أقلام حرة

حكاية الأوطان المصغرة / حافظ آل بشارة

 اليوم يواصل الاعداء خططهم بحرص ودقة وابداع واختراع اساليب لاتخطر على بال، ساءت عواقبهم وفسدت سرائرهم فلو حاولوا تقديم عمل الخير لتحول ذكاؤهم الى غباء واصرارهم الى كسل، لكنهم لن ينجحوا لان الشعب العراقي هو خصيمهم، مشاريعهم القديمة لتفتيت العراق هزمت فعادوا الآن بمشروع جديد على مراحل بدايته استهداف المسيحيين : اولا تنفيذ مذبحة كبيرة ضدهم ثم ملاحقتهم في المدن العراقية ثم التباكي عليهم عبر وسائل الدعاية، ثم اقتراح حل جهنمي لحمايتهم وهو تأسيس محافظة كبيرة أو وطن قومي لهم في العراق ليعيشوا فيه آمنين وقد يهاجر اليهم اشقاء مهددون من دول أخرى . وبعد نجاح المشروع، يبدأ مشروع آخر بتهديد مكون اجتماعي آخر فيكون الحل الوحيد تكوين وطن قومي مماثل، وهكذا وحسب الاستحقاق الامني نحتاج الى جانب الوطن المسيحي أوطانا للسنة والشيعة والكرد والتركمان، فيكون لدينا في العراق خمس جمهوريات، ولكن المشكلة مستمرة وقابلة للتوسع مع التهديد الأمني المتلاحق للمكونات والحل دائما هو اختراع اوطان أصغر وبوسع أي عراقي ان يتخيل التداعيات، فالمسيحيون في دولتهم الجديدة سوف ينقسمون الى كاثوليك وبروتستانت وارثودوكس وهناك تسميات اخرى مثل الانغليكان والآثوريين والاشوريين وغيرهم، وفي الدولة السنية ستظهر المكونات الفرعية فهناك سنة عرب وسنة كرد وسنة تركمان و هناك شوافع وحنابلة ومالكية واحناف، اما الشيعة فلديهم عرب وكرد وتركمان ومذهبيا اثنى عشرية واسماعيلية وزيدية وواقفة ... الخ، وهناك ايضا المعتزلة والخوارج والاشاعرة وفروعهم، ولحل المشكلة ديمقراطيا يقرر البرلمان اعتماد كتاب (الملل والنحل) للشهرستاني كملحق للدستور، ويتم تقسيم العراق الى 73 فرقة هي الفرق الاسلامية المذكورة في الحديث النبوي، وستحذف لجنة تعديل الدستور ذيل الحديث (كلها في النار الا فرقة واحدة هي الفرقة الناجية ) لما يسببه من فتنة محتملة ! وبأحصاء الاديان والطوائف الاخرى قد نحصل على اكثر من 80 وطنا مصغرا، وستكون بعض المكونات وبناء على حجمها السكاني واستحقاقها الانتخابي ذات وطن مصغر جدا عبارة عن قطعة ارض مساحتها الف متر (دبل فاليوم) هي مثلا جمهورية (الازارقة) الديمقراطية الاتحادية وهي عضو في الامم المتحدة ولديها برلمان ومجلس رئاسة وقضاء مستقل وهيئة نزاهة وهيئة اجتثاث وخطة تنمية وفضائيات معادية وفضائيات صديقة ومفخخة واحدة كافية لنقل بلد كامل الى العالم الآخر . هذه مشاريع بعض جيراننا الاعزاء لتطويرنا مشكورين، نحن مستضعفون لا نجد من ينصرنا غير الله، هل هناك قوة في الوجود اعظم من الله لكي نلجأ اليها ؟ ولكن الشيء المحير هو لماذا لا يخافون الله ؟ واذا لم يخافوه فممن يخافون ؟.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1589 السبت 27 /11 /2010)

 

 

 

في المثقف اليوم