أقلام حرة

الحَربُ ضدَ الحوثيينْ ..لماذا؟.. هلْ هيَ وطنيةٌ أمْ طائفيهْ؟

740م وقضي على ثورته وقتل من قبل الوالي الأموي في عهد الخليفه هشام بن عبدالملك .

ولئن قُضيَ على ثورة زيد سياسياً، فأنها أستمرت عقائدياً وتشريعياً ذلك أن الأمام زيد كان فقيهاً ومحدثاً، وعالماً بقراءات القرآن فهو أبن بيت النبوه،ورث تراث هذا البيت علما ً وخلقاً، وبعد وفاة زيد دون عنه كتابين روى فيهما حديثه وفقهه،ويعرف أحد هذين الكتابين بأسم - مجموع الحديث - والثاني بأسم - مجموع الفقه - ويعرفا معاً بأسم - المجموع الكبير-وقد رتب حسب ترتيب كتب الفقه ويلاحظ أن أحاديث المجموع مروية كلها عن طريق آل البيت، وهي مواد ليست بعيدة عن مواد السنةالنبويه،لذلك فأن فقه الأمام زيد قريب كل القرب من فقه المذاهب الأربعه .

وقد تسنى للمذهب الزيدي الأنتشار في عدد من بقاع العالم الأسلامي أهمها اليمن الشمالي،وقد نقل المذهب الى اليمن بعض رجال الشيعه الحسنيه، أشتهرت هذه الأسره العلويه في المدينه المنوره،ثم أنتقل

بعض أفرادها الى اليمن ومن أشهرهم القاسم بن أبراهيم الذي كان عالماً كبيراً له آراء قيمه في المذهب الزيدي،كما كان مطلعاًعلى مذهب أبي حنيفه النعمان، ثم الهادي الذي يعود له الفضل في نشر المذهب الزيدي في اليمن .

وأمتاز الحوثيين بميولهم في السنوات الأخيره الى الشيعه الأماميه الأثني عشر أو الجعفريه نسبه الى جعفر بن محمد الأمام السادس الذي عرف ب -الصادق- والأئمه قبله هم - علي بن ابي طالب -كرم الله وجهه - والحسن بن علي - ثم الحسين بن علي شهيد كربلاء-

 ثم علي بن الحسين زين العابدين- ومحمد بن علي الباقر. لقد ذكر علماء السنه -الأمام جعفر الصادق- وأثنوا عليه، ورأوا في آرائه وفقهه ما لا يختلف عن آراء وفقه أهل السنه،وقد ولد الصادق سنة ثمانين للهجره -699 م - ونشأفي المدينه حيث آثار النبي الكريم وكبارعلماء الأسلام مع تراث آل البيت لذلك كان حظه كبيراً من العلوم الأسلاميه مع المكانه الأجتماعيه وصار من أبرز رجالات عصره، وعاش معظم حياته في العصر الأموي ثم عاصر تأسيس الخلافه العباسيه، وقد أخضعه الخليفه المنصور الى رقابه شديده وحاول توريطه للتخلص منه لكنه أخفق.

 

 قد نحتاجُ لأختصاصيين محايدين منصفين لتقييم هذه الحرب التي تتشابك غاياتها وأهدافها، فكل ما نقل عن الأعلام لايمكن أعتباره لب الحقيقه المطلقه، وتبقى مجموعة الأسباب غامضه .؟ رغم كل ما قيل ..فقد أقسم - يحيى الحوثي- بالله - أن الرئيس اليمني أبلغه بعظمة لسانه... بأن يكف الحوثيين عن ترديد شعارهم - الموت لأمريكا وأسرائيل -والأ سيسلط عليهم من لايرحمهم؟ وفعلاً نفذَ تهديدهُ، أو السبب هو أستبداد السلطه بعد ثلاثين سنه من أستلام كرسي الحكم، وأتهامات لهم بعدم تحمل نظام الحكم مسؤؤلياته الوطنيه والأبتعاد عن سلطه الدوله الدستوريه، والتمادي - الكيل بمكيالين - بأعمال التفرقه الطائفيه والعنصريه خصوصاً مع الحوثيين الزيديه وأتهامهم بأنهم يميلون الى الشيعه الجعفريه ويصنفهم البعض من المتحجرين بأنهم - صفويين - وينظر اليهم من قبل السلطه على أنهم مواطني الدرجه الثالثه؟ وتخوينهم بالولاء لدولة أخرى، وقيام السلطات العسكريه بترويع السكان المدنيين خاصة في - محافظة صعدا- خلال الحروب السته مع الحوثيين منذ عام 2004 عندما خاض - حسين بدرالدين الحوثي- الحرب الأولى الى يومنا هذا،حيث تستخدم القوة المفرطه بما يشبه الأبادة الجماعيه وتشريد السكان وأتلاف الممتلكات العامه والخاصه فيها وحرمان المنطقه من الخدمات والتعليم والصحه وأرهاب وأذلال السكان بأطلاق تسميات طائفيه عنصريه كونهم شيعه زيديه - بتشجيع من الوهابيه - الذين يعتبرونهم كفاراً يجب قتلهم .

 هذا النظام يعيش التناقض العجيب، حيث يجامل الأمريكان ويتملقهم ويستلم المساعدات الماليه منهم، ثم نجده يتحالف مع السلفيين ويستقبل التكفيريين القادمين من القتال في العراق ويبارك أعمالهم؟. لذا فأن محاربة هؤلاء الشيعه تتم بالنيابه عن كل هؤلاء، في مشروع مقبوض الثمن؟ وهذه من أعظم أخطاء النظام اليمني التي سيدفع ثمنها لاحقاً أسوة ب مثله الأعلى صدام، أن حقوق الأنسان والحريات تكاد تكون معدومه في اليمن، رغم توقيع اليمن على معاهدات جنيف لحماية المدنيين، وتبرز هنا تساؤلات كثيره حول هذا النظام في تكرار المآسي التعسفيه والفتنه بين أبناء الشعب العربي المسلم الواحد.

وأن الدفع بأتجاه السلاح والتقاتل عدمي لافائده منه وأن السلام في ظل الوطنيه الخالصه هو الحل المثالي،الذي يحتاج الى شجاعه من قبل الدوله،على قاعدة التراضي والتنازلات المتبادله لأنهاء العوامل غير واضحة المعالم لهذه الحروب والمشاكل وأنعكاساتها المستقبليه على المجتمع نفسياً وأجتماعياً وثقافياً وأخلاقياً ومادياً .

والسلطه التي عملت جاهده من أجل الحروب والصراع السياسي والتحالفات مع السلفيه وطوائف وقبائل أخرى وصداقة المتخلفين، الذين يلعبون بالكارت الذهبي للتقرب من السلطه بغرض الأنتفاع ومصالح النفوذ وزهو المنتصر؟، لم تعمل خطوه جاده واضحه من أجل عوامل السلام مما جعل ردود الفعل عكسيه لدى الطرف الآخر، وها هي ظروف اليمن، ممزق في الشمال ومشاكل في الجنوب وأن أثارها سببت شرخاً في أستقرار المجتمع ووحدة الوطن، وأصبح أبعد ما يكون عن التحضر.

 

صادق الصافي- النرويج

[email protected]

 

--------------------------------

 الأستعانه - بالمصدر التأريخي

الحضارة العربية الأسلامية-ص257 - البرفسور سهيل زكار

            

 ............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1140  السبت 15/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم