أقلام حرة

مغزى انعقاد المؤتمر الدولي الكوردي السابع في مقر الاتحاد الاوربي

الاتحاد الاوربي والذي له تاثيره المباشر على الامور وله اهميته في تداول القضايا، والشخصيات المعتبرة التي شاركت فيه رغم الضغوطات التركية ومناوراتها وما تبعتها من الاساليب الماكرة والاشاعات التي سربتها اثناء هذه الفعالية السياسية الكبيرة والسابقة الجميلة للقضايا العالمية الكبرى، واصبح امرا يخيفها بل من الممكن ان يفرض عليها التغييرات الاجبارية من كافة النواحي، سوى ارتضت وكانت بارادتها او ما تفرضها مصالحها على اتباع تلك التغييرات، خصوصا واليوم ترتبط الدول مع بعضها بشكل وثيق ولم يبق الشأن الداخلي صندوقا مغلقا لا يمكن المساس به كما كان اثناء الحرب الباردة والصراعات التي كانت في غير صالح الشعوب المظلومة، بل مباديء احترام حقوق الانسان والديموقراطية والمتطلبات الايجابية للنسبة الكبيرة من افرازات وابعاد العولمة فتحت الطريق امام تحقيق اهداف الشعوب رغم رغبات حكوماتهم والشعب الكوردي في مقدمة المستفيدين.

لا اعتقد بان يكون هناك شعب اخر بهذا الحجم والمقومات والسمات ويمكن ان يعيش بهذا الشكل والصورة من عدم توفر ادنى حقوق البشرية من منع التعليم والتكلم حتى بلغة الام في المؤسسات الرسمية، وهو على حال وظروف اقتصادية بائسة واجتماعية متردية على الرغم من ثراء ارضه ووطنه وتاريخه الطويل، وهو يتلقى ابشع الاساليب العسكرية والظلم من التهجير والترحيل والقتل الجماعي في كل يوم.

اننا نشاهد الدولة والقومية السائدة تفرض حتى عاداتها وما يتضمن تاريخها وما يمتلك من التقاليد والطقوس على هذا الشعب المضحي، لا بل وقاحتها وبجاحتها وصلت لتضغط على الدول التي تأوي الملايين من الهاربين الكورد من جحيمها بشتى الوسائل كي تمنعهم من اداء واجباتهم الحياتية وممارسة طقوسهم بحرية، ناهيك عن منع قنواتهم الاعلامية من البث في تلك البلدان وتذهب محاولاتهم ادراج الرياح دائما.

في هذا الوقت الذي ينعقد فيه هذا المؤتمر وينتهي بنجاح ويعتبر سابقة جميلة للشعوب المضطهدة (على الرغم من عدم تغطيته اعلاميا بشكل مقنع) تحاول تركيا لفت الانظار لامور اخرى ومحاولة تضليل الراي العام الداخلي والدولي، حيث تسرٍب في هذا الوقت اخبارا كاذبة وملفقة وتنشر افتراءات لا صحة لها، ومنها الوصول الى اتفاقات اولية مع القائد اوجلان على مجموعة من المباديء، وهذا ما حدى بسرعة بمحامي السيد اوجلان الى نفي هذه التلفيقات جملة وتفصيلا ويفضحوا امرها منذ البداية، ومن ثم تحاول في هذا الوقت بالذات ايضا كسب ود الشعب الكوردي بادعاءات ووعود فارغة لا صحة لها الا انها لامرار هذه المرحلة فقط. قبل انعقاد المؤتمر وفي قرار جريء وملائم امتد حزب العمال الكوردستاني من مهلة وقف اطلاق النار ليبين للعالم اجمع اهتمامه بالحلول السلمية كما فعل من قبل وليبرهن انه لم يحمل السلاح الا للدفاع عن النفس والحقوق وهو مندرج في قائمة الارهاب ظلما وبهتانا ولما تطلبه السياسية المصالح العالمية فقط( فيجب الالتفات اليه واخراجه من هذه القائمة قبل اي شيء اخر ) ويعثر يوميا على مقابر جماعية من ابناء هذا الشعب في شمال كوردستان ولم يقل احد انه من صفات ارهاب الدولة وليس لمنظمة سياسية نابعة من رحم امة تغدر بها يوميا السلطات المتتالي ةو لم يبق لها الا الدفاع عن نفسها من اجل البقاء على الاقل .

الان وكما يعلم الجميع ان الكرة في ملعب تركيا وعليها ان تفكر بعقلية هذا القرن وما يطلبها، وعليها ان تقرر ما لمصلحة شعبها اولا ان كانت تهتم بما استجدته الظروف الموضوعية في المنطقة وما يتطلبه النظام العالمي الراهن والدبلوماسية والعلاقات الدولية . ومن مصلحة السلطة التركية قبل غيرها ان تكون هذه الدولة امنة وسالمة وعليها ان تؤمن بالمباديء الاساسية لحقوق الانسان على الاقل ولتفتح الطريق امام الاتحاد الاوربي من باب حل القضية الكوردية ليدخل الى المقر الذي انعقد فيه المؤتمر الدولي الكوردي السابع، وليكن بيتا واسعا لعضو جديد وهو تركيا بعد الالتزام بالمباديء الاساسية للامم ومنفذة للشررط التي تفيدها قبل الاخرين وتتمتع حينئذ بمواصفات دولة اوربية من كافة النواحي وتكون عند مصافي الدول الاوربية الكبرى المتطورة، ويكون الكورد سندا لها، وتفتح نافذة اخرى على دمقرطة المنطقة والاستقرار والسلام فيها، وعندئذ لا يمكن للكورد نفسه ان يفكر بالابتعاد عن هذه المزايا التي يمكن ان تتمتع بها دولة اوربية او تتجه لانشاء دولة تكون في بداياتها، وهكذا تحل الديموقراطية الحقيقية انبثاق كيان والبدء من نقطة الصفر.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1582 السبت 20 /11 /2010)

 

 

 

في المثقف اليوم