أقلام حرة

من حال الى حال / جبار حمادي

بما يحمل من معنى والاقتران بالدارج العادي  يعني  الارتقاء بالشيء من الحالة السيئة الى الراقية وهذا ما يدعوك الى اللجوء للاحتراز من الحسد كما فعل صاحب العائلة العراقي ..وعندما نقول العراقي هذا يعني انه قاعد على نهر النفط / البلاء الذي يدعو الآخر للنظر اليك بعين الحسد ..وحال يشدك مشهد التغيير الارتقاء لتكتشف ما يعني الارتقاء للعراقي ، ذلك الرقي المحزن الذي يدعوك للشعور بالأحباط كمشاهد لديك نفس الانتماء لهذا الرجل وعائلته المتكونه منه وزوجته وبنتيه الصغيرتين ..فلنتحدث عن مراحل هذا الارتقاء ..

كانت عائلة الرجل تسكن تحت هيكل او قبو هامشي ليس له حدود .. كتب على احد جدرانه الخارجية جملة تستحق ان تكون صفعة بوجه الممتلئون  (ممنوع الدخول توجد عائلة) هذا العراء الذي سوره هو وعائلته ببعض اغطية لتكون له ابوابا وشبابيك مفتوحة على الدوام تغدق عليه بسموم قيض الحر ولسعة برد الشتاء .. لم يزره احد او يطرق بابه الوهمي ولن يعلم به احد ممن انتخب كما يقول (لااحد اجاني وكال هذا شنو منين صديق او عدو) ..حتى ان تناوله الله برحمته  وتمر بها  يد العون (فضائية الشرقية) باحدى برامجها الرمضانية وتنقدهم بعض مال كان بالنسبة لهم فتح احد ابواب طلسم ما ينامون عليه من منجم ذهب ..البلاء ..النفط ..ليدخره الرجل ويحاول زيادته بالكثير من العمل والصبر والجوع ولو قورن المبلغ بما يستلمه الاخرون ابناء الديموقراطية العراقية لدعانا الى الشعور بمرارة الالم الذي يمر به العراقي الآن تحت ظل خيمة الديموقراطية تلك ..فمهما كان المبلغ يعتبر صفر على جهة اليسارمن مخصصات احد هؤلاء لا رواتبهم الممتلئة الاصفار على اليمين ..وما اشعرنا بذاك الحزن تلك الجملة التي قالتها الزوجة (جانت عدنه بردة صار عدنه ..باب وشباج) حيث انهما ابتاعا قطعة ارض وشيدو عليها من طين احزانهم بيتا لازال بمعيار المدنية الحديثة وما نص به الدستور باكفاله السكن لكل عراقي اضافة الى العيش الرغيد كما يقول البند المتعلق بذلك . غير صالح للسكن ..الوالدان يبنيان والعمال الصغيرتان ..اهذا ما جئتم لاجله ايها السادة الاشراف اهذا مايدعوكم للفرح بعراق جديد خال من الفقر ..الا يشدكم ما ترونه من تلك المشاهد المؤلمة لبلد النفط ..لم لا تعطو مال لقيصرلقيصر وتاخذو ما لكم ..ويادار ماد خلك شر كما يقول اخوتنا المصريين ..ويعش العراقيون كما اقرانهم اصحاب النفط ..وسيبقى لكم الاكثر ..اطمأنو ليتناولوكم بالدعاء خير لكم من حنقهم  ومن

(يدعو عليك وعين الله لم تنمِ) اليس  من حق الرجل يامن نفسه وعائلته ببيت وطعام ولا اظنه كبقية العراقيين يطالب باكثر من ذلك كما فعل ابو الفقراء عبد الكريم قاسم الذي ذهب رافلا برحمة الفقراء عندما اجمع على اسكان العراقين القادمين من الجوع الى بغداد  ..الا تتخذوه اسوة حسنة ..الم تكتفو بسبع سنوات عجاف على الشعب وسبع بقراتكم السمان يزددن سمنة ..اجعلو لنا شباج وباب ..وانزعو بردة الفقر ..وهذه لاتاتي الى بنزولكم من علو خضراءكم الى يابسة البسطاء ..والا سوف لن تجدوهم في العام 2014 لانهم لدغو من الجحر مرتين ولا اظنهم سيقبلو بثالثة ..

 

جبارحمادي 

7-12-‏2010‏‏

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1600 الاربعاء 08 /12 /2010)

 

في المثقف اليوم