أقلام حرة

رفع العلم الكوردستاني في البصرة لعبة مكشوفة للجميع / عماد علي

هذا على الظاهر مما اعلن عن اهداف هذه العملية وتوقيتها ولكنها مكشوفة  بشكل واضح من حيث النوايا والجوهر والهدف بشكل مطلق لو فكر اي منا منطقيا بالظروف الموضوعية لهذه العملية وما يمر به العراق في هذا الوقت.

 يتبادر الى الاذهان العديد من الاسئلة المنطقية حول ما وراء هذه العملية وفي مقدمتها، لماذا البصرة بالذات كموقع لبيان هذا العرفان!! اليس من الاحرى بالسيد الهاشمي ان يشكرنا من بغداد ويرفع العلم في العاصمة الفدرالية للعراق ومدينة جميع القوميات والاديان والمذاهب والطوائف ومنبع الحضارات ولها الثقل الكبير لرد الجميل، ولماذا في هذا الوقت بالذات ايضا الذي تنادي  فيه هذه المحافظة بتطبيق الفدرالية واللامركزية في السلطة من اجل توفير الخدمات باسهل الطرق واقصرها، ولماذا من قبل الهاشمي بالذات شخصيا ايضا، وهو معروف عنه العديد من التوجهات وتؤخذ عليه المواقف التي اعلنها من قبل حول العديد من القضايا التي تهم اقليم كوردستان وهو صديق تركيا المحبوب والقريب والعدو اللدود لهذا العلم، ولم ينس الشعب العراقي ما صرح به بالامس القريب بان يكون منصب رئيس الجمهورية لعربي وكأن الكوردي ليس عراقيا .

ان كان المواطن على غير دراية بنظرة ومواقف وعقلية الهاشمي لاعتقد بانه عمل خيرا وابدى له الاحترام، على انه الايمان الحقيقي منه واحتراما مكنونا في قلبه لهذا الرمز وامتنانا لفضل البارزاني ومادرته لانهاء الازمة والخروج من عنق الزجاجة، الا ان الجميع بلا استثناء يعلمون بان اللعبة مكشوفة وفيها من النوايا السياسية الخبيثة التي لا يمكن ان يعبر على الكورد واهل البصرة الكرام على حد سواء، لان الصداقة والقرابة والمعاناة المشتركة التي عانوها على ايدي النظام الدكتاتوري وما يملكونه من الخبرة والحنكة وما يكنون للبعض من الحب والاحترام لا يمكن ان تنطلي عليهم المناورات واللعبات السياسية ذات الاهداف المعلومة للجميع.

 علاوة على ذلك انه لم ينسق على تلك العملية المشبوهة مع مجلس محافظة البصرة وكأنه يفرض ما يريد، وليس له صلاحيات ذلك لانتهاء مدة مهامه دستوريا كنائب لرئيس الجمهورية .

يريد الهاشمي بفعلته هذه ان ينبت بذرة خلاف بين الشعبين الكوردي والعربي وخاصة بين البصرة وكوردستان لو مس احد هذا الرمز بسوء سوا كان من اهل البصرة كرد فعل او عملية مدبرة او من الجهات الرسمية، واننا هنا في اقليم كوردستان نشد على ايدي مجلس محافظة البصرة الصديق للحفاظ على هذا الرمز ونحن اكثر فرحا على احترامهم وخشوعهم لرمز كوردستان وخير ما فعلوا هو انزاله والحفاظ عليه نظيفا وابقائه في مكانه الامن، ونحن الكورد لا يمكن ان نتغشش مرة اخرى بالمظاهر الماكرة الخداعة ولن نقف ابدا ضد الجواهر الصادقة، ونحن على ثقة بمدى تقدير ابناء البصرة والجنوب العراقي بشكل عام لتاريخ وجغرافية وعادات وتقاليد وخصوصيات وسمات الشعب الكوردي ناهيك عن رموزه  الشامخة وعلمه المرتفرف فوق اعالي جبال كوردستان.

كان  الاحرى بالسيد الهاشمي ان لا يقف حجر عثرة امام القرارات والتوجهات التي اقرت وبدرت من رئاسة الجمهورية وان لا يستخدم الفيتو لمنعها في حينه والذي كان يخدم اهداف وتطلعات الشعب الكوردستاني والعراقي بشكل عام ويهم مستقبل ابنائهم وليس رفع العلم الكوردستاني في البصرة ان كان صادقا وحبه لهذا الرمز نابعا من حبه لشعبه وكرد جميل لافضال الكورد على العراق الحديث.

 وان كان صادقا فيما يدعيه فهناك طرق شتى لبيان ذلك وخير ما يوضح به نيته للشعب الكوردي فليقدم على رفع العلم الكوردستاني في محافظة كركوك بيده ويعترف بكوردستانية كركوك والمناطق المستقطعة من كوردستان، حينئذ نصدقه ونثق به ويكشف للجميع مصداقيته ونقف له اجلالا واكراما ونشكره على مبادرته والشعب الكوردستاني معلوم عنه بالاخلاص ورد الجميل ويتذكر الفضل من اي كان.

لذا ان الاهداف الخفية وراء رفع العلم الكوردستاني في محافظة البصرة لم تتحقق ومر مرور الكرام، وسيفكر من يريد الوقوع بين الشعوب العراقية الف مرة قبل ان يقدم على عمل خبيث ذات اهداف مضرة .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1584 الأثنين 22 /11 /2010)

 

في المثقف اليوم