تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

الدكتور صاحب الحكيم الشاهد والشهيد الحي

صاحب جواد الحكيم، طبيب جراح ومؤلف انساني فذ وناشط غير مجهول عند متابعي مظلومية الانسان وعذاباته. وهو كذلك باسق في نظر المتخصصين بحقوق البشر. إقترن اسمه بتطلعات العراقيين الذين اكتووا بنيران الجريمة والإضطهاد المنظم الذي جاءت به الدبابة الاميريكية عام 68 على حين غفلة من العراق ليحكم بغداد بالحديد والنار.

صاحب، حمل ذاته يشق طريقه المحفوف بالمخاطر. ليؤسس للدفاع عن حقوق أبناء عراقه المعذب، وفي ذات الحين يقارع العنجهية التي كفرت بقيم العراقيين. ولا أظن ان عراقياً منصفاً يجهل مكامن خطورة هذا المسلك. فأمامنا المئات من رموز ورجال العراق الدينية والوطنية التي فتك بها نظام الغيلة والاغتيال عبر تشكيلاته المخابراتية وسفاراته في بلدان العالم، فذاك الدكتور محمد حبش خبير الكيمياء العراقي الذي اغتالته مخابرات صدام أواخر الثمانينات في كندا لمجرد معارضته نظام الخطيئة الصدامي. ولم تكن اخرها عملية اغتيال السيد مهدي الحكيم في السودان عام 1988. ولهذا جاءت عبارتنا الشاهد والشهيد الحي على الاستاذ صاحب الحكيم في عنوان المقال.

التقيت الدكتور صاحب مرة واحدة منتصف ثمانينات القرن المنصرم أثناء زيارته للعراقيين المهجرين المعذبين الذين كانوا يضعون بين يديه مآسيهم جراء عسف النظام البربري بهم وبذويهم. وخاصة بأبنائهم الشباب الذين غيبهم في سجونه بعد ان هجر أهاليهم قسراً عبر الحدود الى ايران. حتى اللحظة لم يعد لهم ذكر أو خبر.

والتقيته ثانية عبر المراسلة مطلع الألفية الثالثة حين كان يشحذ همم النشطاء العراقيين لتفعيل المطالبة بمحاكمة رموز النظام البعثي في العراق، والوقوف ضد الانتهاكات الطاغوتية وما سببتها من كوارث للعراق والمنطقة.

فيما بين اللقاءين فترة حركية طويلة، دفعتني لمتابعة انباء الدكتور وشدني اليه اكثر فأكثر تصريحات زوجته السيدة بيان الاعرجي (الحكيم) مذ لقائي بها عام 1997 في ايران حيث أجريت معها لقاءً صحفياً مطولاً عن مهامها الانسانية نشرناه في صحف المعارضة العراقية وقتها على شكل حلقات ثلاثة لازلن احتفظ بنسخته وصوره.

في لقاء الاعرجي تعرفت على نشاطاتها المرموقة واطلعت على الارقام الكبيرة للخدمات الجليلة التي كانت تقدمها لعوائل المشردين والمهاجرين والمجاهدين في معسكرات اللجوء. كما اطلعتني عن كثب على مدى تفاني زوجها الدكتور صاحب الحكيم واصراره على المطالبة بحقوق الانسان العراقي المغيبة. واندكاكه بطريق مقارعة نظام صدام بن إحصين التكريتي.

صاحب، انسان حكيم تميز بمؤهلات علمية وانشطة انسانية وسياسية متنوعة على صعيد دولي، اضافة الى تأريخ نضالي طويل يمتد لربع قرن من هذا الزمن الاغبر مع تضحيات جسام وخسارته (الى اليوم) ممتلكاته التي صادرها النظام الصدامي في العراق، ناهيك عن تعرضه لمحاولات تصفية جسدية متعددة من قبل المخابرات وسفارات النظام آنذاك، شاء القدر ان يبقيه لسانا فاضحاً للجريمة ومطالباً بحق شعبه المظلوم كل هذه المدة.

 

اليوم وبعد هذا الخزين وغيره:

ألا يستحق ان يكون هذا الرجل ممثلاً لدبلوماسية العراق دوليا؟

ألا يستحق ان يكون وزيراً للعدل مثلاً أو حقوق الانسان أو الهجرة والمهاجرين ببغداد؟

ألا يستحق تكريما كالذي منح للمناضل الافريقي نلسون مانديلا لادائه المخلص مع شعبه؟

وليس اخيراً أن يستحق هذا الانسان المؤهل والمضحي منصب سفير، وهو أكثر أهلية ممن ترشحوا مؤخراً بطريقة وأخرى لا نريد ان نشكك بها.!

 

صاحب، يحمل المؤهلات التالية:

1- مقرر  حقوق الإنسان في العراق.

2- شهادة في حقوق الإنسان من جنيف.

3- سفير السلام العالمي (درجة فخرية) تقديراً لخدماته.

4- عضو منظمة العفو الدولية.

5- الأمين العام لمنظمة حقوق الإنسان في العراق/ تأسست في 1982

6- عضو في منظمة حوار الأديان.

وغير ذلك من مؤهلات يمكن التثبت منها من موقعه او من الوثائق الدولية.

 

اشهر مؤلفاته:

1-  الإغتصاب في العراق/ كتاب في 930 صفحة.

2- (قتل العلماء) موسوعة من اربعة اجزاء.

3- التقرير الدولي عن حقوق الإنسان في العراق.

4- قتل الإنسان في العراق.

5- عذاب بلا نهاية.

6- إنتفاضة شعبان/ آذار 1991

7- التقرير السنوي لحقوق الانسان العراقي/ ينشر ويوزع في كل المحافل والمؤسسات الدولية.

8-  إصدار عدة صحف معارضة لنظام صدام المقبور في الاغتراب.

9- تقارير وارقام عن جرائم النظام في السجون العراقية.

10- انتهاك حقوق الانسان في العراق/ منشور.

 

أبرز نشاطاته السياسية:

1-  تنظيمه واشرافه على الاعتصام المستمر في ساحة الطرف الاغر في قلب مدينة لندن ضد نظام صدام الدموي. استمر لمدة 333 اسبوعا متواصلا وهو يطالب بمحاكمة اركان النظام، لم يتوقف الاعتصام الى ان إندثر نظام صدام إحصين.

2- العديد من المقابلات التلفزيونية والفضائية وفي الصحف والمجلات العربية والاجنبية يعري فيها جرائم النظام الصدامي ايام جبروته وقوته. ويمكن للقارئ معرفة المزيد من خلال موقع الدكتور صاحب الحكيم التالي: www.alhakim.co.uk

3- المساهمة الفاعلة في تنشيط العشرات من المؤتمرات الدولية واستمالة النشطاء الدوليين لصالح قضايا العراقيين.

4- اجراء مقابلات عديدة ناجزة مع شخصيات دولية مهمة كبابا الفاتيكان وامناء منظمات عالمية ككوفي عنان ورؤساء دول وسفراء ودبلوماسيين لا يمكن حصرهم في هذه السطور.

5- مساهماته المشهودة في تسهيل وترتيب لجوء الكثير من العوائل العراقية لدى دول اللجوء.

6- اقامته معارض مصورة فضحت إنتهاكات النظام لحقوق العراقي في حوالي 55  دولة.

7- استنهاضه منظمات دولية هامة لشجب التعذيب وادانة النظام الصدامي ومطالبته بالكف عن ممارسة العمليات الوحشية ضد المعتقلين. ومنها منظمة الصليب الاحمر الدولية وكذا منظمات مناهضة التعذيب.

تبقى الملاحظة الجديرة بالتأمل:

ان مثل هذا الرجل لا ينبغي لحكومتنا الحالية ومؤسسات العراق الناهضة التغافل عما قدمه للعراق والتعامي عن مناسبته ومكانته اللائقة لمنصب يخدم من خلاله العراق بكل ما عند الرجل من تطلع وتاريخ. انما ذكرنا شخصية الدكتور صاحب كمثال على وجود آخرين قدموا للعراق وهم يحملون رتبة الفخر النضالي والعلمي والكفاءة التي تحصنهم من الميل أو الجنوح الى ما ارتكبه غيرهم من غدر وسرقات.

 

ملبورن- شتاء 2009.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1140  السبت 15/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم