أقلام حرة

الماء .. نفط القرن الحادي والعشرين

أذ بينما يستمتع الأثرياء بشراء المياه المعباه في أي وقت ,لايحصل ملايين الفقراء الاعلى الماء الملوث من الابار والانهار المحليه .

لاأحد كان يستطيع أن يتخيل أن نصل الى زمن يكلف فيه الماء أكثر مايكلفه البترول ,أوأن يتخيل أمكانيةالاتجار به على شكل أسهم في البورصه ...؟

يوجد في العالم أكثر من 215 نهرا رئسيا و300 حوض مياه جوفيه وطبقات مائيه صخريه تتشاركها دولتان أو أكثر ,وتنشأ عن ذلك توترات حول ملكية وأستخدام المياه الثمينه التي تحويها .. يسبب النقص المتزايد والتوزيع غير العادل للمياه ,النزاعات وأحيانا النزاعات العنيفه ,التي تصبح خطرا أمنيا في الكثير من المناطق ..

حيث قدمت صحيفة (الاندبندنت) عدة أمثله عن مناطق نزاع محتمله ,أنها تتضمن اسرائيل ,والاردن,وفلسطين,وهي

جميعها تعتمد على نهر الاردن والذي تتحكم به أسرائيل ...وتركيا رسوريا, حيث تخطط تركيا لبناء سدود على نهر الفرات مما أدى لوضع البلدين على شفا الحرب عام 1998 , وحيث تتهم سوريا الان تركيا بالعبث المتعمد بمزودها المائي ...

إن مشكلة الجفاف التي يعاني منها العراق خطيرة حقا، فموسم 2008/ 2009 كان واحدا من اقل المواسم في معدلات سقوط الامطار على الاطلاق كما كان مستوى تساقط الثلوج في منابع نهري دجلة والفرات اقل من الاعتيادي. اما بالنسبة للاهوار، والتي تغذيها المياه الناتجة عن تساقط الثلوج، فإن شهري آذار /نيسان يشكلان فترة مهمة للغاية. وبالرغم من اننا لا نعلم حجم الفيضان (الناتج عن ذوبان الجليد في جبال تركيا وايران)، فإن النتائج المتوفرة غير مشجعة بالمرة. ولكن حتى في حال تساقط الامطار والثلوج بمعدلات فوق الطبيعية، فإن كثرة السدود والمشاريع الاروائية التي شيدت على حوضي نهري دجلة والفرات كفيلة بحجب نسبة كبيرة من المياه عن الاهوار.

إن دورة الفيضان الطبيعية للنهرين قد قوضت بفعل السدود التي انشأت في تركيا وسورية والعراق ذاته ولكن تركيا على وجه الخصوص.

كذلك إن نظام الانسيابية الطبيعية للمياه لن يعود ثانية ما لم تجري ادارة السدود الواقعة خارج العراق كجزء من نظام متكامل ومنسق يشمل حوضي النهرين. وعلينا ضمان توزيع عادل ومتساو للموارد المائية، وان نزيد من كفاءة استخدام الموارد الموجودة.

يبدو ان الاهوار ستواجه سنوات صعبة للغاية، ولكن اذا طبقت الدول المعنية اتفاقات المشاركة في الموارد المائية بشكل صحيح، واذا اعتمدت انظمة متطورة لادارة الموارد المائية في الانهار كما في الاهوار ذاتها، فالمستقبل لن يبدو كالحا كما يبدو اليوم.

أن سكان الأهوار هم من أفقر الناس وأقلهم استفادة من الخدمات الأساسية. و أن إعادة إحياء أهوار العراق التي تمثل أكبر الأراضي الرطبة في الشرق الأوسط هي مهمة بيئية وإنسانية عاجلة تحتاج إلى دعم قومي وإقليمي ودولي.وتشمل المشاكل الأخرى التي تعاني منها منطقة الأهوار من تدهور جودة المياه بسبب الصرف الصحي وارتفاع نسبة الملوحة والتلوث الناتج عن المبيدات والمخلفات الصناعية غير المعالَجة ما أدى إلى نزوح العديد من سكانها.

هنالك دروس يجب ان نتعلمها من الماء  ،هبة الله للبشريه ،والتي تعلمنا كيف نعيش بأنسجام مع الارض وبسلامه مع بعضنا البعض، يقولون في افريقيا (نحن لا نذهب الى برك الماء لأخذ الماء فقط ،بل للقاء أحلام وأصدقاء لنا هناك)...

ناصريه مدينة النبي ابراهيم الخليل ع

 

 

 

 

في المثقف اليوم