أقلام حرة

نحكم العراق أو نحرقه

 لا بد أن تكون هناك دروس مستفادة . وان إعادة تشكيل هذا المجلس التشريعي، تمثل مواجهةتتسم بالمصارحة الشديدة بين السلطة و الشعب. وفيها لابد ان تدرك هذه السلطة مدى تجاوب الشارع معها..ويكتشف الشعب مدى إحساس السلطة بمسؤؤليتها الحقيقية .وفي إعادة تشكيل هذا المجلس، وصلت حقائق كثيرة للدولة كان من الضروري أن تعرفها..وإتضحت أمور كثيرة للشعب كان من الضروؤي أن يدرك حقيقتها، حيث تؤكد القاعدة المعروفة دائما أن لإصلاح مؤسسة من المؤسسات والتي لا قدرة لها على إداء دورها الريادي في تحقيق ما تحمله من مسؤولية و تضطلع به من واجبات .الا بما يبذله حميع الأفراد المنضوين تحت لوائها من وافر الجهد وجميل العطاء إستجابة للقول المأثور، (كيفما تكونوا يولى عليكم). ومع ذلك يعمد الكثيرون الى تجاهل هذه الحقيقة الأزلية.

 

إن النظرة الموضوعية للواقع المرير الذي مر به عراقنا في السنوات القليلة الماضية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه بالرغم من كل الظروف الخارجية والإشكالات التي أتتنا من الخارج . فإن جزءا كبيرا من الأزمة إنما يقع يالدرجة الأولى على واقع التنظيمات و الأحزاب الداخلية نفسها، وان الخروج من ربقة الأخفاق لا يزال مرهونا يجهود هذه التنظيمات وقدراتها الذاتية في توعية منتسبيها الى أنها وجدت وجاءت لخدمة العراق، وليس لخدمة حزب او منظمة ما .. إنظروا الى التاريخ، كم من الأحزاب تأسست وتشكلت، ثم إخنفت، ولكن الأوطان و الشعوب هي الباقية

 

عليكم أيها الأخوة الا تفكروا بنفس طريقة الأخرق، الذي كان يكرر: اذا ارادوا ان يأخذوا مني العراق فليأخذوه ترابا، فهو كان يعني، أما أن أحكمه أو أحرقه.

 

امامكم مجموعة من القضايا الأساسية ينبغي ان تضعوها من البداية قي جدول اعمالكم .. ستجري الأنتخابات و يفوز من يفوز و يخسر من يخسر، وعليكم بعد ذلك ا، تغلقوا صفحة الأنتخابات وما قد تترك لدى البعض من آثار سلبية، وعلى الفائزين أن يعاملوا من خرجوا من تنظيماتهم بصورة لا ئقة. أنتم نواب كل الشعب، سواء كنتم من أحزاب الأغلبية او الأقلية أو المستقلين

 

ويجب أن يكون الجميع لديكم على قدم المساواة، عليكم الا تهملوا طلبات ومشاكل من لم يفوزوا، والا تتعاملو معهم باسلوب يختلف عن تعاملكم مع ممثلي احزاب الاكثرية. وهنا اذكركم بما قاله تولستوي: (الجميع يريدون ان يغيروا العالم، ولكن لم يفكروا بتغيير انفسم اولا).

فان كنتم تريدون ان تطوروا العراق وتبنوه الى الحالات الافضل، فعليكم، وقبل كل شئ ان تطوروا تفكيركم ومؤسساتكم الحزبيه، وتجعلوها عجلة من عجلات التقدم في مركبه كبيره عاش فيها ابائكم وسيعيشون فيها ابنائكم (العراق)..

 

ياخوتي العراق وليس سوى العراق.. فانتم مهما ستكونون اغنياء وبلا وطن، فكانكم افقر من موجود على الارض.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1145  السبت 22/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم