أقلام حرة

أكذوبة الديمقراطية في أم الدنيا / صادق العلي

البلد الذي يُشعرك أهله بالاحترام من اول كلمة تتحدث معهم بها ... قد لا تكون القاهرة اجمل مدينة في العالم ولكنها تفرض عليك حالة من الابهار الذي ستتذكره رغم بعض المنغصات ... الارض التي تصنع الفراعنة دائما، والبلد صاحب الكثير الكثير والذي لا يمكن لاحد ان يحصر كل الميزات والامتيازات الخاصة بمصر ... كذلك البلد الذي يعتقد بأنه يمتلك الديمقراطية وانه قد صدق مع الاسف هذا الاعتقاد! .

في هذا البلد توجد ديمقراطية على الطريقة الفرعونية وهذه الديمقراطية خاصة جدا فلا يحاول أحد ان يقلدها !... هذه الديمقراطية لا تؤمن بتداول السلطة وبالتأكيد هناك من يدافع عن هذه الحالة المزرية وهم بعض الاسماء المستفيدة من وجوده في هذه السلطة ... وهؤلاء هم أما مجموعة من الاكاديميين الذين يطلعون علينا بتحليلاتهم السياسية والاقتصادية والتي تصب في مصب واحد وهو بقاء الرئيس مبارك في الحكم وتهيئة نجله جمال لخلافته بعد عمر طويل او هم مجموعة من البسطاء الذين تشبثوا بخيوط الحزب الحاكم للوصول الى المناصب العالية او في مجلس الشعب وهؤلاء ايضا همهم الوحيد ان يبقى مبارك على كرسيه او على اقل تقدير ان يأتي نجله جمال ليكمل الدور القيادي في ديمقراطيتهم الخاصة جدا والتي يعتبروها الانموذج في المنطقة العربية  !... وانا هنا لا اتناول سياسات ام الدنيا ولا مواقفها من معاهدة السلام ولا من سياسة امريكا في الشرق الاوسط ولا من تعاطيها مع المشروع الفارسي في الدول العربية ... ولكني فقط اتناول هذه الديمقراطية الغريبة !

والغرابة تأتي بوجود الرئيس مبارك على رأس السلطة منذ ما يقارب الثلاثين عاما !!! وهذه طامة كبرى بكل معنى الكلمة وبكل الديمقراطيات في التاريخ ! هل عقمت نساء مصر عن الانجاب ؟ واذا كانت الديمقراطية تمنح الرئيس البقاء في الحكم ثلاثين عاماً فماذا نقول بالديكتاتورية ؟ ! وما الفرق بينهما ؟ ام تراهما وجهان لعملة واحدة ؟

عندما طرحت سؤالي على احد الاصدقاء المصريين وهو قد أقسم قبل خروجه من مصر ان لا يرجع اذا لم يتغير الرئيس المصري وكان سؤالي هو:

هل تعتقد ان من الممكن ان تتسلم احدى الشخصيات المصرية الرئاسة المصرية في يوم من الايام كذلك هل من الممكن ان نشهد نهاية قريبة للحزب الحاكم؟.

وكانت الاجابته:

على الرغم من انني اتمنى ذلك كي ارجع الى مصر الا انني لا ارى اي بصيص امل في التغيير مع وجود كل هذه الاحزاب والشخصيات والتي يعتبرها البعض هي الممثلة للشعب المصري ... فمنذ عام 1983 والقانون والدستور في تغيير دائم وهو في كل مرة يكون اكثر ملائمة لقياسات الحزب الحاكم فأين الامل في التغيير ؟. وما هذه المظاهرات والاعتصامات وقانون الطوارئ الذي يعتبره البعض السيف المسلط على رقاب المعارضة ما كل هذا سوى بيادق تكُمل لعبة الديمقراطية الغريبة !.

 

صادق العلي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1590 الاحد 28 /11 /2010)

 

 

  

في المثقف اليوم