أقلام حرة

بوابة النفق الجديد / حافظ آل بشارة

الى ان هذا الموضوع يحتاج الى وقت طويل، نذكر بأن المجلس السابق كان يضم 24 لجنة مختلفة الاختصاص، ويدور الحديث اليوم حول أحد أمرين أما زيادة اللجان بسبب زيادة عدد النواب في الدورة الراهنة أو زيادة اعضاء اللجنة الواحدة، كما نوقشت قواعد تشكيل تلك اللجان وهل يتبع فيها الاستحقاق الانتخابي أم التوازن والتفاهم، وجريا على نهج التهدئة و(كفيان الشر) ازداد عدد المطالبين باستخدام التوازن والتوافقات بدل التمسك بالاستحقاق الانتخابي، لكن اصواتا أخرى طالبت بالغاء جميع المعايير السابقة واللجوء الى الكفاءة والتخصص، فيما دعا نائب آخر الى الأهتمام  بوجود النواب المستقلين مقترحا تكثيف وجودهم في اللجان البرلمانية للتخفيف من الطابع السياسي لتلك اللجان، ويبدو ان كل رأي يقال في هذا الشأن سيأخذ طريقه الى التصويت لاحقا، أما النائبات فقد تكلمن ايضا وطالبن باسناد رئاسة لجان اليهن، وفي هذه الأيام تكاثرت مطالبات النساء بمزيد من المناصب، وقد ساعدتهن النسبة العددية المفروضة قسرا حسب الكوتا على شغل اكثر من ثمانين مقعدا في البرلمان السابق، وربما أكثر في البرلمان الحالي ولا يوجد في الدستور أي تحديد لجنس المكلفين بالاعمال وهذا يعني مساواتهن بالرجال وجعل قضية الكفاءة والنزاهة والتخصص تشمل الجميع من ذكر وانثى لكن مطالباتهن بتكليف نساء لمجرد انهن نساء الحاح غير مبرر قانونا . من المتوقع ان تواجه قضية تشكيل لجان المجلس الدائمية معضلات عديدة لأن المفاوضات التي تجري خارج المجلس بدأت تربط بين تشكيل اللجان النيابية وتشكيل الحكومة وهناك اتفاق على ان الجهة التي تحصل على وزارة معينة يجب ان لا تسند اليها اللجنة المماثلة داخل المجلس، وبما ان تشكيل الحكومة ومعرفة من هم الوزراء أمر قد يستغرق الشهر المحدد دستوريا باكمله فهذا يعني تجميد تشكيل اللجان البرلمانية الى ذلك الموعد، وقد تنعكس كل مشكلة في الوزارات هناك على مشروع اللجان، ويرى البعض امكانية تشكيل لجان نيابية مؤقتة تحل بعد تشكيل الحكومة لتشكل اللجان الدائمية، عموما كان اداء النواب الجدد وحتى القدامى من اصحاب الولاية الثانية قد اتسم بالحذر الشديد والهدوء والمداخلات المختصرة وغير المركزة، وكان رئيس المجلس اسامة النجيفي قد ادار الاجتماع بتشنج واضح وكأنه يدير اجتماعا حزبيا من ايام زمان فاسكت قوما وقاطع آخرين واضطهد احدى النائبات، مما كهرب الاجواء واشاع الحذر في القاعة، النواب تركوا موضوع تشكيل اللجان معلقا، ثم تحدثوا بمداخلات اجمالية حول النظام الداخلي وعلاقة البرلمان بالحكومة ويبدو ان كلا الموضوعين بحاجة الى جلسات عديدة ونقاشات متعبة تاتي بعد مداخلات المقدمات وجس النبض ليبدا السير في النفق الجديد .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1584 الأثنين 22 /11 /2010)

 

في المثقف اليوم