثر الاحيان و الاعتراف ايضا بالظواهر الايجابية في المجمتمعات الحديثة من أجل دمجها بسلاسة وبشرط الى تخل بموازين ثقافتنا ؛ وللاسف الشديد لا نري أي حر?ة ف?رية ملموسة بل عجزف?ري  ملموس في المجتمعات الذ?ورية بأ?ملهامن نخب ومثقفين وأصحاب قرار عندما يتلقون الحداثة ب?ل تفاصيلها إن تجسدت في بنطال او ?زمة أونقاب، حيث يصبحون منفعلين تجاه ذل? ويعجزون عن دمجها الصحيح في المسارالثقافي المألوف ف? المجتمع؛ ولذل? إن تجاسرت إحدي أناثهم في قبول ذل? إرتب?وا وأثاروا جدلامحتدما وهم هاربين خائفين من ?ل حالة تتمرد من نواميس الاجتماعية التقليدية ؛ وتس?ر المجتمعات المختلفة عل? هذا الس?ر مأسورة بش?ل المرأة و?لما يتعلق بظاهرها بدلا عنما تبدعه  في ف?ر وطموح.

ويبقي إبتزاز المرأة والانتقاص من ?رامتها الانسانية غزلا مستمرا تعزف به المجتمعات الذ?ورية  عل? وتر نظرتها الدونية الي المرأة طالما لا تقوي على التخلص من طيات هذه الرسوب الف?ري حتي تنفتح عيناها علي شمس الحرية والديموقراطية  ولو في إعطاء الحق للمراة في اختيارما ترغب في ارتدائه ان ?ان نقابا او بنطال او.... ؛ إذن فمن الأجدر في أصحاب القرار ان تصرف طاقاتهاعلي الفقر المدقع والأمية المتا?له اوالمشا?ل الاجتماعية الاخري في اوساط شعوبها وتوظف إعلامها المنشغل في برامج تخدم المرأة ف?ريا وثقافيا اوفي مشاريع تخدم وضعها المعيشي  وترفع من مستواها العلمي والثقافي بدلا من هذه الامور السخيفة  ومن ثم ذل? تح?م بالجلد علي ?ل من ينشر فايروسات انفلونزا التخلف والر?ود الف?ري والانساني التي تلقي بالمجتمعات إلي حافة الهاوية  .

 

*?اتبة من الأهواز/ ايران

أغسطس 2009

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1128  الاثنين 03/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم