تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

العين الثالثة ... وقفة عند أبواب الخطر ..

 

وبين وتيرة الأيام ومخلفات الحروب وجدت الصراع يأخذ أوجه عدة لآيمكن حصرها بين قوسين بل هي بحاجة لدراسات الحالة والصراعات التي تنتج عنها عقدة البقاء عند الأنسان، وأقول عقدة لأنها لم تكن بوعي كامل منه لهذا البقاء ولو كان يدرك أن الخلود أكبر صور البقاء البشرية حينما نتذكر الراحلون منذ مئات السنين وهم مازالو يعيشون بفكرهم وروحهم بيننا حتى يومنا هذا .

 

قد أكون أسهبت وأطلت في مقدمة (صراعية) مع دواخلي كي أبدأ القول ..

يشهد المجتمع العراقي في هذه المرحلة حالة من التخبط غير المسبوق في تأريخه الحديث وبكل جوانبه وهذا التخبط يعكس حالات الصراعات التي أدت به الى نقطة لابد أن نقف عندها قبل مفترق الطرق.

 

اليوم أرصد بعيني الثالثة مشكلة كارثية حقا لو تعمقنا بها، الأنحدار الخلقي وتفشي الرذيلة الى مستوى مخيف بين  الشباب من كلا الجنسين يبحثون عن الضياع بأرادتهم وتحت تأثير موجة غياب الوعي التربوي والأسري وهنا لا أريد أن أتكلم عن ممارسات التشبه بالمجتمع الغربي والعلاقات الشاذة من قبل الجنسين ولا أريد أن أقول أن كثير من الفتيات يبعن أجسادهن بطرق مبتكرة وغير مبتكرة  فمن خلال النت تبيع الجسد صوريا مقابل كارت مبايل ولا أريد أن أقول أن حفلات الصخب والمجون في شقق للشباب وتبادل الفتيات بين الشباب أمرا صار يعرفه القاصي والداني ولا أريد أن أصرخ بوجه الحضارة الجديدة والعولمة التي أسأ فهمها هؤلاء الشباب كي يكونوا داخل محرقتها !

 

الحقيقة أن الخوض في هذه القضية تأخذ حيزا كبيرا من العقول المثقفة وأساتذة علم النفس والتربوين وكما قال لي أحد الأساتذة في جامعة بغداد وبالحرف الواحد (أستاذة نحن اليوم نغرد خارج السرب وأذا ما ناقشنا بعض الطلبة بدوافع تربوية وأبوية قال .. أستاذ أحنة بعصر التطور والحرية)

 

تذكرت وأنا أستمع للأستاذ. أن المهاتما غاندي كرس حياته ونضاله السلمي من أجل أن ينتصر لبني البشر وعلمهم كيف تتوحد الأديان تحت ظل البشرية وأنهاء العبودية والقهر وبيع الأجساد من الأستمرار في حياة لا قيمة لها، حتى تلك المرأة الهندوسية التي وهبة أبنتها ذات التسع سنوات لغاندي بعد أن أغتصب جسدها الطري وهي تقول له (أعتني بها فهي أرملة)..

 

الأشياء يجب أن تسمى بمسمياتها فلا يمكن أن نصف الأنحلال حرية والتخلي عن الأخلاق وممارسة الرذيلة (حق  مشروع) ولايمكن أن نرمي من وراء ظهورنا نداء التمسك بالقيم وأسس التربية التي نشأنا عليها ونقول (قيود تكبلنا)

 

الأسرة العراقية الآن في أخطر مراحل اللاوعي وعدم أدراك المشكلة التي تحيط بها ولو أطلعنا على عينات عشوائية لبعض الأسر وما  يحدث بداخلها من شروخ لكنا توقفنا عند بوابة الخطر وكتبنا بالقلم العريض (العراق الجديد بحاجة لتماسك ووعي أكثر منه للشعارات جديدة)..

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1142  الاربعاء 19/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم