أقلام حرة

التخطيط للفوضى في لبنان قبل الطوفان؟ (2) / الطيب بيتي العلوي

 الذي يسعى نحو الأصلاح والتغيير، الذي هو - بالطبيعة - ضروري..، كماأن هناك أيضا تيار النظام و التقاليد الذي هوأيضا - بالبداهة - ضروري...، وبهذه التيارات كلها، نصنع فرنسا (ما بعد الحرب والنازية) ، وإن إدعاء صنع فرنسا من شريحة (سياسية) واحدة (موحدة) لهوخطأ فادح، وإدعاء تمثيل فرنسا (سياسيا) باسم شريحة واحدة، لخطيئة وطنية (وتاريخية) لاتغتفر على هذه الثوابث أسس دوغول الجمهورية الخامسة الفرنسية و الديغولية السياسية التي كان من أهم مبادئها، مناهضة الحلف الإطلسي ورفض أمركة المجتمع الفرنسي، أو مركسة التقاليد الثقافية والسياسية الفرنسية الأصيلة، وعزل دول البحرالمتوسط عن الصراعات (الشيوعية - الرأسمالية) وخلافات الحروب الباردة ومحوريها الأساسيين، ولكن الديغولية ماتت–عمليا - بموت دوغول ، وهكذاعادة ما تموت الأفكارالكبيرة بموت أصحابها إذا لم تجد من يحمل مشعلها.المصدر: (GAUL charles Discours, entretien , Homme d’?tat et général français (1890 - 1970)

 

مدخل :

 إن لبنان هوالبلد المرشح - الآن - لتطبيق براديغم الفوضى - le chaosكمصطلح فيزيائي، يحاول تفسير الجانب الغيرالمنتظم للطبيعة الذي يشكل لغزا، أو كابوسا للعلم، حتى قيل حيثما تبدأالفوضى يتوقف العلم الكلاسيكي والعقل ...فصارهذا المفهموم إسما مختصرا في الأنثربولوجيا السياسية لحركة سريعة النمو في المباحث والدراسات في مجالات العلوم السياسية والإقتصادية في مرحلة الحرب الباردة تم إيجاده في السبعينات في الجامعات الأمريكية وتداوله العسكريون الأكاديميون ولدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالخصوص (وإن كان استخدامه في الإتحاد السوفياتي بدأمنذ الخمسينات) ، وجاء في الثمانينات والتسعينات كاستجابة لشغف المفكرين الشديد ببراديغم المابعد Post: (مابعد الحداثة /ما بعد الإنسانية / ما بعد السياسة ما بعد الرأسمالية، ما بعد الثقافة، ما بعد الحضارة، وهلم جرا)

وقد تم تفكيك الأنظومة الإشتراكية عن طريق هذه النظرية، واستخمت بنجاح –حتى الآن في حرب الخليج، وهاهي الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان لتطبيقها من جديد –وبشراسة ممنهجة أكثر لتطبيقها في لبنان، ... بالرغم من كل التمويهات والتسطيحات الصحافاتية والإعلاماتية العربية والدولية، أوالإسهابات التنظيرية المؤدلجة–عربيا وغربيا - الساعية إلى التقليل من هذاالطرح، لصرف الأنظارعن الطبخة الملبَكة المحبوكة لهذا البلد، بغية تفتيته عن بكرة أبيه، للوصول إلى تفكيك المنطقة برمتها، ولصالح من ؟وللتمكين، بعذلك، لجرف المارقين و المعتدلين والملتزمين والغائبين أوالمغيَبين عن الصراع إلى الهاوية، كما يجرف السيل الدمن والأخضر واليابس، بعد تقليص معضلة لبنان–في منتديات مهزلة الإعلام العالمي - إلى مجرد صراع بين المجتمع الدولي و مليشيات إرهابية مارقةعن الشرعية الدولية و القانون الدولي إتكاء على التنسيق الأوركيسترالي المنظم، ما بين تل أبيب، وأطراف عربية وأوروبية، مع الفاعل والسيد في المنطقة وعلى الدعقاء: الولايات المتحدة الأمريكية، ....

 تلك الأطراف التي تتغاضى كلها - للغرابة - عن قوانين التاريخ الذي لايرحم الذي يعلنها بكل اللغات لتشمل كل الحضارات، وتستغفل كون الإعلام الغربي الذي لاتهمه المبادئ الأخلاقية أوالحقائق، بقدرما يتلذذ بالتنافس على حيازة السبق في الكشف عن الأسراروالفضائح، الذي سيكشف - كما عودنا ولو بعد حين - عن التواطؤالجماعي المشترك مهما طال الزمان، وتأملوا في فضائح ويكيليكس التي يبدو أنها لا تهزأعطاف المشهَرين بهم–عربا وإسرائيليين وأوروبيين، ..فهم منشغلين - تبعا للمعطيات الميدانية والضرورات الفورية – بمهام خلط الأوراق وبعثرتها - على نهج الفوضى ومحاولة، قدرالإمكان، وبكل الوسائل المكشوفة والخفية، إبعاد الشبهات عن ضلوع إسرائيل، أوحتى الإشارة ألى إمكانية علاقتها بالجريمة من بعيد أوقريب–مما يتنافى مع أبسط قواعد علوم الإجرام وقوانين الجنايات - ولتنشر ويكيليكس وأخواتها ماشاء لها النشر من الفضائح بعد فوات الآون....، فقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحاكم الدولية هي الحُكم والحَكَم، وبيدها عاقبة الأمورمن قبل ومن بعد، ولن تُرجع الفضائح المنشورة مجد العراق المتصرم، ولن يتحرك المجتمع الدولي لإدانة برابرة التاريخ الجدد عن مجازرهم منذ حروب الاستعمار الكلاسيكية إلى حروب القرن، أو تدفع بالمحاكم الدولية لإستدعاء بوش وكولين باول ورامسفيلد وديك تشيني، أوإستدعاء مجرمي الصهاينة في حرب تدمير لبنان، أو محرقة غزة، او تزيح كابوس الإحتلال، عن فلسطين أوتغير أنظمة ديكتاتورية طاغية في المنطقة ، أوتوقظ ضمائرميتة في المنطقة (سياسية ومثقفة ومبدعة وإعلامية ومتحزبة) –وان كنا لناشري هذه الفضائح شاكرين وممنونين - ، بل ستزاداد المنظمات الدولية عتوا وإمعانا في التدليس والأراجيف، بالعزف على نغمة الإصراربالمطالبة بدم قميص عثمان، وبالإستمرارفي تنفيذ الخطة الكروية المعروفة في عدم التوقف عن الهجوم بدون هوادة، لإرباك الطرف الخصم و الجاني المفترض الوهمي قبل ظهورالحجة والبيان، لإسقاطه في المزيد من الدفاع ومطبات الإنفعال، لإبعاد مسارالقضية عن أصلها ومضانها، بتوسيع لائحة الإتهامات العشوائية ذات اليمين وذات الشمال، بهدف تشتيت طرق تقصي الحقائق، وسد المنافذ، وتحويل الإنتباه عن الجناة الحقيقيين، والإنحراف بالقضية كليةإلى وجهة رصد أهداف مصممة مسبقا ، لتطال رؤوسا كبرى على سنم السلط، في دمشق وبيروت وطهران!أوليس الهجوم المكثف أنجع وسائل الدفاع والمرواغة والتمويه؟

 

تجربة الفوضى والثلاجة المغلقة في الميدان:

والناظرإلى خريطة هذا الشرق العربي الشرير - كما يراه الغرب النيرالقدير - فسيشاهد بأن الموزاييك العراقي، يكاد يصبح في خبركان، بعدأن ضحى أعقد من ذنب الضب، لكونه منتوج أنغلوساكسوني حصري سابق ومعقد، لخبطت فيه الدهائيات البريطانية المعروفة لخبطتها في الماضي القريب–وبالضبط منذ العشرينات - لعزله عن جذوره الأصلية بأرض الهلال الخصيب ، الذي لم يتبق منه من الخصب سوى الجفاف والأطلال بعد هدم الديار، إستعانت بريطانيا على خلق هذا الموزاييك المشوه بكل خبراتها الميدانية – والمعرفية - في بلاد الله التي لا تغرب عنها الشمس، في تجميع المعلومات الإستشراقية–وطالعواإن شئتم مطارحات شيخي: الإستشراق الفرانكوفوني والأنغلوساكسوني: لوي ماسينيون و برنارد لويس في حفرياتهم في مجازركربلاء، وعنفية ثورات الخوارج، ومجادلات فقهاء المرجئة والقدرية، وصراعات المتصوفة مع الحنابلة، والطرائف الكلامية لظرفاء معتزلة بغداد والبصرة، وزهاد الكوفة، وأخبارالقرامطة، وثورة الزنج، ومكائد الحشاشين مع صلاح الدين ومناقبه مع غزوات الصليبين، وسقوط بغداد مع حملات المغول والتتار، بعدأفول نجم آل بني العباس، وخيانة إبن العلقمي (ولكل فترة زمنية في تاريخ العرب القديم والحديث إبن علقمي ومغول وتتار) ثم السلاجقة والمماليك والعثمانيين والإنكشارية، والقائمة تطول، ...التي تم تجميدها في الثلاجة المغلقة لتسخينها وتسخيرها عند الاقتضاء - ولكل بلد عربي ومسلم ثلاجته المغلقة من نواكشوط إلى مسقط ، ومن إستانبول إلى كابول - ليكف عباقرة نُفاة المؤامرة من عندنا عن اللغط بترجيع ما يقول أسيادهم الكولنياليين القدامى والجدد، فبطون تاريخنا العربي والإسلامي حبلى بالأحداث ولمؤامرات للذين يعلمون - ..، حيث يرى اليوم خبراء الثلاجة المغلقة بعد الهجمة البربرية على بلاد ما بين النهرين، إرجاءالبث في شأن العراق–من باب التاكتيك والستراتيجية إلى حين - بتركه منشغلا بالمزيد من الإقتتالات الداخلية، إلى أن يصبح رمادا وقاعا صفصافا، حيث تم تجميد الحالة العراقية في ما يسمى ب المرحلة الإنتقالية إنتظارا لما بعد مرحلة تفتيت لبنان (وواهم من يفصل بين قضية فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان والسودان واليمن الآن) - وذلك بعد أن أثمرت ميكروبية الطائفية في العراق واختمرت في الأذهان شرقا وغربا بأنها الشرالمستطيرالذي ليس في الحسبان - فلا بد والحالة هذه من تبرير الإستمرارفي الحملة على الإرهاب ، ليتم تطبيقها على كل الأطراف المستعصية على الترويض في كل المنطقة، بدءا بالداخل الفلسطيني واللبناني والعواصم المجاورة، بما فيها الأردن والسعودية ومصرمن دول الأعتدال، لتنحشركلها فى مستنقعات الإعتراكات الداخلية (والغرب بطبيعته لا يركن إلى صديق من الإنس كان أو من الجان) ، ليتمكن الفاشلون والمتآمرون على أوطانهم ، من جمع أنفاسهم في إنتظارما ستسفرعنه الأحداث التالية:

 - ضرب إيران أولاأم لبنان؟ أم لبنان وبعدها إيران ؟ أم ضربهما معا إن كان بالإمكان؟

 - أم إحتواء سوريا أولا بقلب نظامها على غرارما تم في العراق بعد فشل المساومات والضغوطات، وبعد نهاية حوارات (دمشق - الرياض) ؟

 - أوفي انتظارما سيبدرعن تركيا الحريحة العائدة إلى خلفيتها الحضارية والثقافية الأصلية في الشرق الأوسط للمطالبة بحقها الوجودي: - (التاريخي - الجغرافي–العرقي) في المنطقة على غرارإيران، ؟

 - وماذا ستتمخض عنه أرض الكنانة من أحداث ومفاجآت وإضطرابات محتملة، قد تقلب ظهر المجن لكل الحسابات، وتشتت كل أوراق الإستراتيجيات والتاكتيكات وتربك كل الأولويات ؟

والخلاصة:

وبناء على كل هذه المعطيات والفرضيات، فكان لا بد، والحالة هذه من المرورإلى تدمير المنطقة عبرالحديقة الخلفية - بالمنظور (الإستراتيجي:الإسرائيلي - أوربي - أمريكي) - بتصويب الضربةالقاضية إلى كعب آخيل ، والخاصرة الأضعف، وهو لبنان، الذي أريد له بأن يكون ميكروكوزم خلاصة نظريتي الفوضى و الثلاجة المغلقة وأطروحات التفكيك المعدة للمنطقة كلها منذ السبعينات - (وليس في أواسط التسعينات، وما خطابات فوكومايا و نهاية التاريخ وصدام الحضارات لصامويل هنتتنغتون سوي ذيلين لدعم أطروحات تقرير كيسينغر للبيت الأبيض الذي يهيب فيه ب تفكيك المنطقة التي تنام على خيرات العالم، والعرق النابض للآلة الغربية والمحرك لماكينة الاقتصاد الأمريكي بعد هزة البترول عند نهاية حرب (أكتوبر/رمضان - 73) ودخول الراحل الملك فيصل المفاجئ في خط الممانعة، الذي تم اغتياله فوررحيل كيسينغر لزيارته للعاهل السعودي بالرياض

ولعل السؤال الملح الآن لماذا لبنان؟

يمكننا هناإجمال بعض العوامل الإضافية استكمالا لمقدمة الجزء الأول من هذا المقال:

 - أولا:فلبنان وسوريا، أوبلاد الشام الكبرى–وهكذا نراها نحن العرب لا كما يريدها الغرب - المستعصيتان على الغرب دوما، - كانتا–وماتزالا - هما المنتوجان الحصريان لفرنسا في منطقة الشرق الأوسط ، بالإتفاق مع سماسرة لندن في القرن التاسع عشر، وبالضبط عندما تم إقتسام حطام تركة الأمبراطورية العثمانية بعد معاهدة فرساى عام 1919

 - ثانيا:يعتقد الغرب الأوروبى جازما، - حسب تجربته التاريخية في بلاد الشام - ، بتفرد لبنان - دون بلدان المنطقة - بخاصية القابليته الذاتية للإنفجار ، كونه البلد الأول في المنطقة الذي نفخ فيه الغرب نعرة اللاعروبة ، وزرع فيه فكرة خصوصية فنيقيته وأصوله المتوسطية ، (هذا المفهوم الفج الذي يطلقه الغرب على كل طائفة في المنطقة يُراد لها سلخها عن جذورها بدون أي سند علمي، اللهم سوى إقناع السذج والمنحرفين، والوصوليين والانتهازيين، بأنهم لقطاء لآل اللاتين أوآل الرومان)

 - رابعا - : الثلاجة المغلقة للبنان مليئة منذ عام 1840، عندما بدأت الحبكة الخارجية لسماسرةالغرب عبر: - اليوسوعييين الفرنسيون ب الكوليج دوفرانس للدراسات الشرقية ولغاتها، ومنظري الإثنولوجيات والأنثروبولجيات الثقافية والدينية والجسمانية بالسوربون–لاحقا - بزرع ميكروبة الطائفية في لبنان ، حيث يفخرالفرنسيون بانتساب منشئ المارونيين:القديس الحموي، إلى أصول فرنسية - بدون التدليل على ذلك علميا، - علما بأن الإثنولوجيات فى الغرب هى من أغرب الهرطقات العلموية* التي لاتستند إلى مباحث علمية رصينة، سوى منهج الأراجيف والتزوير، )

 - وعبربالتدخل العملي لقناصل الغرب في لبنان، حيث تنافست فرنسا وبروسيا والنمسا على دعم الموارنة والكاثوليك، وتدعيم البريطانييين للدروز، وحماية روسيا القيصرية للأرثوذوكس

 - خامسا: - عمل الغرب طيلة القرنين، على تنمية ثقافة اللانتماء' للدولة أو الوطن أو الأرض بمحالة تهميش الجبل الفقير المتروك لشأنه بمذهبيته الدرزية الشيعية الخصوصية ، ثم الإهتمام به بعدمحاولة الدروزالدخول في معمعة السياسة عبر التقدمية الأممية الاشتراكية لفترات، ثم محاولة مسخه، عبرشطحات متأمركي الجبل الجدد وهلوسات متأوربي الساحل، مثل بيروت وصيدا وتهافت بعض أفراد بعض الطوائف على الثراء والنفوذ والسلطة المناهضة لوحدة لبنان في ما بعد الحروب الأهلية، وبالضبط قبيل حرب 2006،

 - العنصرالمفاجئ لصمود معظم الطوائف اللبنانية في حرب تدمير لبنان لعام 200 الذي أفشل التكهنات المستقبلية الغربية ، الأمر الذي دفع بالمستفيدين الداخليين المنهزمين من محاولة تقطيع أوصال هذا اللبنان ، بالإستمرار في مواصلة التنقيب عن كل أباليس الأرض وعفاريت الجن، ممن له مصلحة في تفتيت البلد، من دول صديقة حليفة قريبة، ومن الذئاب الكولونيالية التاريخية المتربصة والإمبريالية الأمريكية الجديدة التي يحركها أحبار تل أبيب، حيث أن لاحجة لهؤلاء المستفيدين سوى الإستجابة للطرح (الغربى الأمريكى –الإسرائيلى) إشباعا لأغراض شخصية، وماالباقي سوى خربشات شعرية وهذاءات أدباتية ، وتحايلات سياسيوية لتبريرالخيانات والدناءات

.والطريقة المثلى في نظر عباقرة هؤلاء اللبنانيين الجدد هي: إعادة طبخ حبكة جديدة باختلاق مسوغات تتماشى وطروحات المجتمع الدولي الذي هوأصلا بدون إجماع دولى - التى هي نفس سيناريوهات مكائد القرنين الماضيين بحذافيرها - ليقين الغرب بأن العرب مصابون بعاهة الأمنيزيا الكلية المزمنة، لأنهم لا يقرأون التاريخ، وإذا قرؤوه كـ شطار ، فمن صفحاته الأخيرة، ... ومن هنا فإنني لن أمل من تكرارمقولة الجنرال دوغول التاريخية:

 بأن النخب السياسية والثقافية التي لا تحسن قراءة تاريخ أوطانها من زوايا المرايا الخفية للسيروالعبر، لايمكنها إلا تكرارنفس الأخطاء التاريخية الفادحة، وكم في تاريخنا من خيبات متتالية لا تغتفر، !!!

 

[email protected]

 

 

 

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1593 الاربعاء 01 /12 /2010)

 

 

في المثقف اليوم