أقلام حرة

الاستاذ قاسم ماضي بين غربة الصيف وغربة الشتاء

كانها لعنة أزلية تطاردهم فهم من غربة الى اخرى ولا احد يشعر بهم اما الوطن فتتقاذفه الاحزاب والتكتلات والائتلافات طبعا ليس لمصلحة المواطن البسيط سواءاً بالخارج او الداخل ولكن فقط لمصلحة تلك الاحزاب التي لا نعرف ماذا تريد ونحن ننتظر البنية التحتية والعمران والازدهار الذي كان حلماً ايام الطاغية ويبدو انه سيبقى حلما ابديا لانه اصبح من المؤكد ان تحقيقه بيد الله (جل وعلى) فقط .

والمشكلة ان المواطن العراقي اصبح يسمى بأسم الخراب الذي لحق به والذي ابعده عن الوطن فهذا مهاجر وذاك مهجر واخر عائد وغيره كفاءة تبحث عن فرصة في الوطن بعدما ترك كل شيئ وعاد الى الوطنه ولكنه لم يجد من يقول له هذا عملك الذي تستحق والذي تستطيع ان تبدع به لكي نبني وطننا بالخبرة التي تملكها انت وغيرك ... فهذا الاستاذ قاسم ماضي المخرج المسرحي المعروف وهو يستبدل عبثا بلدان الغربة فمن غربة الوطن ايام الطاغية الى غربة الاشقاء الذين لم يحترموا انسانيتنا نحن العراقيين وكأن لهم ثارات معنا وهذا ما اذهل كل عراقي تغرب في بلاد العرب وهم لا زالوا يتصرفون بما تمليه عليهم عروبتهم ... ومروراً بسنوات النفي العشر في امريكا والتي جعلت منه اكثر اللتصاقا بالوطن وبالعراقيين ناهيك عن اعماله المسرحية التي لا زالت الجالية العراقية تتذكرها واخيرا العودة الى ارض الفراعنة ومنها الى العراق ان شاء الله بدون هجرة جديدة او تهجير قسري ولا حتى نفي .

يجب على الحكومة ان تضع الاليات والضوابط لأرجاع العراقيين وان تكف عن اطلاق الشعارات فقط وان يكون هناك قانون خاص بهم، فالعراقيين المغتربيين بينهم اصحاب الشهادات والمهن والخبرات ولان العراق يحتاج لهولاء الشريحة الكبيرة وهم يتحينون الفرص للرجوع ناهيك عن ان العراقي لا يجيد حرفة الغربة نعم فالغربة حرفة نحن العراقيون لا نجيدها ولن نجيدها في يوم من الايام لعدة اسباب اهمها انه لا يوجد حديث غير حديث العراق اما انتقاد اداء حكومي او تعليق على قانون او أختلاف على تعيين شخصية غيرها فما اجتمع عراقيين اثنين الا وكان العراق ثالثهما ... لهذا كله ولغيره الكثير لابد من العودة الى العراق لاننا لا نستطيع ان نكون الا عراقيين .

واخيرا اتمنى من كل قلبي ان يبارك الله (جل وعلى) طريق الاستاذ الاخ قاسم ماضي في غربته الجديدة والاخيرة ان شاء الله قبل المحطة النهائية في بغداد الحبيبة التي ستجمعنا بكل الطيبين الشرفاء من ابناء العراق الذين يستحقون عراقاً متطورا وبدون فساد طبعا .

 

صادق العلي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1130  الاربعاء 05/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم