أقلام حرة

عشرة مفاهيم لا يجب استخدامها مع المسلمين

 الانسان اياً كانت ديانته او معتقداته او اتجاهاته. ان المقالة الموسومة "عشرة مفاهيم لا يجب استخدامها مع المسلمين" والتي تحدث فيها عن علاقاته الوطيدة مع عدد كبير من المسلمين الذين التقاهم في زياراته المتعددة الى الشرق الاوسط وآسيا، حيث كون صداقات متينة معهم وصفها بأنها على مستوى عال من الصدق والصراحة وانها مبنية في الدرجة الاولى على احترام الرأي والرأي الاخر والتسامح، يقول الكاتب فيها انه تعلم الكثير من اصدقائه المسلمين وان اهم ما تعلمه هو الاحترام المتبادل والخالص، اذ ما لم يكن هناك احترام فلا وجود للعلاقة وتصبح مجرد معاملات وقتية وآنية. لقد اراد الكاتب تقديم عدة نصائح للجميع في كل انحاء العالم وهي بدورها نصائح قدمها له اصدقائه المسلمون والتي تتعلق بمفاهيم مستخدمة كثيراً في ايامنا هذه وقال "يجب ان نكون حذرين في كيفية استخدام هذه المصطلحات وفي اي سياق كان".

 

هذه المصطلحات معروفة لدى الجميع ومنها:

1) صراع الحضارات: حيث ان هذا النوع من النقاشات ينتهي الى نتيجة واحدة في اغلب الاحيان وهي اننا الاشخاص الجيدون "والكلام للكاتب" وهم الاشخاص السيئون، بينما الحقيقة هي انه لا وجود لصراع الحضارات ولكن هناك صراع بين من هم ضد الحضارة ومن هم مع الحضارة، وان  الحضارة لها سمتان الاولى ان لا مكان بيننا لمن يقتلون ويشجعون على قتل الابرياء والثانية ان مستوى الحضارة يتحدد من قبل المؤسسات التي تشجع الاقليات وتحمي وتطبق القانون.

 

2) العلمانية: حيث ازداد في الاونة الاخيرة تداوله وان المسلم ما ان يأتي مصطلح "العلمانية" الى مسامعه حتى يتبادر الى ذهنه كلمة "الكفر" والاصح استعمال مصطلح او كلمة "التعددية" وهي تشجع اولئك الذين مع وجهة نظر مبنية على اساس الهي للكون والذيم هم ضد وجهة النظر هذه على ان يكونوا مرحباً بهم ومتساوين مع الجميع وهي كلمة افضل من العلمانية.

 

3) الاستيعاب: وهي كلمة توحي بأن الاقليات المسلمة الذين يعيشون في شمال اميركا واوروبا بحاجة لان يكونوا شبيهين بالاغلبية وان جميع وجهات النظر تستحق الاحترام طالما ان الطرفين يسعيان الى خلق مجتمع متحضر متشارك.

 

4) الاصلاح: ان المسلمين يعلمون تماماً ماهية المعركة التي تجري داخل الاسلام وما الذي يعنيه ان تكون مسلماً اصولياً ومسلماً مخلصاً، وهم ليسوا بحاجة للاهانة من خلال القول بأنهم يتبعون النموذج المسيحي الذي جاء به مارتن لوثر كينغ.

 

5) الجهادية: وهي صراع داخلي "جهاد النفس" اولاً وصراع خارجي "وهو تمثيل للحرب العادلة" عند الضرورة ثانياً، ولذلك عندما ندعو الجماعات التي نحاربها بـ"الجهادية" فأننا نؤكد نظرة العالم الاسلامي لهم بأنهم متدينون وفي الحقيقة هم ليسوا كذلك فهم ارهابيون ينتهكون تعاليم القرآن الكريم واراء ائمة المسلمين المعروفين.

 

6) الاعتدال: وهو مصطلح موجود في كل مكان ويشير الى معنى سياسي ويمكن ان يشير ايضاً الى معان دينية، فعلى سبيل المثال اذا دعاني شخص ما بأنني "مسيحي معتدل" فسوف اشعر بالاهانة العميقة لانني اؤمن بالحقيقة المطلقة التي تدعوني الى محبة كل الناس، والحال نفسه بالنسبة للمسلمين الذين يؤمنون بحقائق الاسلام المطلقة لان التعددية يجب ان تفسح المجال امام الجميع سواء كانوا مؤمنين او غير مؤمنين.

 

7) تعدد الاديان: ان تعدد الاديان يعيد الى الذهن صورة القاسم المشترك الاصغر الذي يتجنب الامور والقضايا الصعبة وهو يعني ان نسمي اختلافاتنا الدينية العميقة والتي نتشارك الكثير منها بـ"القيم".

 

8) الحرية: لسوء الحظ فأن مصطلح الحرية لدى الولايات المتحدة الاميركية لا يبحث في كيفية فهم المجتمعات والثقافات الاخرى، وان غياب الفهم الصحيح له سوف يفرز الكثير من الانحرافات والانزلاقات. ان الموازنة ما بين الحرية لأمر ما "التحرر" والحرية من الامر "الامن" هو افضل ما يجب اتخاذه وخاصة مع المسلمين الذين يعيشون في المجتمعات الغربية، وان الحرية تكون ضمن معناها الصحيح اذا كانت في سياق الحفاظ على السلام والعدل والشرف والكرامة والرحمة الشفقة.

 

9) حرية الاديان: وللاسف ايضاً فأن هذا المفهوم يوصل نظرة بأن السياسة الخارجية الاميركية قلقة فقط حيال البروتستانت الانجليكانيين، وعلى الرغم من ان هذا غير صحيح فقد وجدت "والقول للكاتب" انه من الافضل تعريف حرية الاديان على انها تعزيز للحرية والتصالح مع الاخرين عند التقاطع مع الثقافة وسيادة القانون.

 

10) التسامح: ليس التسامح وحده كافياً اذ اننا بحاجة لان نكون صادقين وان نحترم بعضنا البعض بشكل كاف من اجل الوصول الى عوامل الاختلاف والقواسم المشتركة وفقاً للكرامة التي منحنا الله اياها كمخلوقات مدعوة للسير جنباً الى جنب بسلام ورحمة وعدالة وحنان.

 

بالتأكيد ان كل المصطلحات التي وردت آنفاً سوف تتبدل على مر السنين بحسب مدى تقبل المسلمين وغير المسلمين لبعضهم البعض وتغير افكارهم وقابليتهم على اكتساب ثقة الاخر، والامر الاكثر اهمية من كل ذلك هو فكرة المحاولة بجدية لسماع وفهم الطرف الثاني بشكل افضل وهو الشيء الذي يولد الاحترام كنتيجة حتمية لكل ما ورد.

 

ان التسامح والمحبة والاخاء والعدل والمساواة هي الاساس في كل دين وكل معتقد، وليس من الصعب على الانسان اذا فكر قليلاً ان يعتاد عليها ويحولها الى حقيقة واقعة تقوم حياته عليها. ومن هنا نعتقد ان الكل قادرون على التكيف والانفتاح على الغير ما دام هذا الانفتاح لن يضر بمبادئ الانسان واخلاقياته .

 

قراءة: مي المدلل

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1138  الخميس 13/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم