أقلام حرة

الى البرلمان الجديد..مع التحية / قاسم حسين صالح

 ومفسدون شرعنوا المال الحرام ،وآخرون ما فهموا من السياسة أكثر من كونها عشيرة وطائفة. ولأن العقل الجمعي يميل أكثر الى تعميم ما هو سلبي،فان أمامكم مهمة تشكيل انطباع جيد لدى العراقيين يحل محل نقيضه السابق.ولتحقيق ذلك، نقترح الآتي:

ليكن من اجراءاتكم الأولى، تخفيض رواتب وامتيازات الرئاسات الثلاث والوزراء ورواتب وامتيازات حضراتكم ايضا، فبه تتقربون من الناس الذين انتخبوكم، وتشعرونهم بالاطمئنان أن الذين أدخلوكم قبة البرلمان يعملون على خدمتكم،وليسوا كمعظم سابقيهم الذين عملوا لتحقيق الرفاهية لهم فيما تركوا شعبهم يشقى.

والثاني: أن اتخذوا اجراءا حاسما بملاحقة الفاسدين مبتدئين بالرؤوس الكبيرة، والزامهم باعادة أموال العراقيين وتقديمهم للمحاكم. فلقد أضاع (سلفكم) فرصة الكشف عن عشرات من قضايا فساد مالي واداري متعلقة بوزراء ومسؤولين كبار، أدى الى اشاعتها بين الصغار فتفشى الفساد في البلاد ،وصار العراق  ثالث دولة تتصدره في العالم. فلتكن لديكم (العين الحمره) في التعامل مع الفاسدين والمفسدين، فهو الضمانة الأكيدة التي تمكنكم من الايفاء بوعودكم في خدمة الناس ورضاهم عنكم.

والثالث:اصدار قانون يحرّم التمييز الطائفي والاثني، معتمدا قانون التمييز العنصري العالمي الذي يعاقب على التمييز في المعاملة على اساس اللون او العرق او الجنس او الدين، وميثاق الأمم المتحدة الذي يقوم على مبدأي الكرامة والتساوي بين جميع البشر، والاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي ينص على ان البشر يولدون جميعا احرارا ومتساوون في الكرامة والحقوق.وتطبيق ما جاء به دستورنا (القرآن) الذي سبقهم بألف عام بقوله: (ياأيها الناس انّا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم).

ورابعها:تشريع قانون يحدد بموجبه راتبا شهريا قدره خمسون دولارا لكل مواطن عراقي، حصته من النفط. وليس انفاق مليار دولار بالشهرعلى الناس بكثير على العراق الذي يعد ثالث اكبر احتياطي نفطي في العالم (115 مليار برميل) بحسب تقديرات اوبك، والأغنى نفطيا على الاطلاق (350 مليار برميل) بحسب آخر مسح جيولوجي، والذي سيكون المتحكّم بالسوق العالمية وماسك اصول اللعبة النفطية على حد تعبير وزير نفط اجنبي.

صحيح ان امامكم قضايا عديدة ومعقدة قد لا تستطيعون معالجتها كلها،بينها أن البرلمان السابق فشل في اقرار 127 قانونا وأن عليكم البت فيها،لكن لم يعد للعراقيين من خيار سوى التمسك بنظامهم الديمقراطي، والرهان عليكم في تثبيت دعائمه الهشة بتشكيل حكومة خدمات بكفايات تخصصية وطاقات مقتدرة، مبتدئين عملكم بـ (مقبّلات) سيكولوجية بالوصفة أعلاه تفتح شهية اقبال الناس عليكم،وتحدث فيهم الانطباع بأنكم وجه الخير والسعد على من شقوا ثلاثين عاما..مع خالص تمنياتنا بالموفقية لمن عقد العزم على خدمة شعبه.

 

أ.د. قاسم حسين صالح

رئيس الجمعية النفسية العراقية

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1600 الاربعاء 08 /12 /2010)

 

 

في المثقف اليوم