أقلام حرة

الاربعاء الدامي من المسؤول؟!

وذلك بسبب تحول العراق إلى ساحة مفتوحة لمختلف الصراعات المسلحة والسياسية والدينية والمذهبية والعقائدية  المدعومة من خلف الحدود ومن داخلها. لتختلط الاوراق في نهاية الامر ولم يعد بالإمكان تشخيص من يقف وراء العديد من الجرائم الارهابية، اذ ظل الساسة واصحاب الشان يرمون الاتهامات كل حسب هواء وتوجهه.

الا ان ماحدث يوم الاربعاء الدامي سيبقى شاخصا في الذاكرة العراقية الأليمة  حيث شهد أبشع وأعنف الجرائم الارهابية المنظمة حين تعرضت بغداد لموجة تفجيرات إجرامية راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى، وتضررت عشرات المباني.

جاءت هذه التفجيرات بشكل متعاقب محترف ومدروس بشكل جيد حيث تم استهداف مواقع  وزارات سيادية مهمة ، الحكومة من جانبها اكتفت بالشجب والاستنكار واتهام جهات بضلوعها بالتفجيرات وهذا الشيء ينطبق على عمليات بغداد والوزارات الامنية الاخرى اذا لم نسمع او نشاهد او نقرأ تحليلا حكوميا امنيا شافيا وكاشفا لهذا الجرائم  ومرتكبيها . لكن اذا ما عدنا قليلا الى الوراء واعدنا قراءة بعض المشاهد والتصريحات المهمة ، فقد حذر رئيس الوزراء من تصاعد اعمال العنف قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة ، وفي نفس الوقت يامر برفع الحواجز الكونكريتة من الشوارع !! ، الرئيس اوباما بدوره حذر قبل يوم او يومين من نفس الشيء ، وهذه التصريحات لا تاتي اعتباطا بل تدل على وجود معلومات استخباراتية بشان التفجيرات واحتمال وقوعها في اية لحظة واي مكان، لكن للاسف اصحاب الشان الامني لم يحركوا ساكنا واكتفوا باصطناع الازدحامات قرب السيطرات والمواقع المهمة .

الامر الاخر زيارة المالكي الى سوريا ورفضه حسب معلومات صحفية اللقاء بممثلي البعث او ما يسمى ( المقاومة الوطنية ) ، اضافة لمطالبته بتسليم المطلوبين للقضاء العراقي ، الامر الاخر  ما سبق وحذرنا منه ،الاموال المرصودة من قبل احدى دول الجوار لتغيير شكل الخارطة السياسية في الانتخابات المقبلة ويبدو ان المليون دولار الاولى ، من العشرين مليار دولار قد فعلت فعلتها في الشارع ، ما دامت جارة اخرى تفترش الحدود بانواع الاسلحة والمتفجرات .

لذا على الحكومة ان تكون اكثر شجاعة وتوضح الصورة للشعب وتفضح كل الواقفين خلف ايذاء العراقيين مهما كانوا ومن أي توجه او عرق او طائفة فالذي حدث يوم الاربعاء لم يستهدف مكونا واحد بل ضرب كل العراقيين بمختلف مكوناتهم ، الامر الاخرى على الاجهزة الامنية ان تكون اكثر استعدادا وصلابة وتنهي حالة النشوة فارواح الناس تراق بالمجان ، كذلك لا بد من تطهير هذه الوزارات والاجهزة  الامنية من البعثيين الصداميين والمندسين من اجهزة النظام السابق القمعية وعلينا ان لا ننسى قانون العفو حين شمل اكثر من عشرة آلاف شخص واذا افترضنا ان شخصا واحدا من بين عشرة اشخاص مجرم فهذا يعني ان هناك  الف مجرم وارهابي طليق.  

إن اسلوب التخطيط والتوقيت ودرجة العنف والايذاء التي اتسمت بها حوادث الاربعاء الاسود تجعلنا نفكر مليا ونقول ان حكومات واجهزة مخابرات واستخبارات وجهات تحاول لملمة شتاته والتحالف حتى مع الشيطان في سبيل النيل من العراق ، الا ان الغريب بالامر بعض الجهات حاولت تبرئة البعثيين والقاعدة من تفجيرات الاربعاء الا ان القاء القبض على اميرين من التنظيم بحوزتهما سيارة مفخخة يرومان تفجيرها في المنصور كان خير دليل على تورطهم .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1144  الجمعة 21/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم