أقلام حرة

قطارات العراق .. طرق محفوفة بالخطر / زاهر الزبيدي

.. فالانتظار في المحطات .. والقطار الصاعد والنازل بين بغداد والبصرة ورحلاته الطويلة المحفوفة بمخاطر الطرق وتعب السكك الحديدية التي ظلت تدوسها العربات الثقيلة لعشرات السنين كانت محوراً للكثير من قصصنا الجميلة .

وبقينا أمل أن يأتي يوماً ليصبح القطار وسيلة نقل حديثة وسريعة تسهل التنقل بين محافظات الوطن، وقد تجمع شتاته، فالرحلة بين بغداد والبصرة، بمسافة 560 كم، قد تستغرق أثنا عشر ساعة، حسب قطار السادسة مساءاً الذي يصل بغداد السادسة صباحاً وعلى الرغم من طول تلك الرحلات إلا انها كانت تمنحنا فائضاً من الوقت، لتسجيل ذكرياتنا، لم نعد نمتلكه في الحاضر .

لقد أحزنن الحادث الذي وقع لقطار المسافرين بين بغداد والبصرة بخروجه عن مساره في منطقة الهارثة وأنقلاب ثلاثة من عرباته والحمد لله بدون أصابات، وهذا متوقع مع قدم شبكة السكك الحديدية في العراق وقدم العربات المستخدمة التي أجريت عليها عمليات الإدامة أكثر من مرة .. والعالم يطالعنا كل يوم بالمستوى الذي وصلت اليه تقنيات تصنيع القطارات الحديثة التي تصل سرعاتها إلى سرعة الصوت وأكثر أي ما يقارب 350 كم / ساعة وهذا معناه انك تصل البصرة من بغداد في ظرف ساعاتنا ونيف، ناهيك عن القطارات الكهربائية والتي تستخدم الوسائد المغناطيسية والأنواع الحديثة الأخرى .... ونتسأل أمام هذا التطور (التحدي) الكبير في تصنيع القطارات في العالم .. متى يمتلك العراق منظومة نقل مسافرين عبر القطارات تتناسب وحجم التطور الحاصل في البلد والنهضة المقبل عليها بقوة وعزيمة ؟ فالعائلة العراقية بحاجة لمائتان وخمسون الف دينار للانتقال، براحة، من بغداد الى أربيل مثلاً وأكثر من ذلك للذهاب الى البصرة .. مبالغ كبيرة جداً تنفق للنقل لا تتناسب وقيمة معدل دخول العوائل العراقية .

نحن بحاجة الى رؤية عصرية لأسلوب النقل بين محافظات الوطن .. رؤية متكاملة تتضمن إزالة كل المعوقات أمام إقامة شبكة حديثة من وسيلة النقل المهمة تلك بما يضمن تجنيبها المخاطر المحتملة الأرهابية منها وتلك التي تحصل بسبب الأخطاء الفنية .. مع خطة محكمة لتدريب كوادر السكك الحديد على أحدث الطرق الفنية .. وعلى الرغم من ضخامة هذا التحدي إلا إن لدينا من الكفاءآت والطاقات (الحديدية) القادرة على القبول بهذا التحدي وحتى إنجازه، فالشعب العراقي جدير تلك الرؤيا .

حفظ الله العراقيين من بشاعة حوادث القطارات تلك التي تطالعنا بها الأخبار وكي لايكون السفر بقطارات السكك الحديدية باباً جديداً من أبواب أحزاننا فلدينا ما يكفي منها !

 

زاهر الزبيدي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1584 الأثنين 22 /11 /2010)

 

 

في المثقف اليوم