أقلام حرة

عندما يكون راتب الموظف العراقي أعلى من راتب كاميرون! / عزيز الحافظ

من راتب رئيس وزراء بريطانيا الحالي ديفيد كاميرون! الغرابة إن الدراسات هذه لاتعتمد على التلفيق او التزوير أوالتعبئة المعلوماتية الكاذبة لإهداف إنتخابية مثلا فموسم الانتخابات البريطاني بعيد زمنيا وقد أعّد مكتب التحقيقات الصحفية لصالح برنامج بانوراما في الBBC هذه الدراسة الغريبة التصديق في عالمنا العربي خاصة فمن يصدق أن راتب كاميرون السنوي لايتجاوز 142 ألف جنيه أسترليني سنويا؟ يعني بواقع أقل من 12 ألف جنيه شهريا! ولااريد مقارنة راتب رئيس الوزراء كاميرون بالراتب الأسبوعي لروني لاعب مانجستر يونايتد الغولدن بوي مثلا!! وهو أقل من راتب رئيس وزرائه السنوي بقليل إذ يصل ربما ل120-130 ألف جنيه استرليني  ولكن بالاسبوع لابالشهر  كرئيس وزرائه! ولكن سنقول قطاع خاص لكي لانبخس حقا للمقارنة. ونقلت صحيفة / الديلي تيلغراف / البريطانية عن الدراسة قولها ايضا ان 38 الف شخص ايضا يحصلون على راتب يزيد عن 100 الف جنيه استرليني سنويا. وللمقارنة المستحيلة التصديق نتسائل؟ في أي دولة عربية نجد شخصا حكوميا يأخذ بديمقراطية عالية الجودة راتبا اعلى من راتب المسؤول الاول؟ قلبوا جغرافيتنا الخليجية والمغاربية والمشرقية دولة دولة ومملكة مملكة وابحثوا عن موظف حي او ميت يتقاضى مثل هذا الراتب الافتراضي؟!

ثم لنلج الواقع الحكومي العراقي الشبه محظور ذاك التعرض المادي له! هل يوجد عاطلين في كل العالم يتقاضون رواتبا لمدة كذا شهر منذ آذار 2010 لغاية أيلول 2010 بالملايين الابنموذجنا النيابي العراقي؟

هل يمكن أن نقارن مبالغ المنافع الاجتماعية او أي تسمية لايحضرني تبويبها، الممنوحة رسميا ببند في الميزانية السنوية تشريعيا/ للسادة الكرام مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء ومجلس النواب بالمليارات بما هو ممنوح لشخصيات دولية اوربية أو حتى آسيوية كديمقراطية الهند العالية الجودة وقد سبقتنا جميعها بالخطوات الديمقراطية والشفافية؟ وسبقناها وسابقناها بهذا الصرف اللامبرر التبويب؟

كم بعد جيل وجيل سنجد إننا أخذنا مسارالديمقراطية الحقيقي ولكن دون التعرض للمسائل المالية!بل ودون المساس بمقدساتها النابضة في قلوب كل الوالهين بكراسي السلطة اللعينة! متى نجد أن العراقي بلمسة زر يجد كل المعلومات المادية بيسر وسهولة كسهولة الحصول على كامل الحصة التموينية في رمضان القادم! متعلق بالموارد المالية لاي مسؤول حكومي ومعها الاستقطاعات والضرائب وزوجيته في شريط الراتب تشبه مبلغ زوجيتي البالغ العشرة الاف لكل طفل!!!

قد أحلم بربع أو خمس أو سدس راتب السيد كاميرون يوما ما وهو من ضروب الخيال الآمن المجرّد من الخطر وتبحر في خصب سهل التمنيات والتخيلات الأجدب! ولكن لن احلم بوجود راتب موظف حكومي عراقي أو عربي اعلى من راتب رئيس وزرائه مهما كانت قمم الاحلام بعلو جبال الهملايا وقمة أفريست!

 

عزيز الحافظ

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1606 الثلاثاء 14 /12 /2010)

 

 

في المثقف اليوم