أقلام حرة

طوبى للمزورين / احمد مكطوف الوادي

فقلت له اغرب عن وجهي يا هذا ..

فلا يمكن أن تغريني بحفنة مال

  تشتري بها مبادئي

ضحك كثيرا وتبرم

فأردفت:

 ولا أريد أن اقبع خلف القضبان !!!

ضحك مستغربا  ومضى وكأنه يعرف النتيجة!

 عاد إلي مرة أخرى بعد مدة ليعرض مشروعه الأخر:

لماذا لا تشتري سيارة الـ B.M.W  الفاخرة  هذه  ...؟

 قلت له ومن أين أعطيك ثمنها المكلف حتما؟

 قال لا تقلق  إنها رخيصة جدا لأنها (كلك)!!!

قلت له وكيف لي أن افعل ذلك وكل رجال المرور أحبتي وأصدقائي .

ضحك وكاد أن ينفجر من الضحك على سذاجة ردي حسب ما يقول .

و هز  يده مبتعدا ومزمجرا !

عاد لي بعد مدة ليعرض مشروعه الأخير....

لماذا لا تستولي على قطعة ارض كبيرة وتقيم فيها بيتا كاذبا

ثم تنتظر لفترة ليرتفع ثمنها وتقسمها إلى قطع صغيرة وتبيعها؟

فأخبرته إن الماضي الذي عشته مع أمانة العاصمة وصراعنا المرير على الرصيف الذي أمامي

  يجعلني لا أفكر بمتر واحد من ممتلكاتها .

 هذه المرة ضحك ضحكا عاليا جدا ونظر إلي بغضب وكاد أن يبصق في وجهي !

وقال لي: يبدو انك ستموت فقيرا وتبقى مسكينا في وطن تنهشه الوحوش

واليوم أقول له أين أنت يا صديقي العزيز؟

 لتخبرني بما هو قادم  من مهازل القدر ؟

فطوبى للمزورين !

 

احمد مكطوف الوادي

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1606 الثلاثاء 14 /12 /2010)

 

في المثقف اليوم