أقلام حرة

من ينقذ أدباء ومثقفي العراق؟ / خالد خضير الصالحي

ولنا في مناشداتنا ذكريات، ولنا فيها مواقف، إنها أولا تذكرنا بالعطايا التي كان (يغدقها) الحكام السابقون، والتي لم يتنكر لها الحكام اللاحقون؛ فكانوا يمارسون ذات العطايا تحت مسميات شتي، بل قد ترتكب افضع الأخطاء تحت مسميات أخري، تغير قشرها ولا تغير جوهرها، نناشد... والمثقفون يتساقطون مثل أوراق الخريف، نناشد وفي آذان الحكومات وقر، وفي تفكيرها خلل بنيوي تجاه الثقافة، مثقفون يعيشون في أسوأ الظروف، بينما تؤملهم جهات عديدة بمنحة لا تتعدي، إن صرفت حقا، علي خمسين دولارا بالشهر، والأمراض تفترسهم الآن، حسين عبد اللطيف، الشاعر الكبير الذي لم يعر غير الشعر اهتماما حياتيا، وحاتم العقيلي الرئيس السابق لاتحاد أدباء البصرة الذي قدم ما قدم، وسعدون البهادلي الشاعر المعتكف الذي قضي حياته وهو يعيش أمام (بسطيته) الصغيرة التي تشكل وصمة عار في وجه كل الحكومات التي لا تحترم مثقفيها ولا تمنحهم معشار ما يستحقون من رعاية اجتماعية، نناشد من؟، وهل سنجد آذانا صاغية والكل مشغول ببقايا فريسة اسمها العراق يتناهشها الجميع من كل التيارات والأديان والملل والقوميات...

سعدوني البهادلي ذلك المحب للشعر، الذي بترت ساقه بسبب مرض السكري، وربما ينتظره المزيد، لا احد يعلم، ولكن الذي نعلمه حق المعرفة انه يقضي أيامه بلا حول ولا قوة ولا معين، ينتظر الذي يحدث وهو لا يعلم ما الذي يمكن أن يأتي وهو دون مساعدة، هل نناشد الخيرين من هؤلاء ومن أولئك، هل نناشد رئيس الجمهورية ، هل نناشد رئيس الوزراء لينتشل سعدون البهادلي من محنته هذه، هل نناشد الآخرين كلهم دونما تسمية احد، هل نناشد اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين من اجل إطلاق حملة لانتشال هؤلاء الأدباء في بصرة الأدب والشعر والثقافة، أم أنهم ينتظرون أن يتساقط هؤلاء وتعقبهم جحافل أخري ونحن ننتظر جودو الذي لن يأتي أبدا.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1589 السبت 27 /11 /2010)

 

 

في المثقف اليوم