أقلام حرة

مذكرات رحلة الى اليابان - المذكرة الاولى / نبيل قرياقوس

 ان زيارة اليابان قد تعادل جولاتهم لجميع البلدان الاخرى، ولا ادري لـــــم يقولون ذلك وهم لم يروا اليابان !

قرأت في تسعينيات القرن الماضي سلسة مقالات لكاتب عراقي في مجلة (الف باء) عــــن جولته في اليابان، وبصراحة لم يبق منها في مخيلتي شيء لان ذكريات الايام المعدودة التي عشتها في اليابان قادرة على التعتيم عن اي كتابات .

رحلتي الى اليابان لم تكن حلما لاني قبل عشرين عاما لم اكن لاحلم بالسفر لاي دولة فــــــي العالم، وكيف كان لي ان اجروء ان احلم بذلك وكل الشباب العراقيين ممنوعين من الســـــفر ليشاركوا جبرا في الحرب العراقية الايرانية، نعم كنت اتمنى ان احلم بيوم تقف فيه هــــــذه الحرب المحرقة، التي لا اعرف للان كيف بدأت وكيف انتهت، لم صفق قادتها لانطلاقــها

ولم صفقوا انفسهم لانتهائها ! كان الانتداب الي الوظيفة الحكومية طوق النجاة كاضعف الايمان للخلاص من المشاركة في حرب طاحنة دفع العراقيون بها ثمنا رهيبا، ارواحا بريئة، مواردا، سنينا، اجزاءا مـــــن

اجسام يفتقدها بعض الاحياء منهم للساعة .

كان على العراقي حينها وهو في الوظيفة ان يتختل هربا ممن يجندونه مجبرا بجيش اّخـــر يسمى (الشعبي) للمشاركة في لغز، اسود، دام، مر صنعته اياد كبيرة .

عام 1986 نقلت وظيفيا الى موقع عمل جديد فيه اجهزة يابانية الصنع، واثناء دراستـــــــي لوثائق الموقع المكتوبة بالانكليزية عثرت على رسالة مطولة من الشركة اليابانية المصنعــة فيها فقرة اخيرة تخبر الجانب العراقي باستعدادها لتدريب مهندس عراقي مجانا في اليابــــان في حالة شراء العراق لتلك الاجهزة، الرسالة كانت قديمة مضت عليها اكثر من ثــــــــلاث سنوات، عرفت من منتسبي الموقع عدم وجود اي شخص اوفد الى اليابان خلال تلــــــــــك السنين، خاطبت الشركة طالبا موافقتها لتحديد موعد ايفاد مهندس عراقي للتدرب في اليابان مجانا بناءا على عرض الشركة السابق، استغربت الشركة طلبي المتأخر سنوات واعتذرت في البداية متذرعة بازدياد كلف نفقات الايفاد بعد مرور هذه الفترة الطويلة، تحججت فـــــي رسائل لاحقة بان الاجهزة لم تعمل بعد وهذا هو سبب تأخرنا في طلب ايفاد العراقي .

لا أطيل عليكم، لقاءات جرت بيني وبين ممثل الشركة في بغداد فيما بعد اقنعت الجانـــــب الياباني بالموافقة على استقبال عراقي لثلاثة اسابيع للتدرب في اليابان على حساب الشركة .

فاتح مدير موقعي دائرتنا الرئيسية لاستحصال الموافقة الرسمية العراقية لايفاد العراقــــــي مقترحا اسمي، اجابت الدائرة برفض ايفادي الى اليابان لوجود تعليمات جديدة من رئاســــة الجمهورية انذاك تمنع الايفادات المجانية !

وصلت اخيرا الى اليابان، ولكن كيف ؟ وماذا وجدت فيها ؟ هذا ما لا استطيع اكماله الان

حيث لــم يعد لي متسع من المجال لمقالي القصيرهذا، الذكريات ستكون اجمل في مقــــــال قادم .

في المثقف اليوم