أقلام حرة

حرية ?لرأى ركن أساس فى بنآء ?لديمقراطية

 للمفكر سمير أبراهيم خليل حسن. وأَخر ماكتبته كان عن مصر ومثلها فى كتاب ?للَّه ?هبطواْ مصرا أو مصر ومقال "قول فى ?لفصل بين ?لناس" وقد بينت رأيِى فيما تشابه لى فهمه من كتاب ?للّه عن مفاهيم ?لديمقراطية و?لفيدرالية و?لأمّة وحقوق ?لفرد فى ?لرأى و?لفكر وأسلوب ?لعيش. مايجرى فى ?لعراق ?ليوم من كفر ومنع وصد عن سبيل ?للَّه سببه منهاج "دين قريش" ?لّذى يتبعه ?لنّاس من ?لجعفريين ?لشيعة و?لبخارييين ?لسنة. ?لّذى لايقبل ?لأخر ولايقبل سنة ?لاختلاف فى ?لشرع و?لمنهاج. ولسانهم يقول وينسبون ذ?لك إلى ?لنبى "لا يجتمع دينان في جزيرة العرب". وكتاب ?للَّه ينقض قولهم:

"إنَّ ?لّذين ءَامنواْ و?لّذين هَادُواْ و?لصَّـ?بئينَ و?لنَّصَـ?رى و?لمَجُوسَ و?لّذينَ أَشْرَكُواْ إنَّ ?للَّه يفصِلُ بينهم يومَ ?لقيـ?مةِ إنَّ ?للَّه على كلِّ شَىءٍ شهيد" 17 ?لحج

وميثاق رسوله فى ?لمدينة (?لصحيفة) ينقض قولهم أيضًا:

?لبند ?لأول: إنّهُمْ أُمّةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ دُونِ الناس.

?لبند ?لخامس و?لعشرون: .. لليهود دينهم وللمسلمين دينهم..

وفى ?لصحيفة توكيد على ?لاختلاف بين ?لناس وبيان لسبيلهم فى ?لتحكيم:

?لبند ?لثالث و?لعشرون: وَإِنّكُمْ مَهْمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَإِنّ مَرَدّهُ إلَى اللّهِ عَزّ وَجَلّ وَإِلَى مُحَمّدٍ عليه ?لسلام.

ومحمّد هو رئيس سلطة ?لمدينة ?لمنتخب وفق ميثاقها (دستورها) وهو رسول ?للَّه. وسلطة ?لمدينة هى سلطة لأهل يثرب ولجميع ?لمهاجرين إليها لا تفرّق بينهم بسبب دين أو قوم (?لمواطنة). وقد أعلن فى ميثاق ?لمدينة أنّ عدوها?سمه " قريش" وهو ?سم لقوم:

"?لبند ?لثالث و?لأربعون: وَإِنّهُ لَا تُجَارُ قُرَيْشٌ وَلَا مَنْ نَصَرَهَا

لقد دفعنى? إلى كتابة مقالىهذا ماجرى للكاتب أحمد عبد ?لحسين من صحيفة ?لصباح ?لبغدادية بسبب مقال يبين فيه رأيه فى جريمة وقعت وهو حق أساس من حقوقه كما هو مسطور فى ?لدستور ?لعراقى (?لميثاق). فقد أبى?? أتباع " دين قريش " فى ?لعراق أن يقبلواْ رأيًا لأحد من ?لناس فيما يصنعون من ?عتدآء على حقوق ?لناس ومن قتل للنفس بغير نفس ومن سرقة لمال ?لدولة وهو مال شعوب ?لعراق جميعها. وبموقفهم ه?ذا يُظهرون أنّهم ?نقلبوا على ?لدستور كما فعل أسلافهم فى سقيفة بنى ساعدة بـ?نقلابهم على ?لمثل ?لمدينى وعلى ميثاقه ?لّذى ضربه رسول ?للَّه للناس وجعله مبصرًا لمدّة عشر سنوات ليهتدو?اْ إلى سبيل ?لديمقراطية و?لفيدرالية فى بنآء ?لسلطة وميثاقها وليكونواْ أهل مدينة (مواطنون) فى بلادهم على ?ختلاف ألوانهم وألسنتهم يجمعهم ميثاق تُعلن فيه حقوق ?لفرد وحقوق ?لجماعات.

فـ?لحذر كلّ ?لحذر يا شعوب ?لعراق مما يبيِّته هـ??ؤلآء ?لانقلابيون. فهم يعدّون ما?ستطاعواْ من قوة يخوفون ?لناس بها من بطشهم ويستخفون بأرآئهم وبهم. فإن أطاعهم ?لناس ورضواْ بصنعهم يكونون فاسقين كما وصف ?لقرءان ?لذين يطيعون مَن يستخفّ بهم.

ه?ذا مآ أخشاه على ?لديمقراطية ?لوليدة فى ?لعراق من فعل ?لغدر على يد أتباع دين قريش ?لّذين يسيطرون على ?لسلطة ?ليوم.

وأقول للعراقيين أنّ حرية ?لرأى مسئولية ?لفرد منهم ومسئولية ?لجماعة ?لقومية و?لطآئفية ?لصغيرة و?لكبيرة. وهو ما يجب ?لعمل عليه ومنع ?لتفريط به. فقد مات منكم ?لكثير من أجل حريته وحرية شعوب ?لعراق. فهل يأس ?لأحيآء منكم من ?لسعى لنيلها وجعلها ?لعلم ?لوحيد ?لذى يخفق فى سمآء ?لعراق؟

لا تنسوا حريتكم يا أهل ?لعراق فلا بديل لها سوى ?لاستبداد ?لذى? أسقطتموه. وحريّتكم يا أهل ?لعراق هى ?لركن ?لأساس لبنآء ?لديمقراطية فى بلادكم وفى? أى بلد أخر.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1136  الثلاثاء 11/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم